الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدم «بيت الأدب» يهدد تراث سان بطرسبرج

20 فبراير 2011 23:42
سان بطرسبرج (ا ف ب) - تحول هدم مقر “ليتيراتورني دوم” (بيت الأدب) من قبل مقاول عقاري إلى رمز للتهديدات التي تتربص بالتراث العمراني في سان بطرسبرج. واستضاف المبنى الأحمر صاحب العمودين الذي بني مطلع القرن التاسع عشر على جادة نيفسكي، كبار الكتاب الروس. ويقول بيوتر انطونوف الذي يقيم في مبنى مجاور لهذا الصرح التاريخي الذي بدأ هدمه نهاية يناير لوكالة الأنباء الفرنسية إن “بيت الأدب” “هدم رغم كل احتجاجاتنا والعرائض التي وجهناها إلى الإدارة.. هم لا يأبهون لرأينا ولا يأبهون للمدينة”. وجمع أكثر من 500 توقيع من بينها توقيع السينمائي الروسي الكسندر سوكوروف في يناير من قبل مدافعين عن فن العمارة في عاصمة قياصرة روسيا السابقة سعياً إلى الإبقاء ولو على جزء من الواجهة التاريخية لهذا المبنى الواقع على جادة نيفسكي الرئيسية في البلاد. ورغم هذه الاحتجاجات لم يعد في الموقع سوى غطاء ضخم تتوارى وراءه ورشة “إعادة بناء” المبنى الذي كان مركز الحياة الأدبية في هذه المدينة العريقة. شيد المبنى العام 1830 وقد سكن فيه الشاعر فيدور تشيوتشيف والكاتب ايفان تورغينييف والناقد فيساريون بيلينسكي. وقد استضاف بين جدرانه أيضا الشاعر نيكولاي نيكرسوف والكاتب ايفان غونتشاروف وكبار الفاعلين في الساحة الأدبية بمن فيهم فيدور دوستويفسكي. ولم يوفره القصف الألماني خلال الحرب العالمية الثانية إلا أنه صمد وقد شكل في الحقبة السوفييتية مقراً لإدارة الحي ومن ثم فرعاً لمصلحة الضريبة الروسية. وسيتحول “بيت الأدب” بحلول ديسمبر 2012 إلى فندق وموقف سيارات تحت الأرض في ختام عملية يرى فيها السكان والمدافعون عن التراث العمراني للمدينة مثالا كبيرا على التهديدات التي تتربص بالتراث التاريخي لسان بطرسبرج. وتقول أنطونيا اليسيفا وهي مترجمة في الثانية والثلاثين شاركت في عدة تظاهرات احتجاج “في البداية وعدت الشركة المكلفة إعادة البناء عدم المساس بالواجهة التاريخية إلا أنهم قرروا هدمها في نهاية المطاف”. ويقول الكسندر بيلياييف مدير شركة “اوتوكومبالت” المكلفة المشروع إن هذا القرار اتخذ “لأن أساسات المنى كانت سيئة”. ويؤكد “اتخذنا قرار تفكيك المبنى كلياً وإعادة بنائه مع الإبقاء على الجانب التاريخي لواجهته مع بعض التغيرات الطفيفة”. هذه العملية يدينها المدافعون عن عمارة المدينة الذين يعطون مثالاً على ذلك مركزاً تجارياً بني أخيراً على جادة نيفسكي مع واجهات تقلد الهندسة الكلاسيكية وتعلوها سقيفة ضخمة تشوه منظر الجادة الرئيسية في المدينة. وتفيد المنظمة غير الحكومية “مدينة حية” ان أكثر من مئة مبنى تاريخي هدم في سان بطرسبرج. وتؤكد انطونينا اليسيفا “يجب التحرك، يجب الاحتجاج فإن هذا قد يغير الوضع أنا على ثقة من ذلك”. فبالفعل تم تعليق بناء ناطحة سحاب لشركة غازبروم العملاقة في وسط المدينة بعد عدة احتجاجات. وكانت “يونيسكو” التي تدرج سان بطرسبرج على قائمة التراث العالمي للبشرية قد انتقدت هذا المشروع أيضا مهددة بوضع المدينة على قائمة التراث المهدد وهي المرحلة الأولى قبل سحبها من اللائحة العريقة. وتختم ميلينا غوغوليتسين الخبيرة في شؤون الفن بحزن “إذا لم يتغير الوضع فإننا سنستفيق يوماً في مدينة لن تعود سان بطرسبرح”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©