السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«هيومن رايتس»: 173 قتيلاً في صدامات ليبيا

«هيومن رايتس»: 173 قتيلاً في صدامات ليبيا
21 فبراير 2011 00:20
طرابلس (وكالات) - تدفق عشرات الآلاف في مدينة بنغازي شرق ليبيا في تظاهرات جديدة أمس، بعد تشييع عدد من القتلى بيد قوات الأمن، وقال المحامي محمد المغربي في اتصال هاتفي مع “فرانس برس”، إن متظاهرين آخرين يحاولون مهاجمة الحامية العسكرية المحصنة بالمدينة، ويتعرضون لإطلاق نار من أبراج حراسة، مضيفاً أن 200 شخص لقوا مصرعهم في معقل المعارضة وثاني أكبر المدن الليبية منذ بدء حركة الاحتجاج الثلاثاء الماضي، لكن لم يتسن الاتصال بمستشفى المدينة للتحقق من هذا الرقم. وفي ظل صعوبة الحصول على معلومات موثوق بها بعد تقارير تحدثت عن قطع خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة، أفاد طبيب في بنغازي أن أكثر من مئتي شخص قتلوا خلال اليومين الماضيين بالمدينة، حيث اشتعلت شرارة الاحتجاجات، في حين ذكر موقع “ليبيا اليوم” المعارض الذي يتخذ من لندن مقراً له، أن حصيلة ضحايا المدينة ارتفعت إلى 208 قتلى، مشيراً إلى أن الجيش يستخدم قذائف الـ “آر بي جي” وأسلحة ثقيلة أخرى صوب المتظاهرين. وبدورها، قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” المعنية بحقوق الإنسان إن أعمال عنف الليلة قبل الماضية في بنغازي والبلدات المحيطة بها، أوقعت 90 قتيلاً ما، ضاعف عدد من قتلوا خلال الأيام الأربعة الماضية في المدن الليبية إلى 173. ووسط مخاوف متزايدة من وقوع “مجارز” في ليبيا مع انتشار التظاهرات في أرجاء البلاد، أكد مصدر رسمي ليبي رفيع المستوى أمس أن المستشار مصطفى عبدالجليل “وزير العدل” يجري مفاوضات مع إسلاميين أصوليين يطلقون على أنفسهم “إمارة برقة الإسلامية”، وكانوا أعدموا رجلي أمن، ويهددون بقتل رجال أمن ومواطنين آخرين يحتجزونهم في مدينة البيضاء شرق طرابلس التي تشهد اضطرابات منذ الأسبوع الماضي. وبالتوازي، أعلنت وكالة الأنباء الليبية الرسمية الليلة قبل الماضية، أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على “عشرات من عناصر شبكة أجنبية” من جنسيات عربية مختلفة، وأتراك، مدربين على على كيفية حصول صدام لكي تفلت الأمور وتتحول إلى فوضى لضرب استقرار ليبيا وأمن وأمان مواطنيها ووحدتهم الوطنية”. وتفجرت الاضطرابات، وهي الأسوأ التي يشهدها حكم الزعيم الليبي معمر القذافي الممتد منذ 4 عقود، كموجة من الاحتجاجات التي استلهمت الثورتين الشعبيتين في مصر وتونس، لكنها قوبلت بإجراءات أمنية صارمة. ولم يسمح للصحفيين بالدخول إلى بنغازي، ولكن تفيد روايات الشهود بأنها في دائرة من العنف، حيث يقتل المحتجون برصاص الأمن ثم بعد تشييع القتلى في اليوم التالي تطلق قوات الأمن ذاتها النار على المزيد من المحتجين. وقال شاهد من بنغازي طلب عدم نشر اسمه بالهاتف لـ”رويترز” أمس، “جرت مذبحة هنا الليلة الماضية” (ليل السبت الأحد). وذكر أن قوات الأمن تستخدم أسلحة ثقيلة مضيفاً “انضم الكثير من الجنود ورجال الشرطة للمحتجين”. وقال شاهد آخر طلب هو الآخر عدم ذكر اسمه إن “نحو 100 ألف محتج يتوجهون الآن إلى المقبرة لدفن الشهداء”. وأكد طبيب بمستشفى في بنغازي أن الضحايا أصيبوا بجروح بالغة بسبب استخدام بنادق القناصة. وذكر شاهد ثالث، وهو شخصية قبلية بارزة، طلب عدم نشر اسمه، أن وجود قوات الأمن اقتصر على مركز القيادة في الحامية. وتابع قائلاً “الوجود الرسمي للدولة غائب في المدينة، وقوات الأمن في ثكناتها والمدينة في حالة عصيان مدني. الناس يديرون شؤونهم بأنفسهم”. وذكرت “هيومان رايتس” في نيويورك أن نحو 90 شخصاً قتلوا أمس الأول باشتباكات تركزت في بنغازي والبلدات المحيطة بها خلال الليل مما رفع عدد القتلى خلال الاشتباكات المستمرة منذ 5 أيام إلى 173. وقال رئيس تحرير صحيفة “قورينا” القريبة من سيف الإسلام نجل القذافي إن 12 شخصاً على الأقل قتلوا في بنغازي أمس الأول بالمواجهات. وأوضح رمضان البريكي أن مصادر طبية أكدت “مقتل 12 شخصاً على الأقل وإصابة الكثيرين” في بنغازي. وتضاربت الروايات بسبب رداءة الخطوط الهاتفية، لكن الشوارع فيما يبدو كانت تحت سيطرة المحتجين، في حين انسحبت قوات الأمن إلى مجمع تحيطه أسوار عالية يعرف باسم “مركز القيادة”، وكانوا يطلقون النار على الناس منه. وقال الشاهد الذي تحدث من مكان تجمع الجنازة “نخشى وقوع مذبحة جديدة؛ لأن الطريق المؤدية إلى المقبرة ليست بعيدة عن الثكنات الأمنية”. وأضاف “لن نستسلم حتى سقوط النظام.. ندعو الأمم المتحدة للتدخل فوراً من أجل وقف المذبحة”. وأكد شاهد آخر في بنغازي أن آلاف الناس أدوا صلاة الجنازة أمس، على 60 جثة مسجاة بالقرب من محكمة شمال بنغازي. وأضاف أن مئات الآلاف بينهم نساء وأطفال جاءوا لمنطقة الميناء. ولم تعلن الحكومة الليبية عن أي أعداد للخسائر البشرية، كما لم تعلق على أعمال العنف. وأفادت رسالة نصية أرسلت إلى مشتركي الهواتف المحمولة أمس، أن المحتجين بشرق البلاد يحاولون الانفصال عن الحكم المركزي. وجاء في الرسالة أن الوفيات التي وقعت في بنغازي والبيضاء على الجانبين كانت نتيجة للهجمات على متاجر السلاح كي تستخدم الأسلحة في ترويع الناس وقتل الأبرياء. ودعت الرسالة الليبيين بالوقوف جميعاً في مواجهة حلقة الانفصال “والفتنة والدمار” التي تستهدف ليبيا. أكد المحامي الليبي محمد المغربي في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” أن تظاهرات جديدة نظمت أمس أمام محكمة بنغازي، والمتظاهرون يتعرضون لإطلاق نار، لدى محاولتهم مهاجمة الحامية العسكرية بالمدينة. وأضاف أن “200 شخص على الأقل قتلوا في ثانية كبريات المدن الليبية منذ بدء الاحتجاجات الثلاثاء الماضي. وكانت “هيومن رايتس” ذكرت صباح أمس نقلاً عن مصدر طبي في مستشفى الجلال ببنغازي أن أكثر من 20 جثة نقلت أمس الأول إلى المستشفى، وأن 25 جريحاً في حال الخطر. وأضافت المنظمة أن 20 شخصاً قتلوا الخميس الماضي و35 في اليوم التالي بالمدينة. وقال المغربي “نطلب من (الصليب الأحمر) إرسال مستشفيات ميدانية؛ لأننا لم نعد نستطيع استقبال جرحى”. وتابع أن آلاف الأشخاص، خصوصاً محامون، يتظاهرون “أمام محكمة العدل شمال بنغازي”. وأضاف “لقد أطلقنا على هذه الساحة اسم (ميدان التحرير 2)، تيمناً بميدان التحرير وسط القاهرة. وأوضح أن “المتظاهرين يطالبون بتغيير الحكومة وبدستور”. وفي طرابلس، قال مراسل لـ”رويترز” إن عدة آلاف من مؤيدي القذافي تجمعوا بالساحة الخضراء بالمدينة حتى الساعات الأولى من صباح أمس. ورددوا قائلين “الله.. ليبيا.. معمر”، و”معمر أمين القومية”. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن بعض المدن شهدت حوادث نهب وحرق متعمد، وأضافت أن هذا من تدبير شبكة أجنبية تدربت على كيفية إحداث الاشتباكات والفوضى لزعزعة استقرار ليبيا. ويصعب التحقق من صحة روايات الشهود من مصادر مستقلة؛ لأن السلطات الليبية لم تسمح للصحفيين الأجانب بدخول البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات، كما تحظر على المراسلين المحليين السفر إلى بنغازي. وفي لندن، ذكر موقع “ليبيا اليوم” المعارض أمس، أن حصيلة قتلى بنغازي بلغت 208 قتلى، إن الجيش استخدم قذائف الـ “آر بي جي” وأسلحة ثقيلة أخرى صوب المتظاهرين. وقالت شاهدة إن الجنود ليسوا ليبيين، بل مرتزقة من مالي. كما نقل الموقع نفسه، أن أفارقة من تشاد والسنغال وأفريقيا الوسطى وزيمبابوي وسيراليون يشاركون في عمليات قمع المتظاهرين بمنطقة الجبل الأخضر. وكانت منظمة هيومن رايتس نفسها قدرت في وقت سابق صباح أمس، عدد قتلى الاحتجاجات بالبلاد بـ 104 أشخاص. ونقلت قناة “الجزيرة” عن شهود أن صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن جرت مساء أمس الأول في مصراتة ثالث كبرى مدن ليبيا، موقعة قتلى وجرحى. وشهدت بعض ضواحي طرابلس مناوشات مساء اليوم نفسه، خصوصاً في فشلوم وتاجوراء، حيث سمع إطلاق نار، كما قال معارضون في الخارج نقلاً عن سكان. وفي سياق متصل، أكد مصدر رسمي ليبي أن مفاوضات جرت في الثامنة مساء أمس الأول، بين وزير العدل الليبي ومجموعة أصوليين إسلاميين يسمون أنفسهم “إمارة برقة الإسلامية”، يهددون بقتل رهائن من رجال الأمن والمدنيين لديهم في البيضاء القريبة من بنغازي. وأوضح المصدر أن هذه الجماعة كانت “أعدمت رجلي أمن” من بين الرهائن الذين تحتجزهم قبل بدء المفاوضات. وأضاف “طالبت المجموعة خلال المفاوضات بفك الحصار الأمني المستحكم الذي تقيمه حولها القوات المسلحة الليبية في مقابل التوقف عن إعدام من لديهم من عناصر أمنية ومواطنين احتجزتهم خلال الاشتباكات المسلحة في الأيام الماضية بالبيضاء”. وأكد المصدر أن “الدولة يهمها سلامة المواطنين المحتجزين ظلماً ولكنها لن تتفاوض حول وحدة التراب الليبي تحت أي ظرف”. ولم يوضح المصدر عدد المحتجزين أو طبيعة هذه الجماعة الإسلامية التي يرد أسمها للمرة الأولى. وفي السياق افاد مصدر أمني ان ضابطاً برتبة عقيد انشق عن الجيش وانضم الى مجموعة ارهابية مرتبطة بـ «القاعدة» وهاجموا ميناء درنة شرق البلاد بعد ان استولوا على مخزن اسلحة وقتلوا 4 جنود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©