الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعصب الرياضي.. يفقد الرياضة معانيها الجميلة

26 فبراير 2014 01:13
حين تنحرف الأهداف والميول الرياضية عن مسارها ونصابها، وتبلغ ما بلغته الآن من مآسٍ وأحزان وتعصب مَقِيت، تقتل وتئد الفرحة في مهدها، فإن ذلك يفرغ الرياضة من هدفها السامي. ينتمي المرء أو يميل لفريق ما من أجل متعة تشجيع وشعور بالانتماء إلى فريق ما، وعليه أن يفرح عند تحقيق البطولات بتوازن واعتدال، أما أن تصل الحال لما هي عليه الآن من صخب وضجة وهتافات وقذف وتطاول، فهذه والله مصيبة وابتلاء ابتلي به بعض الناس. لا أعلم حقيقة أن يصرخ فلان من الناس ويزمجر ليصل صوته إلى طرف المجلس أو الخيمة في استراحة ما. يشتد وجهه حمرة وصفرة وكأنه قد أصابه سقم جعله لا يقوى على الحراك. ألم تشجع ذاك الفريق للمتعة والبهجة والفرح والسرور؟ أم هو مصدر حزن وشرور؟ بلغ الحماس بأجيالنا الحالية مبلغه وضاقت الأنفس ذرعاً بما يحدث، لما هذا التشنج والتعصب والشد والجذب. تكون جالساً في أمان الله مستمتعاً بتناول فنجان من القهوة مع الأصدقاء والزملاء، وفجأة يتحول الوضع إلى معركة عنيفة تتطاير عليك ومن حولك المقذوفات والنيران الصديقة وغير الصديقة، فهذا يقذف التلفاز والآخر يقذف صديقاً له لا ذنب له هذا المسكين، إلا أنه يشجع ذاك الفريق، يخيل لك أنك في ساحة معركة وفوضى عارمة لا في مجلس عام. ولا ينتهي الأمر على ذلك، فهناك عشرون فقرة للتحليل والنقاش، فهناك نقاش عام وتحليل قبل المباراة بثلاثة أيام، ويلحقه بعد ذلك تحليل قبل المباراة مباشرة، ثم أثناء شوط المباراة ثم في فترة الاستراحة ما بين الشوطين ثم تحليل في الشوط الثاني، وبعده تحليل بعد انتهاء المباراة، ويعقب ذلك ستون مقطع فيديو وصورة و«كيك» بعد المباراة حتى نهاية الأسبوع، وهكذا دواليك. أصبحت الكرة والتشجيع الرياضي هماً وغماً لبعض الأسر. يحدثني صديق أنه أصبح لا يشاهد المباراة في التلفاز، بل يستمع إليها عبر المذياع لأنه قد سبق وحطم شاشة التلفاز ثلاث مرات في المنزل. ولا شك أن للتطور التقني وانفتاح وسائل الإعلام على مصراعيها قد أسهما في تغذية وشحن هذا التعصب عبر المقابلات واللقاءات الصحفية والتصريحات النارية. فقليل من التعقل والاتزان أيها الإخوة، فقد وجدت الرياضة للترفيه والمتعة والمحافظة على الصحة، وليس لأجل السباب والصراخ والقيل والقال، وكثرة السؤال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©