الإعلاميون العرب يدعون إلى تشريع منع الإساءة للأديان

طالب مشاركون في منتدى الدوحة الثامن للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة في ختام أعماله مساء امس الاول، بتغيير القوانين والتشريعات التي تتيح لوسائل الإعلام الإساءة للمعتقدات ومقدسات شعوب العالم· وقال وزير الإعلام والثقافة السابق بالسودان علي محمد شمو خلال جلسة مستقبل الاعلام إن الرسوم المسيئة للاسلام التي نشرت في وسائل إعلام دنماركية والافلام التي بثت عبر الانترنت، تؤكد ان بعض القوانين الغربية المعنية بحرية التعبير والإعلام بحاجة الى تغيير· وأشار الى ان الإساءة الى الاديان والمعتقدات بحجة حرية التعبير أمر غير مبرر، وإن ما حدث يؤكد أن الإعلام العالمي بحاجة الى إعادة نظر· كما دعا مشاركون في المنتدى الى دور أكبر لوسائل الاعلام العربية في النقد البناء للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وانتقد مدير عام شبكة الجزيرة بقطر وضاح خنفر منع قنوات فضائية من العمل في بعض البلدان العربية وأشار الى أن بعض الحكومات تضع قيوداً على ممارسة الإعلام الحر من خلال وزارات الإعلام· ونفى وزير الإعلام السوداني السابق أن يكون تأسيس وزارات الإعلام بالوطن العربي يهدف إلى الحد من حرية التعبير، وأشار إلى أن دور هذه الوزارات برز في العقود السابقة حيث لم تكن هناك مبادرات من القطاع الخاص لتأسيس مؤسسات إعلامية، وهو الدور الذي قامت به الحكومات العربية وقتها· وتحدث وضاح خنفر عن تراجع في مستوى حرية الاعلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقال إن الاعلام أصبح يخلط بين العمل الصحفي المهني وبين الطابع السياسي، خصوصاً في ظل عمل بعض المسؤولين العرب على تجنب أي انتقاد لهم في وسائل الإعلام· وأشار خنفر إلى أن الإعلام يواجه ايضاً تحديات اخرى، حيث اصبح يركز على نقل المعلومات فقط في ظل ثورة الاتصالات والتقنيات الحديثة، الا انه لم يعد يركز على نقل المعرفة والتحليل العميق الى جانب المعلومات· وتحدث خلال المنتدى ايضاً عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي الذي وصف الفترة الحالية بأنها أسوأ عشر سنوات لحرية التعبير منذ قرن من الزمان، مشيراً الى ان الاعلام العربي يعاني من التدخل الغربي لفرض توجهات معينة على الشعوب· كما ناقش عدد من المشاركين في الجلسة موضوعات متصلة بتحديات ومشاكل وسائل الإعلام العربية ودور الرقابة الاجتماعية في الحد من حرية الإعلام، وغياب الدور الجاد في الكثير من وسائل الإعلام التي تتجه الى الترفيه وتحقيق الربح المادي فقط· وكان منتدى الدوحة قد اختتم اعماله مساء الثلاثاء الماضي بعد أن شهد مناقشات حول مجموعة من المحاور الاقتصادية والسياسية المتعلقة بالحرية، الى جانب قضايا الفقر في العالم ونقص الغذاء·