يلعب برنامج «من القصر» دوراً بارزاً في الإضاءة على كل الفعاليات التراثية التي يحتضنها مهرجان «قصر الحصن» في دورته الثانية الذي بدأ فعالياته يوم 20 فبراير وينتهي في 1 مارس المقبل، واللافت أن هذا البرنامج الذي أنتجه تلفزيون أبوظبي بالتعاون مع «بيراميديا» للإنتاج الإعلامي، ويعرض على قناة «أبوظبي الإمارات»، استطاع أن ينقل صورة حية لما يجري داخل ساحة قصر الحصن الذي ضم أربع بيئات رئيسية تمركزت حول البيئة الصحراوية والبحرية والواحات وجزيرة أبوظبي، بالإضافة إلى استضافة العديد من خبراء التراث والفنون الإماراتية بأنواعها المختلفة، الذين أبدوا آراءهم حول أهمية هذا المهرجان الذي يعد أهم معلم تراثي في أبوظبي.
تامر عبدالحميد (أبوظبي) - تم ترشيح أربعة مذيعين إماراتيين من قبل تلفزيون أبوظبي و«بيراميديا» لتقديم برنامج «من القصر» على أكمل وجه، وهم: حسين العامري وشيمة ورافد الحارثي وسارة المرزوقي، ومنذ انطلاق مسيرة قصر الحصن التي كانت إيذاناً بافتتاح المهرجان إلى الفعاليات التي تجرى في الوقت الحالي، ويحظى البرنامج بمتابعة كبيرة من قبل المشاهدين عبر شاشات التلفزيون، وهو ما أسهم في الحضور الكثيف الذي يشهده المهرجان في دورته الجديدة للعام الثاني على التوالي، إذ إن كل من يشاهد البرنامج يرى حجم الفعاليات المشاركة، ويصطحب أسرته وأبناءه إلى ساحة «قصر الحصن» من أجل المشاركة الفاعلة في هذا الحدث الاستثنائي الكبير.
موقع مميز
«الاتحاد» زارت موقع استوديو برنامج «من الحصن» في حلقته الثالثة التي قدمها كل من رافد الحارثي وسارة المرزوقي والمتمركز وسط ساحة قصر الحصن كموقع مميز لمتابعة كل فعاليات المهرجان، للتعرف على كيفية الإعداد لهذا البرنامج وإخراجه بهذه الصورة المضيئة والبهية لهذا المهرجان، وكانت البداية مع نشوة الرويني الرئيس التنفيذي لـ «بيراميديا» للإنتاج الإعلامي الجهة المنفذة للبرنامج، التي صرحت بأن «من القصر» يهدف للمحافظة على شكل مهم من أشكال التراث في الدولة، خصوصاً وأن المهرجان يضم نواحي عديدة تحوي آثاراً مادية تنحصر في مبنى القصر، وآثاراً معنوية تتمثل في العادات والتقاليد السلوكية واللفظية والقصائد التراثية، وقالت: كان لزاماً علينا إلقاء الضوء على هذا التراث القديم بشكل فني حديث، وعبر تغطية خاصة تساهم بشكل جيد في بناء الخلفية المعرفية للأجيال المعاصرة، وتدعو إلى التعريف بالجوانب الشمولية التي يتميز بها تراثنا وتاريخ أجدادنا، وكان تركيز القائمين على البرنامج لفئة الشباب والأطفال، فعلى الأغلب تكون برامج الفترة المسائية موجهة لهم لتواجدهم غالباً في المنزل خلال أيام الأسبوع.
أربع فقرات
وعن الهيكل العام لحلقات التغطية الخاصة، قالت الرويني، إن الساعة التلفزيونية للبرنامج تضم أربع فقرات، الأولى منها تقوم على استضافة أحد الباحثين التاريخيين للتعرف معه على حقب زمنية قديمة نشأت مع بناء القصر، أما الفقرة الثانية من التغطية، فتختص باستضافة إحدى الشخصيات التي عاصرت المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وشهدت معه الفترة التي قضاها داخل القصر.. في حين تدور الفقرة الثالثة على التعريف بفن تراثي من الفنون التي يتضمنها المهرجان، وأخيراً هناك تقارير تلفزيونية عن الاحتفاليات التي يتضمنها الحدث بشكل عام.
وتابعت الرويني: نحن سعداء أن نكون جزءاً من احتفالية هذا العام خصوصاً وأن هناك جهوداً متضافرة بين «بيراميديا» وأبوظبي للإعلام وبين اللجنة المنظمة للمهرجان للخروج بالشكل اللائق للحدث، كما أن الدورة الثانية للمهرجان شهدت تفاعلاً كبيراً من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي كان لها نصيب كبير من تغطياتنا للحدث في برنامج «صباح الدار»، حيث يقدم الأخير جزءاً كبيراً من فعاليات المهرجان، ويتم تكملته من خلال برنامج «من القصر»، ثم يتم استعراض تفاصيل أخرى للمهرجان من خلال تغطية «علوم الدار» ويراعى في ذلك التنسيق بين ضيوف البرامج الثلاثة.
استوديو مجهز
وعن الناحية التقنية الخاصة باستديو البرنامج أوضحت الرويني، أنه تم إنشاء استوديو مجهز بكل التقنيات الحديثة لنقل الفعاليات بطريقة مباشرة، من خلال 17 كاميرا تصوير إضافة إلى 10 كاميرات لتصوير الفعاليات المصاحبة للمهرجان، كما يضم فريق العمل مصممي جرافيك لعمل الرسومات المتعلقة بالقصر، مضيفة أنه تم الاستعانة بباحثين ومتخصصين إماراتيين في شؤون التراث للمساعدة في إعداد فقرات البرنامج، وذلك حرصاً منا على تقديم المعلومة المؤكدة للمشاهد، مشيدة في الوقت نفسه بدور مذيعي البرنامج الذين يمتلكون خلفية ثقافية كبيرة بحكم خبرتهم في تقديم البرامج الثقافية والتراثية.
أحدث التقنيات
من جهته، أوضح مخرج برنامج «من القصر»، محمد عاطف أنه تم ترشيحه من قبل تلفزيون أبوظبي «وبيراميديا» لإخراج هذا البرنامج التراثي الإماراتي المهم، وقال: تشرفت بتعاوني مع أبوظبي للإعلام لتأسيس الاستوديو المخصص لنقل فعاليات مهرجان «قصر الحصن» عبر برنامج «من القصر» الذي يذاع على شاشة «أبوظبي الإمارات» طوال أيام فترة المهرجان، خلال ساعة يومياً هي مدة فقرات كل حلقة من البرنامج، مشيداً بالدور الكبير الذي لعبه تلفزيون أبوظبي في توفير كل الإمكانات والأجهزة والكاميرات المجهزة بأحدث التقنيات، من أجل إظهار أحداث وفعاليات المهرجان بشكل مشرف.
وتابع: تم التحضير لتنفيذ الاستوديو في ساحة «قصر الحصن» قبل بدء فعاليات المهرجان بثلاثة أسابيع، وجهز بشكل يناسب قيمة المكان باعتباره قيمة تراثية كبيرة، خصوصاً وأن قصر الحصن يعتبر أقدم بناء تاريخي في جزيرة أبوظبي، مشيراً إلى أن الموضوعات التي يتم عرضها عبر «من القصر» متنوعة، حيث تناقش تاريخ قصر الحصن وارتباطه بالحكام، وكذلك الفن التراثي في دولة الإمارات خصوصاً إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى متابعة الفعاليات جميعها من البيئات المختلفة للقصر سواء الصحراوية أو البحرية أو الواحات أو جزيرة أبوظبي.
التراث الإماراتي
وعبر المذيع رافد الحارثي عن سعادته البالغة لوجوده في هذا الحدث الاستثنائي الذي يظهر التراث الإماراتي في أبهى حلة، ويجمع أطيافا عدة من أبناء الدولة والمقيمين وكذلك الزوار حول ساحة قصر الحصن الذي تتعدد رواياته التاريخية وأهميته في بث الحياة في جزيرة أبوظبي منذ أكثر من 250 عاماً، حيث شكل معالم الحياة بها، وفتح مجالاً لأن تصل إمارة أبوظبي إلى ما وصلت إليه حالياً في هذا العصر المتطور.
وأشار الحارثي إلى أنه تشرف بأن يتم اختياره لتقديم هذه الاحتفالية الكبيرة التي تحتفي بتاريخ قصر الحصن، وفخر له أيضاً أن يكون واحداً من ضمن المذيعين الأربعة الذين يتولون تغطية فعاليات مهرجان قصر الحصن، خصوصاً وأن هذه السنة الثانية على التوالي التي يتنافس عليها العديد من مذيعي الدولة لتقديم مثل هذا البرنامج التراثي المهم.
وفي الجانب المتعلق بمشاركة المذيعة سارة المرزوقي له في تقديم البرنامج، قال: عندما علمت من تلفزيون أبوظبي أنه من المفترض أن يشاركني إحدى المذيعات في تقديم «من القصر» اقترحت عليهم سارة المرزوقي، لاسيما أنها مذيعة متألقة ومبدعة ومجتهدة، وطالما أحببت أن أقدم إلى جانبها أحد البرامج، خصوصاً وأن طريقة إلقائها وأدائها وأسلوبها في المحاورة قريب جداً من أسلوبي، لذلك تشرفت كثيراً بترشيحها إلى جانبي لتقديم حلقات «من القصر».
واجب وطني
بينما أكدت المذيعة سارة المرزوقي، التي تشارك في تقديم برنامج «صباح الدار» الذي يعرض على قناة «أبوظبي الإمارات»، أنها تفضل كثيراً تقديم مثل هذه النوعية من البرامج التراثية، خصوصاً وأنها تعطي انطباعاً جيداً لدى المشاهدين حول الموروث الشعبي الإماراتي، بكل ما يتمتع به من تنوع وثراء وتعدد في كل الجوانب، وقالت: من خلال وجودي في «من القصر» استمتعت كثيراً بالشهادات التي أدلى بها ضيوف البرنامج الذين يتمتعون بقدر عال من العلم والمعرفة والثقافة بتراث الدولة في الماضي، والذين استطاعوا أن ينقلوا الصورة كاملة إلى المشاهدين من قلب الحدث في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وأوضحت أنه تم ترشيحها من قبل «بيراميديا» لمشاركة رافد الحارثي في تقديم حلقات برنامج «من الحصن» الخاصة بهما، مشيرة إلى أنها تشرفت بهذا الترشيح، خصوصاً وأن «من الحصن» سيكون انطلاقة حقيقية لها في عالم التقديم، خصوصاً وأن هذا البرنامج فرصة كبيرة ومحطة مهمة، وفي الوقت نفسه واجب وطني، لاسيما أنه يعرض أهمية الحفاظ على التراث الإماراتي داخل الدولة وخارجها من خلال شاشة التلفزيون.
ولا تخفي المرزوقي أنه كان شعوراً غريباً ومختلفاً عليها حينما صعدت على خشبة الاستوديو لتقديم الحلقة الثالثة من البرنامج والتي تعد أولى حلقاتها في تقديم «من الحصن»، حيث شعرت برهبة وخوف كأنها تقدم أحد البرامج للمرة الأولى، لاسيما أنها كانت تفكر في كيفية الظهور والتقديم بشكل يناسب الحدث، وفي الوقت نفسه يرضي الجمهور.
خلف الكواليس
التقت «الاتحاد» خلف الكواليس ضيفي الحلقة الثالثة من برنامج «من القصر»، وهما الدكتور والمسرحي سعيد مبارك الحداد خبير التراث الإماراتي وخبير في الفنون الإماراتية والدكتور خالد البلوشي مؤلف كتاب تأسيس الدولة وتاريخها، حيث تحدثا عن أهمية مهرجان قصر الحصن وعبرا عن رأيهما في فعالياته في دورته الثانية، حيث أكدا أن مهرجان «قصر الحصن» يمثل المسيرة واستكمالا للقائد المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه الذي أسس هذه الدولة وبنى أركانها وجمع شملها وحضن كل أبنائها بكلمة طيبة وجميلة، كما أشادا بدور المهرجان في تجسيد واقع أبوظبي من ناحية البنيان كما كانت في السابق، وكذلك الفعاليات المتعددة والبيئات المختلفة الموجودة في ساحة القصــر التي تبرز الموروث الإماراتي بصورة مشرفة.
وقد تحدث سعيد الحداد في الحلقة الثالثة من «من القصر» عن التراث الشعبي الفلكلوري الغنائي الإماراتي، وتحديداً الفن التراثي الذي اشتق من المدارس العسكرية القديمة، ولا تزال محاكاته باقية إلى اليوم مثل تراث العيالة والحربية التي يجب تسليط الضوء عليهما، بينما عرض خالد البلوشي أهمية دور قصر الحصن بما أنه النشأة الأولى للإمارات، كما تحدث عن قيام اتحاد الدولة، لاسيما أنه ألف كتاباً عــن تاريــخ الدولة وتأسيسها.
عدد اليوم
