السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

علاوي يواجه طريقا صعبة في الاستحقاق الوزاري

29 مارس 2010 00:16
تسارعت خطى السياسيين العراقيين من القوائم الفائزة في الانتخابات التشريعية لتشكيل كتل برلمانية يمكن أن تحصل على غالبية 163 صوتا لتشكيل الحكومة المقبلة، في مساعي لقطع الطريق على القائمة العراقية الفائزة بزعامة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي. وبينما سعت الكتل الشيعية إلى تقريب وجهات النظر للإندماج في جبهة واحدة، مضت العراقية في ترتيب تحالفات بيتها وبخاصة منه السني لمواجهة توقعات بخسارتها تكتلا كبيرا في البرلمان. وأكد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ورئيس قائمة تجديد المنضوية تحت لواء القائمة العراقية في خطاب وجهه للشعب العراقي أن "الأمل معقود في الكيانات الفائزة الأخرى أن تحترم إرادة الناخب العراقي وأن يتواضع الجميع وأن يخفض من سقف مطالبه خدمة للوطن ونصرة للمواطن". وأضاف أن "الوضع الآن يستدعي تشكيل حكومة وطنية على عجل من أجل متابعة العديد من الملفات الهامة والحساسة بدل وضع العصي في عجلة الديمقراطية وتعطيل مسيرة التغيير والإصلاح التي صوت عليها الشعب العراقي. وقال أيضا إن "العراقية منفتحة على الجميع وراغبة بالجميع إلا من قيد نفسه بخطوط حمراء يوزعها على هذا الطرف أو ذاك وهذا الطرف يتحمل لوحده وزر ومبررات عزله". وأكد أنه "ليس من حق أحد أن يفرض على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ما يعتقده صوابا في غياب الدليل والبينة أو أن يلزمها بالطريقة التي ينبغي أن تتعامل بموجبها مع الشكاوى والطعون خارج إطار القانون واللوائح الداخلية المعتمدة". وطمأن العراقيين ودول الجوار بأن العراق لن يكون مصدر قلق لأي منهم مؤكدا على أن "العراقية تهتم بالشأن الداخلي، كما تحرص على علاقات ثنائية وطيدة ومستدامة مع كافة الدول العربية والإسلامية وبخاصة مع دول الجوار وبدون استثناء". وكان الهاشمي التقى رئيس البرلمان السابق أياد السامرائي وأسامة النجيفي ورافع العيساوي خلال الثمان والأربعين ساعة الماضية للتباحث حول تشكيل الحكومة المقبلة. وأكدت الأطراف المجتمعة على ضرورة مشاركة الجميع في العملية السياسية. من جهته أكد رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء خلال لقائه أمس آد ميلكرت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، أن التحركات السياسية للقائمة العراقية في ضوء نتائج الانتخابات التي أظهرت تقدمها قد بدأت بالفعل. وأضاف أن عملية تشكيل الحكومة المرتقبة وخطط ومباحثات القائمة العراقية هي التحاور مع جميع الكتل النيابية الفائزة في السباق الانتخابي، سعيا لتشكيل وزارة خدمات تعمل على خدمة المواطن العراقي وتسهر على راحته. ورأى محللون أن علاوي يريد كسب تأييد جيران العراق العرب والتواصل مع إيران، لكن احتمالات أن تتاح له هذه الفرصة ضعيفة. وكان قال أمس الأول إن الطريق إلى حكومة جديدة يمر عبر العراقية. لكن مسؤولين في ائتلاف دولة القانون التي يقودها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، والائتلاف الوطني العراقي، قالوا إنهم يتحدثون عن اندماج سيجعل من الزعيم الديني مقتدى الصدر لاعبا قويا في المشهد السياسي الجديد بالعراق. وقال المحلل السياسي العراقي إبراهيم الصميدعي "لن تتكون الحكومة بدون ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي، لأن صانع الملوك هو مقتدى الصدر". وأضاف أن "مقتدى الصدر لن يأتي أمام الشيعة وإيران ويقول لهم أنا جلبت لكم حكومة بأغلبية سنية وطابع بعثي". وتجري الكتلة العراقية محادثات مع التحالف الوطني العراقي والتيار الصدري الذي يمثل مكونها الرئيسي فضلا عن الأكراد. كما قال في مقابلة تلفزيونية أمس الأول إنه يخوض محادثات مع بعض أعضاء حزب الدعوة وهو حزب المالكي. وقال حيدر حميد الأستاذ بجامعة بغداد إن "الأحزاب الشيعية لديها اعتراضات على بعض الشخصيات في القائمة العراقية والذين يقولون عنهم إنهم موالون لحزب البعث، والأكراد أيضا لديهم اعتراضات وخلافات مع أحزاب متنافسة ومختلفة معهم بالنهج والتفكير ويعتبرون أن التحالف مع القائمة العراقية أمر مستحيل". وقد أشار المالكي نفسه إلى أنه لن يتخلى عن منصبه بلا معركة ربما في المحكمة. ومن غير المرجح أن يتحد علاوي مع المالكي، لكن الأخير قد يحاول اقتناص بعض الأجزاء من ائتلاف منافسه. وقال "نحن بصدد تشكيل التحالف الكافي لتشكيل الحكومة المقبلة ولدينا خيارات كبيرة في هذا المجال نكتفي بها، ولكن إن أرادت بعض الكتل الموجودة في القائمة العراقية أن تأتي فنحن نرحب بها". من ناحيته قال محمود عثمان عضو التحالف الكردستاني إن "الحديث عن التوصل إلى تحالفات بين الكتل الفائزة حاليا سابق لأوانه والصحيح هناك حوارات، وهذه الحوارات ستأخذ آفاقا أوسع بعد الانتهاء بشكل كامل من معالجة الطعون والمصادقة على نتائج الانتخابات". وأضاف "هناك مشتركات كثيرة بين جميع الكيانات متأتية من العلاقات التاريخية بينهم وهي بالتأكيد أكثر من الاختلافات وأعتقد أنه علينا الحديث عن الواقع الحالي والمستقبلي وعدم التطرق إلى الماضي وإعطاء مرونة كبيرة في المفاوضات". وذكر أن "تأخير تشكيل الحكومة المقبلة ليس من مصلحة أحد وعليهم تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية". وعلى الرغم من المهمة الصعبة التي تنتظر علاوي وهي جمع الأكراد والسنة والشيعة معا لينضووا تحت لوائه فإنه يتمتع بميزة القدرة على الحصول على تفويض من العراقيين الذين يشعرون بالقلق من الحرب. كما أن من يكرهون التدخل الخارجي في شؤون بلادهم قد ينظرون إليه كبديل معتدل للمالكي وحلفائه المحتملين المرتبطين جميعا بصلات بإيران. وذكرت مصادر حزبية أن ممثلين من ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي والتيار الصدري ذهبوا الجمعة الماضية للقاء مقتدى الصدر الذي يدرس في إيران.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©