الهاتف المتحرك.. مستودع أسرار يهدده الفضول

أبوظبي (الاتحاد) بات الهاتف المتحرك (الموبايل) مستودع الأسرار يضم الكثير من الرسائل والصور والنغمات، والمواعيد والتواريخ المهمة، فضلا عن أسماء المعارف وأرقام هواتفهم وأرقام حسابات البنوك، وحسابات شبكات التواصل الاجتماعي. إلا أن البعض يعطي لنفسه الحق في الاطلاع على محتويات تلك الأجهزة من باب الفضول والتطفل، فيعبث بهواتف الآخرين، ما دفع كثيرا من المستخدمين لاستعمال طرق حفظ الخصوصية لوضع كلمة مرور سرية، أو بصمة الأصبع حتى إن وقع في أيدي آخرين لا يُمكنهم فتحه والعبث بمحتوياته. احترام متبادل تنزعج مريم خميس من أي شخص يقترب من الموبايل الخاص بها، معتبرة من يقوم بأخذه وتصفح محتواه لا يحترم خصوصية الآخرين. وتؤكد أنها تعرضت لهذا المواقف كثيرا في العمل من زميلات المكتب اللاتي لديهن فضول لأخذ الموبايل خلسة. وتقول «وجدت أن وضع رقم سري لهاتفي أفضل وسيلة لأتجنب تفتيش الزميلات لموبايلي»، مؤكدة أن من يقوم بهذا التصرف يحتاج إلى علاج نفسي، فليس من حقه الاطلاع على رسائل وصور وفيديوهات أشخاص آخرين من دون إذنهم. وترى خلود البلوشي (موظفة حكومية) أن الهواتف المتحركة لم تعد فقط لحفظ الأرقام والرسائل، بل أصبحت جزءاً مهماً من التعاملات اليومية لأصحابها سواء فيما يخص العمل، أو الحياة الخاصة، أو في العالم الافتراضي، وكذلك التعاملات المالية التي لا يحب الشخص أن يطلع عليها أحد، مؤكدة أن محتويات الموبايل أمر لا يخص إلاّ صاحبه، هو من بيده أن ينشرها أو يخفيها. أمور خاصة وتغضب شيماء من تطفل زوجها على تفتيش هاتفها رغم عدم وجود ما قد يزعجه في محتوياته، وتقول «يجب أن يحترم الزوج خصوصية موبايل زوجته لما فيه من صور ورسائل من أهلها وأخواتها وصديقاتها، وقد يكون أيضاً فيه بعض الأسرار لصديقاتها، فلا يحق له تفتيش الموبايل». وتضيف «أنا مع الخصوصية، لذلك لا ألمس خصوصيات زوجي من موبايل أو محفظة أو «لاب توب» إلاّ بإذنه، وفي حال حاجتي فقط، وفي المقابل لا أحب أن يمسك زوجي موبايلي إلاّ بإذني». وتوضح شيخة سالم (طالبة جامعية) أن الموبايل مرجع لمستخدمه فهو يحوي أرقامه وأسراره وحساباته ومواعيده، حتى أن البعض يكتب مذكراته اليومية، مضيفة أنه قد يحتوي رموزا وأسماء يظنها الزوج أو الزوجة «موضع ريبة»، بينما هي في الأساس لحفظ خصوصية صاحب الرقم، أو تسهيل معرفته، مشددة على أن الوضوح والصراحة أهم من الثقة، حتى لا يدخل الشك قلب أحد الزوجين أو بين أفراد العائلة فيدمرها ويوتر العلاقات بينهم. «لا تجسسوا» وضع الإسلام قواعد وآداب التعامل مع الآخرين، ومنها قوله تعالى «ولا تجسسوا»، وتقول فائدة الكثيري، استشارية أسرية، إنه لابد من إشاعة ثقافة الخصوصية بين الناس، مع توضيح الأضرار الاجتماعية الناجمة عن تجاهلها على المجتمع وعلى الأسرة وعلى العلاقات الأسرية، مؤكدة أنه كلما ارتقت ثقافة المجتمع اختفت تلك الجوانب السلبية من فضول وتفتيش وتجسس. وتضيف «فيما يتعلق بالتلصص والتجسس والتفتيش بين الزوجين فإن له أسبابه من أحد الطرفين أو كليهما، مثل ظهور بعض التصرفات أو السلوكات التي تثير الطرف الآخر وتدخل الشك والريبة إلى نفسه، ما يدفعه إلى البحث في أغراض الطرف الآخر وموبايله وأوراقه حتى يصل إلى الحقيقة التي تقطع الشك باليقين، إلا أن لذلك تأثيرا سلبيا على العلاقة الزوجية».