السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صعوبات التعلم إعاقة خفية تصيب الصغار وتضعف مهاراتهم الحياتية

صعوبات التعلم إعاقة خفية تصيب الصغار وتضعف مهاراتهم الحياتية
20 فبراير 2012
أحمد السعداوي (أبوظبي) - تختلف أنواع الإعاقة بين ظاهرة وخفية والنوع الأخير نعرفه جميعاً، ويتجلى في مظاهر عديدة مثل الإعاقات الحركية والنطق والكلام وغيرها من الأشكال المختلفة للإعاقة، أما الإعاقات الخفية فهي تمثل خطورة بالغة، كونه لا يمكن إدراكها إلا بصعوبة ومن خلال متابعة دقيقة سواء من قبل المتخصصين أو أولي الأمر، وتعتبر صعوبات التعلـّم واحدة من تلك الإعاقات التي تصيب الكثير من الأطفال وتؤثر على تحصيلهم التعليمي، وبالتالي على المهارات الحياتية التي تساعدهم على الحياة المستقرة وتحقيق الاعتماد على الذات. تقول سميرة سالم حرز الله، مديرة مركز لتنمية القدرات ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي، إن هذا النوع من الإعاقات الخفية يعتبر محيراً إلى حد كبير، ومن أبرز أشكال تلك الإعاقات صعوبات التعلـّم، كون الأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات يمتلكون قدرات تخفي جوانب الضعف في أدائهم، فهم قد يسردون قصصاً رائعة بالرغم من أنهم لا يستطيعون الكتابة، وهم قد ينجحون في تأدية مهارات معقدة جداً رغم أنهم قد يخفقون في اتباع التعليمات البسيطة، وهم قد يبدون عاديين تماماً وأذكياء ليس في مظهرهم أي شيء يوحي بأنهم مختلفين عن الأطفال العاديين، إلا أن هؤلاء يعانون من صعوبات جمة في تعلـّم بعض المهارات في المدرسة، فبعضهم لا يستطيع تعلـّم القراءة، وبعضهم عاجز عن تعلـّم الكتابة، وبعضهم الآخر يرتكب أخطاء متكررة ويواجه صعوبات حقيقية في تعلـّم الرياضيات، وهذا يؤدي إلى حدوث تأخر دراسي يؤثر بشكل سلبي على حاضر الطفل ومستقبله. تقديرات متفاوتة وكشفت أن هناك اختلافا كبيرا في التقديرات حول أعداد أو نسب الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية، وذلك بسبب عدم وضوح التعريف من جهة، وبسبب عدم توفر اختبارات متفق عليها للتشخيص، ففي حين يعتقد بعضهم أن نسبة حدوث صعوبات التعلـّم لا تصل إلى 1%، يعتقد آخرون أن النسبة قد تصل إلى 20%، إلا أن النسبة المعتمدة عموما هي 2% إلى 3%. في هذا الإطار بينت حرز الله أن هناك عددا من المعايير التي يتم اعتمادها واللجوء إليها للحكم على الطالب، وفي حالة توافرها غالباً ما يحكم على الطفل بانتمائه لفئة ذوي صعوبات التعلـّم، وأول هذه المحكات أنه قد يحكم فريق التقييم على أن لدى الطفل صعوبة في التعلـّم عندما يجد أن تحصيل الطفل لا يتناسب مع عمره أو مستوى قدرته في واحدة أو أكثر، وذلك يظهر في مجموعة مجالات مع مراعاة تقديم الخبرات التربوية المناسبة لعمره ومستوى قدرته، وهذه المجالات هي التعبير الشفوي، الفهم المبني على الاستماع، التعبير الكتابي، مهارات القراءة الأساسية، الفهم القرائي، العمليات الحسابية، الاستدلال الرياضي.?ثاني تلك المحكات تتبين عندما يجد فريق التقييم بأن لدى الطفل تفاوتاً كبيراً بين تحصيله وقدرته العقلية في واحدة أو أكثر من المجالات المذكورة في الفقرة السابقة. ولفتت حرز الله إلى أن فريق التقييم قد لا يحكم على أن لدى الطفل صعوبة في التعلـّم، إذا كان التباعد الكبير بين القدرة والتحصيل ناتجاً في الأساس عن ما يلي: الإعاقات الشكلية والحركية، التخلف العقلي، الاضطراب الانفعالي، الحرمان البيئي أو الثقافي أو الاقتصادي. ? وأكدت حرز الله على أن التعريفات المتنوعة لصعوبات التعلم عند الأطفال اتفقت فيما بينها على خمسة عناصر أساسية للحكم على وجود صعوبات تعلم عند الطفل وهي: محك التباعد: ويقصد به تباعد المستوى التحصيلي للطالب في مادة عن المستوى المتوقع منه حسب حالته وله مظهران، الأول وهو التفاوت بين القدرات العقلية للطالب والمستوى التحصيلي، الثاني هو تفاوت مظاهر النمو التحصيلي للطالب في المقررات أو المواد الدراسية. ?فقد يكون متفوقا في الرياضيات، عاديا في اللغات، ويعاني صعوبات تعلم في العلوم أو الدراسات الاجتماعية، وقد يكون التفاوت في التحصيل بين أجزاء مقرر دراسي واحد، ففي اللغة العربية مثلا قد يكون طلق اللسان في القراءة، جيدا في التعبير، ولكنه يعاني صعوبات في استيعاب دروس النحو أو حفظ النصوص الأدبية. محك الاستبعاد: حيث يستبعد عند التشخيص وتحديد فئة صعوبات التعلم الحالات الآتية: التخلف العقلي، الإعاقات الحسية، المكفوفين، ضعاف البصر، الصم، ضعاف السمع، ذوي الاضطرابات الانفعالية الشديدة مثل الاندفاعية والنشاط الزائد، حالات نقص فرص التعلم أو الحرمان الثقافي. محك التربية الخاصة: ويرتبط بالمحك السابق ومفاده أن ذوي صعوبات التعلم لا تصلح لهم طرق التدريس المتبعة مع التلاميذ العاديين فضلا عن عدم صلاحية الطرق المتبعة مع المعاقين، وإنما يتعين توفير لون من التربية الخاصة من حيث (التشخيص والتصنيف والتعليم) يختلف عن الفئات السابقة. محك المشكلات المرتبطة بالنضوج: حيث نجد معدلات النمو تختلف من طفل لآخر مما يؤدي إلى صعوبة تهيئته لعمليات التعلم فما هو معروف أن الأطفال الذكور يتقدم نموهم بمعدل أبطأ من الإناث مما يجعلهم في حوالي الخامسة أو السادسة غير مستعدين أو مهيئين من الناحية الإدراكية لتعلم التمييز بين الحروف الهجائية قراءة وكتابة مما يعوق تعلمهم اللغة ومن ثم يتعين تقديم برامج تربوية تصحح قصور النمو الذي يعوق عمليات التعلم سواء كان هذا القصور يرجع لعوامل وراثية او تكوينية أو بيئية ومن ثم يعكس هذا المحك الفروق الفردية في القدرة على التحصيل. محك العلامات الفيورولوجية: حيث يمكن الاستدلال على صعوبات التعلم من خلال التلف العضوي البسيط في المخ الذي يمكن فحصه من خلال رسام المخ الكهربائي وينعكس الاضطراب البسيط في وظائف المخ في الاضطرابات الإدراكية البصري والسمعي والمكاني، النشاط الزائد والاضطرابات العقلية، صعوبة الأداء الوظيفي، وهذه الاضطرابات في وظائف المخ تنعكس سلبيا على العمليات العقلية مما يعوق اكتساب الخبرات التربوية وتطبيقها والاستفادة منها بل يؤدي إلى قصور في النمو الانفعالي والاجتماعي ونمو الشخصية العامة. الاكتشاف المبكر وفي النهاية أوضحت حرز الله أن الاكتشاف المبكر عن صعوبات التعلم لدى الأطفال يساعد المختصين في تحديد وتشخيص البرامج الإنمائية لقدراتهم. كما أن هذا الكشف المبكر يساعد في تقديم المساعدة لأولئك الأطفال وكذلك في اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع تفاقم تلك المشكلات وزيادتها في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©