الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تأجيل التصويت على حكومة أوكرانيا ومخاوف من التقسيم

تأجيل التصويت على حكومة أوكرانيا ومخاوف من التقسيم
26 فبراير 2014 01:21
كييف، عواصم (وكالات) ـ أجل البرلمان الأوكراني أمس التصويت على حكومة وحدة وطنية، فيما حذرت روسيا من إجبار أوكرانيا بين الاختيار بين روسيا والغرب وسط مخاوف تواجهها القيادة الأوكرانية الجديدة باحتمال تقسيم البلاد. ورغم اعتماد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لهجة معتدلة حول أوكرانيا، معتبراً أن من مصلحة روسيا أن تكون كييف جزءاً من «العائلة الأوروبية الكبيرة»، إلا أنه أبدى معارضته لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، معتبراً أنها تخالف بنود الاتفاق الذي وقع الأسبوع الماضي بين الرئيس المخلوع والمعارضة للخروج من الأزمة. ووصل كييف أمس مساعد وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز الذي تتعامل بلاده بحذر حتى الآن مع مجريات الأمور في الملف الأوكراني، وأعلن خلال اجتماعه مع رئيس حزب الوطن الأوكراني أرسيني ياتسينيوك دعم الولايات المتحدة لإرادة الشعب وخياراته، كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن سحب موسكو لدعمها سيكون «خطيرا». ورأت كاثرين آشتون مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي من جانبها أن روسيا يجب أن تتصرف كجار جيد تجاه أوكرانيا وتسمح لها بالمضي قدما في الطريق الذي اختارته بعد ثلاثة أشهر من الاضطرابات والصراع. أما الصين فأعلنت عن استعدادها لتطوير شراكتها الاستراتيجية مع أوكرانيا على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة. وفي الوقت الذي طلب البرلمان الأوكراني من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ملاحقة الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش بعد مقتل 82 قتيلا في كييف الأسبوع الماضي، أعلن بطل الملاكمة السابق وأحد قادة المعارضة الأوكرانية فيتالي كليتشكو أنه سيكون مرشحاً للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 مايو المقبل، تزامن ذلك مع لقاء ألكسندر تيرتشينوف أمس مع أجهزة إنفاذ القانون لبحث ما وصفه «بعلامات خطيرة على الاتجاه نحو الانفصال» في بعض المناطق بعد الإطاحة بالرئيس يانوكوفيتش، وحذر بعض أعضاء البرلمان من احتمال انقسام أوكرانيا، بسبب مخاوف من رد فعل عزل يانوكوفيتش في المناطق الناطقة بالروسية في شرق البلاد وجنوبها المقرب من روسيا. وفي ختام لقاء مع وزير خارجية اللوكسمبورج جان اسيلبورن قال لافروف في مؤتمر صحافي «نحن موافقون على أن إرغام أوكرانيا على الاختيار بين «إما أنت معنا وإما أنت ضدنا، أمر خطير وغير مفيد». وأضاف «من مصلحتنا أن تكون أوكرانيا جزءا من العائلة الأوروبية الكبيرة بكل معنى الكلمة»، وقال «أكدنا موقفنا المبدئي الذي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية». وأوضح لافروف «نأمل في أن يتمسك الجميع بالمنطق نفسه ويستخدم اتصالاته مع مختلف القوى السياسية في أوكرانيا من أجل تهدئة الوضع وألا يحاولوا تحقيق بعض المنافع في مرحلة نحتاج فيها إلى حوار وطني وحتى يعود الوضع إلى الإطار الشرعي». وأبدى لافروف من جهة أخرى معارضته إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 25 مايو، معتبرا أنها تخالف بنود الاتفاق الذي وقع في كييف الأسبوع الماضي بين يانوكوفيتش وقادة المعارضة في حضور وسطاء أوروبيين ولم توقعه روسيا والذي ينص على أنه لا يمكن أن تجرى الانتخابات الرئاسية إلا بعد إجراء إصلاح دستوري قبل سبتمبر المقبل. وعبرت روسيا عن «قلقها البالغ» إزاء تأثير قوى يمينية متطرفة على مستقبل أوكرانيا، وصفها لافروف بـ»متمردين متطرفين لا يزالون يحتلون مباني عامة في العاصمة كييف». لكنه أكد أن روسيا لا تعتزم التدخل في السياسة الداخلية لـ«بلد شقيق»، موضحا أن دفع مساعدات بالمليارات، التي تعهدت بها روسيا لأوكرانيا، يتعلق الآن بالسياسة المستقبلية للبلاد، وقال: «إننا نريد أن نعرف من سيشكل الحكومة الجديدة وكيف يبدو برنامجها الاقتصادي». وفي كييف أرجأ البرلمان الأوكراني أمس التصويت على تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى الغد للسماح بمواصلة المشاورات. فيما التقى تيرتشينوف مع أجهزة إنفاذ القانون لبحث ما وصفه «بعلامات خطيرة على الاتجاه نحو الانفصال»، وينظم محتجون في شبه جزيرة القرم الواقعة في جنوب أوكرانيا، حيث يتمركز أسطول البحر الأسود الروسي، مظاهرات مناهضة للزعماء الجدد للبلاد. وفي باريس أكد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أنه يتعين على العالم بأسره أن يحاول مساعدة أوكرانيا للخروج من أزمتها، وقال فابيوس «نحن في حاجة إلى كل الشركاء، بما في ذلك روسيا من أجل مساعدة أوكرانيا»، معتبرا أن سحب موسكو لدعمها سيكون «خطيرا»، وأضاف أن «أوكرانيا في أوروبا، لكنها ليست في الاتحاد الأوروبي، ولذا يجب ألا يكون هناك تعارض بين الجانب الروسي والاتحاد الأوروبي». وأوضح رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن كييف ينبغي أن تعمل مع روسيا والاتحاد الأوروبي على حد سواء. من جانب آخر يلتقى وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي الـ 28 ومن بينهم وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل اليوم في بروكسل نائب وزير الدفاع الأوكراني ألكسندر أولينيك الذي تشارك بلاده بالفعل في عدد من المهمات العسكرية للناتو. وغداة زيارة كاثرين آشتون، من المتوقع أن تتواصل الحركة الدبلوماسية في كييف مع وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز لدعم السلطات الجديدة والدعوة إلى النهوض السياسي والاقتصادي بالبلاد.وأوضحت وزارة الخارجية أن بيرنز سيصل برفقة ممثلين عن الخزانة الأميركية، «سيعملون بالتنسيق مع شركاء مثل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي للبحث في دعم مالي ضروري» لأوكرانيا. من جهته، أشار البيت الأبيض إلى «ضرورة تشكيل حكومة ائتلاف متعددة الأطراف، حكومة فنيين يمكنها مساعدة أوكرانيا على اتخاذ القرارات الهامة الواجبة، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والمالي». وشدد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على «ضرورة حصول انتقال سلمي». من جانب آخر أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في كييف أنها ستسمح للراغبين في الترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة بتسجيل بياناتهم حتى الثلاثين من مارس المقبل، موضحة أنه سيتعين على كل مرشح إيداع 5ر2 مليون هريفنا (ما يعادل 200 ألف يورو). إلى ذلك أعلن أحد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة وقال أمام صحفيين في البرلمان «سأكون مرشحا للانتخابات، أنا مقتنع بأنه يجب تغيير قواعد اللعبة بالكامل في أوكرانيا، يجب إعادة العدالة». من جهة ثانية نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا عن المتحدثة باسم الخارجية، أن الصين تراقب عن كثب التطورات في أوكرانيا، وهي مستعدة لزيادة تطوير شراكتها الاستراتيجية معها على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة. المفوضية الأوروبية تناشد روسيا دعم أوكرانيا ستراسبورج (د ب أ) ـ ناشد جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية روسيا والمجتمع الدولي تقديم الدعم لأوكرانيا. وقال باروسو أمس أمام برلمان أوروبا في ستراسبورج: «أدعو كل شركائنا الدوليين، وفي مقدمتهم روسيا، إلى التعاون بصورة بناءة معنا لضمان وحدة أوكرانيا التي يمكن أن تكون من عوامل الاستقرار في القارة الأوروبية». وتابع باروسو حديثه قائلاً إن أوكرانيا الموحدة على هذا النحو ستكون لها علاقات جيدة مع كل من شركائها الغربيين والشرقيين. وأضاف باروسو أن الاتحاد الأوروبي لا يزال عازماً على دعم أوكرانيا في إصلاحاتها السياسية والاقتصادية «ولذلك فالاتحاد الأوروبي يحاول مع المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إعداد حزمة مساعدات لأوكرانيا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©