أعلنت ''مبادرة مصدر''، التي أطلقتها حكومة أبوظبي من خلال ''مبادلة'' لتوفير حلول طاقة المستقبل، أمس في بيان عن تشكيل مجلس أمناء ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا'' برئاسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايـــد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ ورعاية الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا·
وبحسب البيان سيكون معهد ''مصدر'' الذي يضم مجلس أمنائه 12 عضواً، أول مؤسسة أكاديمية متخصصة في دراسات الطاقة المتجددة على مستوى العالم، تهدف إلى تطوير الجيل التالي من الحلول التقنية للحد من الاعتماد المتنامي للعالم على الوقود الأحفوري·
ويأتي ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا'' في صلب جهود ''مبادرة مصدر''، حيث يعمل على تطوير الموارد البشرية والخبرات العلمية الضرورية لنمو وازدهار قطاع الطاقة النظيفة· ومن هذا المنطلق، قامت المبادرة بتشكيل مجلس يضم أكاديميين وقيادات حكومية وشخصيات من المجتمع المدني، لتوجيه دفة تطور المعهد·
وقد تم تأسيس ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا'' بمرسوم من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ''حفظه الله'' في 18 سبتمبر ،2007 ومن ثم حصل على الترخيص من مجلس أبوظبي للتعليم·
وسيكون ''معهد مصدر'' الذي يجري تطويره بالتعاون مع ''معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا''، مؤسسة أكاديمية مستقلة غير ربحية تُعنى بالأبحاث تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وتركز على العلوم والتكنولوجيا لتحقيق الهدف المنشود بتحويل أبوظبي من اقتصاد يقوم بشكل أساسي على البترول إلى آخر يرتكز إلى التكنولوجيا المستدامة والطاقة المتجددة·
وتأكيداً على دعمه المتواصل لالتزام ''مبادرة مصدر'' بتطوير حلول طاقة المسقبل، قبل سمو الأمير تشارلز الدعوة التي وجهت إليه ليكون راعياً لمعهد مصدر· وسيعمل سموه على دعم جهود ''مصدر'' التعليمية والبحثية خلال السنوات الخمس القادمة·
ويحظى الدور القيادي الذي يمارسه أمير ويلز في دعم قضايا البيئة والتنمية الحضرية المستدامة، بتقدير واحترام كبيرين على مستوى العالم·
وقد تلقى سموه جائزة ''المواطن البيئي العالمي ''2007 في دورتها السنوية العاشرة، من مركز الصحة والبيئة العالمية التابع لكلية هارفرد الطبية، تقديراً لجهوده الدولية المبذولة في سبيل تحسين كفاءة استهلاك الطاقة·
وسيعمل مجلس الأمناء على توجيه مسيرة تطور ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا''، وتحديد اتجاه أبحاثه ودراساته· ويضم المجلس ثمانية ممثلين آخرين من دولة الإمارات وهم: سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة مياه وكهرباء أبوظبي وعضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية ومعـــالي الشـيخ نـــهيان بن مـــبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومعالي محمد أحمد البواردي، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية ورئيس شركة ''مبادلة'' وأحمد علي الصايغ، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر'' وعبدالله ناصر السويدي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية ''أدنوك'' والدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر''·
وجرى أيضاً تعيين أربعة أمناء دوليين وهم: السير ريتشارد سايكس، عميد كلية ''إمبيريال كوليدج'' في لندن، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق لشركة ''جلاسكو سميثكلاين'' للأدوية والدكتور وليام إيه· والف، البروفيسور المتميز في جامعة فيرجينيا، والرئيس السابق للأكاديمية الوطنية الأميركية للهندسة والدكتور عدنان بدران، رئيس جامعة البتراء - رئيس الوزراء ووزير التعليم الأردني الأسبق، ونائب أمين عام اليونيسكو السابق والدكتور فريد موفينزاده، مدير برنامج تطوير التقنية في ''معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا''·
ويتعاون ''معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا'' مع ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا'' في عدة مجالات رئيسية هي: وضع استراتيجية تطوير المعهد واختيار وتوظيف أعضاء الهيئة التدريسية وتطوير مناهج الدراسة الجامعية وإجراء الأبحاث المشتركة وتعزيز العلاقات وتشجيع مشاركة القطاع الصناعي في الأبحاث والنشاطات التطويرية للمعهد ودعم تطوير القدرات في المعهد على صعيد الهيكل الإداري والمؤسسي· وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل ''مصدر'': ''سيكون معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا القلب النابض لمبادرة مصدر، حيث سيعمل على دعم برامجها المتنوعة بالمواهب المؤهلة والحلول المبتكرة· ومن شأن التقنيات المستدامة التي سيقدمها المعهد، أن ترسي معايير جديدة لطريقتنا في تلبية احتياجات العالم من الطاقة·
وسيكون المعهد المحرك الأساسي لجهودنا الرامية إلى تطوير الكوادر البشرية المؤهلة التي ستجعل أبوظبي مقراً عالمياً للإبداع والابتكار في طاقة المستقبل''·
ويشكل ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا'' أول مرحلة من عملية تطوير ''مدينة مصدر''، أول مدينة في العالم خالية من الكربون والنفايات والسيارات، وتعمل كليا بالطاقة المتجددة· وسيتم تزويد مباني المعهد بالكهرباء بواسطة ألواح كهروضوئية مثبتة على الأسقف، ومنظومة ألواح شمسية ومحطات هوائية بعيدة· وسيتم تصميم تلك المباني باستخدام أبراج الهواء التي تعمل على تبريد الهواء الخارجي قبل وصوله إلى الوحدات السكنية والمرافق· وستنتشر المساحات الخضراء في مختلف أنحاء حرم المعهد، والتي ستلتقط الرياح الساخنة القادمة من البحر والرياح الباردة القادمة من اليابسة، مما سيساعد في ضبط درجات الحـــرارة في المباني·
وسيوفر ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا''، ابتداء من سبتمبر ،2009 برامج دراسية مدتها سنتان بدوام كامل تتيح الحصول على درجة الماجستير في العلوم· وتتكون هذه البرامج من مساقات دراسية محددة وأطروحة تستند إلى بحث علمي، في تخصصات مختلفة بما فيها نظم الهندسة والإدارة، وتقنية المعلومات، وهندسة وعلوم المواد، والهندسة الميكانيكية، والمياه، والبيئة· وسيبدأ المعهد بمنح شهادة الدكتوراه في عام ·2011
وتتكون الهيئة التدريسية لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا من 14 عضواً يعملون في ''معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا''، ومن المتوقع أن يضم صفه الدراسي الافتتاحي 100 طالب في عام ·2009
وقال الدكتور راسل سي· جونز، رئيس ''معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا'': ''يتسم المعهد بأهمية كبيرة، إذ إنه مشروع سيغير مستقبل الأبحاث في مجالات الطاقة المتجددة والمستدامة· ونفخر بأننا نجحنا في تشكيل مجلس أمناء عالمي المستوى سيشرف على تطوير المعهد ونموه وفق أرقى المعايير العلمية العالمية''·
عدد اليوم
