الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جاسم الحوسني يطور أجهزة تساعد المسنين والمعوقين على المشي

جاسم الحوسني يطور أجهزة تساعد المسنين والمعوقين على المشي
19 فبراير 2013 09:30
تقاعد الإماراتي جاسم الحوسني، وهو على مشارف الستين من عمره، عن عمله في وزارة التربية والتعليم، لم يثنه عن مواصلة حياته العملية، فلم يركن إلى الخمول والكسل والجلوس في المنزل بل اجتهد في شق طريقه نحو الإبداع والعطاء والتميز. واختار أن يتجه لاختراع أجهزة تعين المرضى والمسنين والمعاقين على المشي وتطور به الأمر ليصل إلى اختراع جهاز يساعد الحيوانات المصابة على السير مجددا. تحديات السن لأن الحوسني رجل مسن يشعر بمعاناة المسنين والتحديات المرضية التي تفتك بهم بعد التقدم في السن، والتي تقعدهم في الفراش أو تمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، ومن أجل أن يخفف عنهم آلامهم ويعينهم على الحركة والتنقل بالاعتماد على أنفسهم، ويشجعهم على ممارسة تمارين رياضية بسيطة دون بذل جهد كبير يرهقهم تحرك عضلاتهم المتيبسة بسبب قلة الحركة أو المكوث في السرير لمرض ألم بهم؛ اخترع لهم عدة اختراعات منها «السرير الرياضي الطبي الترفيهي» الخاص بالمرضى وكبار السن، وهو سرير مزود بأجهزة رياضية وبمكتبة وبتلفاز وراديو وكاسيت وطاولة للأكل ومصباح للإنارة وقاعدة لتثبيت الجهاز الخلوي تحفظه من السقوط على الأرض، ومصدر كهربائي لشحنه، وساعة لمعرفة الوقت ومكان لتثبيت المناديل الورقية، وصنبور ماء وصابون وفرشاة أسنان. وعلى الرغم أن الحوسني لم يجد دعما لاختراعه الأول بتبنيه من إحدى الجهات، إلا أن ذلك لم يحبطه ويدفعه إلى التوقف عن الاختراع، لأن غايته الأولى المساهمة بخدمة مجتمعه والتخفيف عن فئات معينة (المرضى والمعاقين وكبار السن) ومساعدتها جسديا ونفسيا. وعن آخر اختراعاته، يقول الحوسني «اخترعت كرسيا رياضيا لكبار السن والمرضى يمتاز بأنه ثابت لا يتحرك ويجلس عليه كبير السن أو المريض ويمارس تمارين رياضية عبر الإمساك بأجهزة رياضية مثبتة على الكرسي تعينه على تحريك يديه ورجليه، ومزود بمنصة أو طاولة للقراءة». ويتابع «من ثم اخترعت مشاية متعددة الأغراض لكبار السن ويمكن أن يستخدمها المرضى والمعاقون للتنقل من مكان إلى آخر، وتختلف عن غيرها مما يباع في الأسواق، في أنها لا تعين على الحركة والتنقل فقط، بل إنها مجهزة بأجهزة لممارسة تمارين رياضية تحرك عضلات ومفاصل الجسم، وفيها مقعد مثبت للاستراحة، وذلك بالجلوس عليه بعد الشعور بالتعب أثناء التنقل». الرفق بالحيوان قصة طريفة دفعت الحوسني إلى ابتكار مشاية للحيوانات، إلى ذلك، يقول «اصطحبني أحد أقاربي إلى عزبته، فشاهدت «غنمة» لا تستطيع الوقوف على قدمها، فسألته عنها، فرد بأنه لا يعلم ماذا أصابها، ورجح أن تكون قدمها إما مكسورة أو مصابة بالتواء، فحزنت عليها كثيرا، خصوصا أنها حبلى وتذكرت وصية الإسلام لنا بالرفق بالحيوان، فعدت إلى منزلي وإلى الغرفة التي خصصتها في المنزل لاختراعاتي، وقررت أن أبتكر لها جهازا يساعدها على المشي، وفعلا تمكنت من عمل مشاية للحيوانات تساعدها على المشي عند إصابتها بكسور أو التواءات في كاحلها، وتتكون من أعمدة حديدية متصلة ببعضها على هيئة طاولة مستطيلة ويتدلى من العمود الموجود في عرض المشاية حزامين مصنوعين من القماش حتى يصلا إلى العمود الآخر المقابل لهما، بحيث توضع «الغنمة» في داخل المشاية ويكون صدرها مسنودا بالحزام الأمامي، بينما تسند منطقة الحوض بالحزام الآخر وتظل منطقة البطن مؤمنة لا يغطيها شيء حتى تحافظ على الجنين في حال كان الحيوان المصاب أنثى حبلى، وما يسهل حركة الحيوان المصاب عبر استخدام هذه المشاية وجود عجلات مثبتة في قاع الأعمدة الأربعة». ويلفت الحوسني إلى أن مشاية الحيوانات تمتاز أيضا بمرونتها وإمكانية تعديلها حسب حجم الحيوان، حيث يوجد مفاتيح مثبتة على أطراف الأحزمة التي ستبدو وكأنها تسند وتحمل الحيوان وتعينه على الوقوف تساعد في زيادة طول هذه الأحزمة أو تقصيرها بما يتناسب مع ارتفاع الحيوان عن الأرض، كما يوجد مفاتيح أخرى مثبته على الأعمدة المكونة للمشاية لتسهل التحكم بعرضها بشكل يتناسب مع سمن أو نحافة الحيوان المصاب. ويؤكد الحوسني، الذي لم يكمل تعليمه الجامعي، أن اختراعاته جاءت لتلبي حاجة بشرية وحيوانية، وأن أفكارها تأتيه من الحياة اليومية واختلاطه بمن حوله، وبمجرد أن يتخيل تلك الأفكار ويراها مرسومة في مخيلته يذهب إلى تطبيقها إلى المخرطة، حيث يجلس فيها مع الفنيين هناك من الصباح ولغاية المساء ويشاهدهم وهم يحولون أفكاره إلى واقع، ويوجههم إلى عملية التصنيع نفسها التي تتواءم مع الأفكار التي يملك حق ملكيتها، وبعد العودة إلى المنزل مصطحبا معه منتجه الجديد فرحا به يجلس يفكر كيف يعدل ويطور فيه، ومن ثم يعود إلى الفني نفسه ليطبق أفكاره التطويرية بصورة عملية ملموسة. مكونات المشاية يذكر جاسم الحوسني مكونات المشاية المبتكرة، والتي اختار لها تصميما على هيئة صندوق مستطيل مفرغ من الجوانب يدخل إليه الإنسان، ويغلق عليه الباب والذي يتخذ شكل القاطع، ويتكون أيضا من قوائم منحنية من الحديد والستانلس ستيل مغطاة بماسـكات من الجلد للإمساك بها بالأيدي من أعلى ووضع الأرجل عليها من الأسفل من أجل ممارسة تمارين رياضية بسيطة ومفيدة، ويوجد مقعد متصل بها مغطى بالإسفنج والقماش يمكن الجلوس عليه أثناء ممارسة الرياضة أو أثناء الشعور بالتعب والحاجة إلى أخذ قسط من الراحة قبل إتمام عملية التنقل. كما يوجد أربع عجلات للمشاية تسهل عملية الحركة والتنقل، على أن تكون هذه الحركة بحسب الحوسني داخل البيت أو المستشفى فلا تتحمل هذه العجلات السير بالمشاية في الحديقة أو الشارع مع إمكانية تغييرها لتقوم بهذه المهمة، بالإضافة إلى إمكانية تعديل حجم المشاية لتتناسب مع حجم الشخص الذي سيستعملها. وما يدل على مرونة هذه المشاية احتواؤها على مفتاح للتحكم يساعد في التحكم بمستوى الحركة أثناء ممارسة الرياضة حسب حالة المريض وقدرة يديه ورجليه على أدائها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©