الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أسبوع احتراف واحد لا يكفي وقطر تسبقنا بـ 5 سنوات!

أسبوع احتراف واحد لا يكفي وقطر تسبقنا بـ 5 سنوات!
20 مايو 2009 03:00
يكفي أن تقول إسماعيل مطر، لتتداعى إليك العديد من المعاني والمفردات، والمواقف، ولتتجول بذاكرتك عبر محطات من الإبداع والانتصارات، والإحباطات أيضاً، فهو لاعب يختزل حالة كروية بذاته، وليس ضرورياً ألا يكون مسؤولاً عن شيء ما، فمادام في المنتخب، فهو مسؤول عن كبواته، مثلما أسعد الجميع بانتصاره الذهبي في «خليجي 18»، وفي الوحدة، هو أيضاً مسؤول عما يحدث، قد يقر الكثيرون إنه مكافح ومثابر ولايرضى لنفسه أن يكون مجرد رقم في قوائم المباريات، لكن «سمعة» تحول لدى الجماهير إلى حامل مفاتيح السعادة والانتصارات، وهو الذي ينتزع الآهات، الجماهير توحدت معه، فأصبح الأخ الذي تتمناه والابن الذي تكفل بجلب الفرحة، ومن هنا تراه يتقدم إلى صدارة المشهد في كل الأحوال وكافة الاحتمالات. وإسماعيل مطر يدرك ذلك، حتى ولو لم يتحدث عنه، لينفيه أو ليؤكده، هو يدرك أن عليه مسؤولية تجاه الكرة الإماراتية التي أعطته، ونصبته نجماً على عرش الإبداع، ولذا يأتي الحوار مع «سُمعة» ليتجاوز حدود الحوار مع لاعب، إلى رصد من متابع لحقيقة اللعبة على أرض الإمارات، وما يقوله إسماعيل يصلح ليكون مؤشراً للقائمين على اللعبة للاستفادة منه، وأيضاً يمثل شهادة من محب للعبة يعشقها، لأنه صادر عن لاعب شديد الغيرة على الكرة في بلاده، ولأنه يرفض الحوارات المعبأة سابقة التجهيز، والعبارات المكررة.. يريد في حواره، مثلما هو في الملعب، أن يسدد فيصيب الهدف، وهكذا كان مع «الاتحاد» في واحد من أشد الحوارات سخونة لنجم الكرة الإماراتية. كان طبيعياً أن تكون البداية، من حيث المشهد الأخير هذا الموسم، والذي رسم إسماعيل مطر تفاصيله في قطر، حين احترف في السد القطري خلال بطولة كأس الأمير، وشارك مع الزعيم هناك في مباراتين تاريخيتين في مشواره، قبل أن يخرج الفريق من الدور نصف النهائي بعد ماراثون طويل وحافل. ويقيم إسماعيل مطر التجربة، بأنها من أفضل ما حدث له في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن للتجربة فوائد كثيرة، أهمها التغيير، وتحسن حالته النفسية، معرباً عن شكره إلى سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيس نادي الوحدة أن أتاح له هذه الفرصة في توقيت صعب بالنسبة للعنابي، كما شكر إدارة السد لثقتها فيه، واستقبالها الطيب له، ومؤكداً على أن لاعبي السد وإدارته وجهازه الفني نجحوا أن يجعلوه في فترة وجيزة وكأنه لاعب قديم في الفريق، فتأقلم معهم بسرعة كبيرة، ليبدو وكأن له عاماً مع الزعيم، ومن ثاني كرة لعبها في الملعب هناك شعر أنه ليس غريباً عن الملاعب القطرية. وقال: هناك فارق كبير بين ما يحدث هنا، وما رأيته هناك.. فارق في تطبيق الاحتراف، والعقلية الاحترافية، وهو فارق ليس لعام أو اثنين، ولكن ربما يصل إلى خمس سنوات من الفارق بيننا وبينهم، وربما كانت السنة الأولى لهم مع الاحتراف أقل مما نحن عليه الآن، لكن الواضح أنهم طوروا أنفسهم بسرعة مذهلة، وتمكنوا من صناعة دوري قوي بكل المقاييس. وعن التوقيت الذي خاض فيه تجربته الاحترافية الأولى والقصيرة، قال إسماعيل مطر: أي لاعب يحتاج دائما إلى تحد جديد، يشعره بجدوى ما يقدمه، وقد كنت بحاجة إلى هذا التحدي، فأنا هنا من المفترض أنني كنت نجماً، ومهما «سويت» قد لا أضيف الكثير في ظل الإشكاليات التي أحاطت بنا في المسابقة، وجاءت تجربتي مع السد لتضعني في تحد أنتظره، وسط أناس يسلطون الأضواء عليّ في انتظار أن يعرفوا ماذا سأقدم وكيف سأظهر في تجربتي الجديدة، وقد مثل ذلك عليّ ضغطاً نفسياً هائلاً. وحول المباراتين اللتين خاضهما مع السد، وكيف تحول من بديل لم يبدأ المباراة الأولى إلى أساسي دفع به المدرب في الثانية من أولها، قال: للحق، لم أرد المشاركة في المباراة الأولى من البداية، قياسا بحجم الضغوط النفسية التي كانت عليّ، وبعد نزولي اندمجت بسرعة مع اللاعبين، الذين يحسب لهم ولمدربهم إصرارهم، والإمكانيات الهائلة التي يملكونها وقيادة كوزمين وتغييراته.. كلها أمور تجعلك تدرك من البداية أنك مع فريق كبير، فتزداد ثقة، وتعطي بسخاء، وأكبر دليل على إمكانيات هذا الفريق، ما حدث له في المباراتين، من خسارة إلى تعادل وفوز، وعودة مرة أخرى، مد وجزر، إلى أن كان الخروج من الكأس في المباراة الثانية، وتلك هي كرة القدم، والروح من أكثر ما يميز فريق السد، وكمثال على هذه الروح يكفي أن أقول إن محمد ربيع كان يلعب ويؤدي بحماس بينما هو مصاب. أضاف: إحساس صعب أن تكون متأخراً ثم تتعادل وتتقدم ثم تتعادل من جديد، وقد كان صعبا عليّ بصفة خاصة، فالتجربة كما قلت بالنسبة لي كانت جديدة، وكنت أتمنى أن تتوج ببطولة، لكن قدر الله وما شاء فعل. وعن البرازيلي فيليبي جورج، ولماذا استشعر من تابعوا المباراتين أحياناً أنه يتعمد عدم التمرير له، قال إسماعيل مطر إن فيليبي لاعب كبير يجبرك على احترام قراره في الملعب، وهو لاعب متكامل ويمثل نموذجاً للاعبين الجيدين، لكنه في الفترة الأخيرة ومعه باسكال لم يكونا موفقين بما يكفي، وخلال تواجدي هناك لم يكونا في قمة عطائهما، ولكن ذلك لا يمنع قيمتهما كلاعبين. وعن ركلتي الجزاء اللتين سددهما، ولماذا أضاع الثانية، قال: في المباراة الأولى، كانت الوقفة التي وقفتها تجعل الحارس في حيرة، وعادة إذا كان الحارس لا يعرفني، فإنني أركز بعيني على زاوية، وأسدد في الأخرى، وهو ما حدث في الأولى، ولكن في الثانية، كان مدرب اللياقة في الغرافة يعرفني، وسبق له أن عمل هنا في الوحدة، ولعله أفاد قاسم برهان حارس المرمى بهذه السمة، كما أن الحارس كان من عاداته أن يتقدم خطوات للأمام قبل تسديد الكرة، وهو أمر يؤخذ على حكم المباراة، ولو أن برهان لم يتقدم قبل التسديد لما تمكن من التصدي للكرة. وأشار إسماعيل إلى أنه كان يتمنى أن يساهم مع السد في الفوز بكأس الأمير، كما أنه على المستوى الشخصي كان يتمنى المشاركة في الحصول على بطولة، بعد أربع سنوات عجاف بلا بطولات في الوحدة، ولكن هكذا الكرة، لا تستقر على حال ولا يمكن التكهن أو الركون إلى شيء فيها، وقال: ربما لو كان هنا لاختلف الأمر بعض الشيء، فالوحدة هو بيتي، أما في السد، فالمفروض أنك قدمت لتكون إضافة للفريق، وتساهم معه في البطولة، ولكن الحمد لله على كل شيء، وعلى أن الخروج من الكأس كان بضربات الترجيح، وليس خلال المباراة، وأعتقد أن السد قياسا بإمكانياته الحقيقية، وبما قدمه في المباراتين، هو البطل غير المتوج للبطولة، فقد قدم مستوى متميزا في مباراتيه أمام الأهلي والغرافة، واللتين امتدت كل منهما إلى 120 دقيقة كاملة، ليلعب الفريق مباراتين «أشغال شاقة» في 4 أيام، ويخسر في البداية ثم يعود للمباراة، بالطبع هو مجهود كبير وضخم، وعن نفسي أنا ممتن كثيرا لهذه التجربة، وكل الشكر لإدارة السد ولاعبيه ومدربيه وجماهيره على الوقفة التي وقفوها معي، وعلى العقلية الاحترافية التي يتعاملون بها، ولن أنسى أنهم بعد الخروج من البطولة، احتفلوا بي، كما احتفلوا بعدد من اللاعبين الذين انتهت تعاقداتهم مع النادي، في مشهد سيظل عالقا بذاكرتي ولن أنساه، كما لن أنسى هذه الفترة بالرغم من قصرها. واختتم «سُمعة»، مؤكداً أن أسبوعاً واحداً «احتراف» لا يكفي، لكنها تجربة تمثل بادرة خير، معربا عن تفاؤله بالمستقبل وأنها قد تفتح الطريق أمام المزيد وأن هناك عدة لاعبين قد يحترفون مستقبلا، متمنيا الأفضل، وأن يكون احترافه بداية للمزيد، لأن ذلك فيه تطور الكرة الإماراتية. أهدرنا أسهل فرصة للتأهل إلى كأس العالم خسرنا ميتسو ولو قاد الأبيض في «خليجي 19» لحققنا نتائج أفضل أكد إسماعيل مطر نجم منتخبنا الوطني ونادي الوحدة أن الأبيض أهدر فرصة لن تتكرر للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010، مشيراً إلى أن المنتخب لن يجد المنتخبات التي تنافس معها في المرحلة الأخيرة في هذا المستوى من عدم الاتزان فقد، شاهدنا المنتخبين السعودي والكوري الجنوبي اللذين لم يكونا في مستواهما المعروف. وقال: «تصفيات آسيا للمونديال كانت الأسهل عن دون غيرها من القارات الأخرى، وعندما أقول إن منتخبنا أهدر فرصة لن تتكرر فأنا أعني ذلك تماماً، لأنه من المنتظر ألا تتراجع مستويات المنتخبات الكبرى في القارة بعد أن أعادت بناء نفسها وانطلقت إلى الأمام بطموحات أكبر». وكشف إسماعيل مطر أن معاناة المنتخب الوطني جاءت لعدة أسباب، وفي مقدمها اللاعبون الذين كان من المفترض أن يقدموا العطاء الكامل من أجل الوصول إلى الهدف، إلى جانب أيضاً عدم التوفيق الذي لازمنا في الكثير من المباريات. وأوضح إسماعيل مطر للمرة الأولى أن المنتخب خسر جهود المدرب الفرنسي برونو ميستو، وأقول ذلك بعيداً عن العواطف فلو عدنا للوراء قليلاً، ونظرنا للمباريات التي قاد خلالها ميتسو المنتخب نجد أن الأبيض لم يتعرض للخسارة في 7 مباريات خارج ملعبه، فقد ظل المنتخب يسجل الأهداف ويخرج فائزاً خـــارج ملعبـــه وعندمـــــا نعــــود إلى ملعبنا نخرج بنتائج سلبية بسبب الثقة الزائدة وعدم التركيز فدفع المنتخب فاتورة باهظة الثمن». وتحدث إسماعيل عن الظروف التي أحاطت بمعسكر المنتخب في فرنسا الذي سبق خوض مباريات التصفيات، مؤكداً أن المعسكر كان يسير بشكل جيد ووفق البرنامج الموضوع، ولكن فجأة تم تحديد مباراة الجزائر على عجل وما فهمناه حينها أن ميتسو هو من طالب بتلك المباراة. وقال: «بشكل عام كل المنتخبات والفرق تقيم معسكراتها في أوروبا ومن ثم تخوض مبارياتها الرسمية في الدولة، ولكن قد يكون توقيت المباراة الأولى أمام كوريا الشمالية غير مناسب، خاصة أننا خضنا في شهر رمضان ومن الصعب المقارنة بين لاعب يؤدي فريضة الصيام، ولاعب آخر لم يتغير إيقاع حياته، وهذا ما حدث بالفعل فالكل شاهد كيف تفوقنا في الشوط الأول، واختلف الأمر في الشوط الثاني حين فقد الفريق مخزون لياقته في الوقت الذي استفاد به المنافس من حيويته المكتملة. وأضاف :«في المباراة الثانية أمام السعودية على ملعبنا لم يختلف الحال كثيراً فقد تقدمنا بهدف السبق وكان من المفترض أن نقدم جهدا أكبر للحفاظ على هذا التقدم أو تعزيزه، إلا أن الأمور ساءت في الشوط الثاني أكثر وكان الانهيار بعد هدف التعادل، وأضيف إلى كل ذلك أن الأبيض لم يجانبه التوفيق في المباراتين، مشيراً إلى أن عرف كرة القدم يؤكد أن أي فريق من الطبيعي أن يفقد اتزانه 15 دقيقة خلال زمن المباراة، وللأسف أن هذه الدقائق كانت قصمت ظهر الأبيض لأن شباكنا استقبلت 4 أهداف أمام السعودية وكوريا الشمالية. وأوضح إسماعيل أن في مثل هذه المهمات الكبيرة لابد أن يتسلح المنتخب بإرادة حديدية، وأعتقد أن الإرادة لم تصل إلى هذه القوة. وعن الفرق بين «خليجي 18» حين توج باللقب و»خليجي 19» حين ودع من الدور الأول، قال إسماعيل:» إن المنتخب في «خليجي 19» كان في أمس الحاجة للاعبي الخبرة، خاصة أن يخوض المنافسة ليدافع عن لقبه، مع احترامي الشديد للاعبين الشباب الذين انضموا وشاركوا في هذه البطولة». وأضاف:«بناء فريق للمستقبل يجب ألا يكون على حساب النتائج في البطولات الكبيرة». وأكد «سمعة» أن مدرب المنتخب دومينيك حاول أن يضيف الجديد للأبيض، ولكن لو كان ميتسو قاد الأبيض في البطولة لحققنا نتائج أفضل، لأنه مدرب يحدد أهداف بقوة في مثل هذه البطولات التي تعتمد على نظام المجموعات، مشيراً إلى أن إخفاق المنتخب القطري في البطولة لا يعني بالضرورة فشل ميتسو لأن في اعتقادي أن تعاقد الاتحاد القطري مع ميتسو لم يكن في التوقيت المناسب. وتوقع إسماعيل ألا يستمر ميستو في العمل بالمنطقة بعد تجربة العنابي لأن عرف تماما العقلية الموجودة هنا. وعن ما يتردد بأن المنتخب يعاني من ضغوطات من الأندية، نفى إسماعيل ذلك وقال: «هذه الأمور غير واردة لأن اللاعب هو من يحسم أمره ويتحمل مسؤوليته كاملة، ونشاهد في كل دول العالم الضغوطات التي تتعرض لها المنتخبات من قبل الأندية الكبيرة، لكنها في النهاية تصطدم بفكر وإرادة اللاعب».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©