الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العزف بالألوان» يترجم رؤية المكفوفين للحياة

«العزف بالألوان» يترجم رؤية المكفوفين للحياة
20 فبراير 2012
ماجدة محيي الدين (القاهرة) - تحد جديد خاضته مجموعة من فاقدي وضعاف البصر على مدار شهور متواصلة من العمل الجاد ليقدموا أول معرض فن تشكيلي من نوعه تحت عنوان “العزف بالألوان” أقيم في جامعة القاهرة. وعبر طلبة الجامعة من فاقدي وضعاف البصر عن شخصياتهم الفنية وخيالهم الخصب في لوحات متنوعة ومبهرة في ألوانها وأفكارها بينها البورتريه والحياة الطبيعة وثورة 25 يناير. 60 لوحة افتتحت المعرض د. هبة نصار، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ود. عز الدين أبو ستيت نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، وضم المعرض نحو 60 لوحة تم اختيارها بعناية من أعمال فاقدي وضعاف البصر من طلاب الجامعة الذين تم تدريبهم في ورشة خاصة نظمتها قاعة طه حسين بهدف اكتشاف وتنمية المواهب الفردية للطلاب المكفوفين بجامعة القاهرة في مجال الفن التشكيلي. وعن الصعوبات التي واجهت فريق العمل قبل وأثناء الإعداد للمعرض، تقول الدكتورة أماني رفعت، المشرفة على قاعة طه حسين، إن الاهتمام بالطلبة المكفوفين وتوجيه طاقاتهم وتنمية مهاراتهم الحسية واللمسية والتخيلية يسهم في تحفيز قدراتهم وتأهيلهم لمستقبل أفضل، ويمكنهم من الإسهام في المجتمع، ويشعرهم بأنهم يملكون الكثير من الطاقات والمواهب وعليهم مواصلة التحدي، وإثبات أنفسهم في جميع المجالات. وتضيف “فكرة المعرض بدأت بتنظيم ورشة عمل في الرسم بهدف بث روح الخيال لدى الطلاب المكفوفين عن طريق ممارسة الفن التشكيلي وابتكار أعمال فنية تتسم بالحداثة. وبدأت الورشة أعمالها في سبتمبر الماضي تحت إشراف الدكتور عادل بدر الأستاذ بكلية التربية النوعية، وأن الدافع لإقامة تلك الورشة جاء بعد النجاح الكبير الذي حققته ورشة التصوير الفوتوغرافي لفاقدي وضعاف البصر في العام 2010 حيث نالت الأعمال إعجاب كل من شاهد المعرض، وعرضت الأعمال لمدة أسبوع داخل معرض سور الأزبكية الذي تقيمه الجامعة سنويا أمام المكتبة المركزية”. ويقول الدكتور عادل بدر، أستاذ النحت بكلية التربية النوعية بجامعة القاهرة “التجربة كانت كلها أحاسيس ومشاعر والكل يعمل في صمت، والمجموعة كانت متعاونة لأقصى حد وكانوا في البداية يتصورون أنه لا يمكنهم أن يحققوا شيئا. ولكن بمجرد تجاوز تلك المخاوف والمشاعر السلبية انطلقوا في تعلمهم المهارات واستخدام الأدوات والفرشاة والأصابع وكان لدي إيمان بأن هؤلاء الطلاب لديهم طاقات فنية كامنة وقدرة على الإبداع”. ويصف د. شريف شاهين، مدير المكتبة المركزية، ورئيس قسم المكتبات والوثائق بالجامعة المعرض بأنه ثمرة من ثمار إبداع فاقدي وضعاف البصر الذين يملكون الكثير، والذين أمتعوا المبصرين بلوحاتهم المبهرة بالألوان المشرقة. ويوضح أن رعاية جامعة القاهرة لفاقدي البصر تجسدت بشكل أكثر فاعلية منذ سنوات عندما أنشأت قاعة السمعيات بالمكتبة التراثية ثم تطور الاهتمام بعد إنشاء المكتبة المركزية الجديدة وقاعة طه حسين وتجهزها كمقهى للإنترنت. وأصبحت مركزا ثقافيا فنيا اجتماعيا يحتضن العديد من الأنشطة الخاصة بهذه الشريحة. تحفيز الذات تؤكد الدكتورة هبة نصار، نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أن قاعة طه حسين شعارها “نور لكل كفيف”، لكنها أصبحت نورا لكل الجامعة فهي مركز إشعاع ثقافي وفني وعلمي، وتسهم بفاعلية في تنمية قدرات الطلاب فاقدي وضعاف البصر، مشيرة إلى أن هناك أكثر من ورشة عمل يتم الإعداد لها منها ورشة خاصة عن السياحة الخضراء في مصر. ويقول طارق الشناوي، مسؤول العلاقات العامة بقاعة طه حسين، إنه شارك في الورشة والمعرض ليشجع الطلاب على خوض التجربة، موضحا أن الورشة بدأت بتنفيذ عدة مشاريع وتجارب منها استخدام الكفيف لفرشاة الرسم للمرة الأولى، وكذلك الاعتماد على استخدام الأصابع لتحديد الشكل والألوان لأنه من المهم أن يعبر فاقد البصر عن ذاته وخياله. وعن مشاركتها في المعرض، تقول روايد ناجح، طالبة بكلية الآداب قسم فلسفة، إنها التحقت بورشة الفن التشكيلي من أول يوم لأن الرسم كان هوايتها منذ طفولتها، وساعدها على ذلك أن لديها نسبة أبصار لذلك لم تجد مشكلة كبيرة في التعبير عن أفكارها وخيالها من خلال لوحات فنية. أما كريم صابر علي الطالب بكلية دار العلوم؛ فيؤكد أنه كان يمارس هواية الرسم بالفلوماستر وتدرب على ذلك في المدرسة، وتمنى دائما استخدام الفرشاة، لذلك قرر الالتحاق بورشة العزف بالألوان، ووجد في التجربة تحديا كبيرا، ولكنه مع أول جلسة عمل شعر بأن الدكتور بدر المشرف على الورشة مقاتل يمتلك روحا جميلة، واستطاع تحفيزهم للتعبير عما بداخلهم في لوحات وكانت النتيجة مفاجئة. ويصف ابانوب خليل، طالب بكلية الآداب قسم التاريخ، مشاركته بمعرض “العزف بالألوان” بأنها تجربة جعلته يستعيد حلما قديما رافقه سنوات، فقد كان الرسم هوايته منذ طفولته وعندما سمع عن الفكرة بادر بالمشاركة في الورشة، ووجد دعما كبيرا من فريق المساعدين، وتعلم الكثير عن الفن التشكيلي، واستخدام الألوان. ويؤكد محمد إسماعيل، طالب بكلية الآداب قسم تاريخ، أن معرض “العزف بالألوان” أمل جديد وتجربة تعلم منها الكثير وأفادته إنسانيا وذهنيا، موضحا أنه فقد نعمة البصر قبل نحو عشر سنوات وقبلها كان يعيش في عالم المبصرين والرسم كانت إحدى هواياته الممتعة لذلك كان يعمل ولايزال كمصمم دعاية وإعلان. ويقول “أعتمد على الموسيقى كخلفية محفزة ومعظم رسومي وأفكاري تأثرت فيها بقطع موسيقية وتعلمت كيف أحدد بأصابعي أبعاد وحدود الشكل الذي أريده”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©