الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاكل تضع الحياة الزوجية في مهب الطلاق

مشاكل تضع الحياة الزوجية في مهب الطلاق
18 فبراير 2013 21:16
على أعتاب الحياة الزوجية‏، يتمنى كل من الزوجين الحياة الوردية الخالية تماما من المشكلات‏، ولكن بالنزول على أرض الواقع‏، قد يحدث لبعض الأزواج ما يشبه الصدمة وتقع خلافات بين شريكي الحياة، والتي تؤدي في أحيان كثيرة إلى الدخول في أروقة المحاكم من أجل طلب الطلاق وإنهاء العلاقة الزوجية. ومن أبرز المشاكل التي تواجه الزوجين سهر الزوج خارج المنزل، والسب والشتم، وعدم القدرة على الإنفاق. هناء الحمادي (رأس الخيمة) - السهر خارج المنزل، والسب والشتم، وعدم القدرة على النفقة عدد من الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الكثير من الخلافات الزوجية، فالمشكلات اليومية بين الزوجين تعاني منها الكثير من البيوت الزوجية، فأحيانا تكون تلك خلافات علامة تدق ناقوس الخطر محذرة من اقتراب كارثة عائلية قد تنتهي بانهيار الزواج تماما، وهذا ما يشير إليه رئيس قسم الإصلاح والتوجيه الأسري في رأس الخيمة جاسم مكي، حين أكد وقوع 74 حالة خلاف أسري خلال شهر يناير الماضي، نجح في إنهاء 10حالات منها بالتراضي والصلح بين الطرفين فيما لا تزال 64 حالة قيد التداول. صورة مثالية حول أبرز أسباب المشاكل الزوجية التي ترده إلى القسم، يقول مكي “يبني الزوجان صورا ذهنية مثالية وأحيانا تكون خيالية عن الحياة الزوجية، وهدفا يسعى كل منهما إلى تحقيقه، لكنهما عندما يصلان إلى الواقع يعجزان عن تحقيقها، الأمر الذي يحدث بعضاً من التوتر والانفعال لهما، وقد يفقدان السيطرة على حياتهما مع كثرة المشاكل، إلى جانب سهولة الانفصال، لأن أحد الطرفين أو كليهما يعتقدان أن الزواج كله سعادة، وراحة بال وعقد أبدي مضمون لا ينفصم أبدا، ويتناسيان أن الحياة الزوجية لها همومها ومسؤولياتها، وعلى هذا الأساس يهملان تقوية وتعزيز رابطة الزواج، ما يؤدي إلى قطع هذه الرابطة”. ويتابع “هذا ما شاهدته من خلال الحالات التي تأتي إلى القسم فمعظمهم حديثي الزواج ليس لديهم خبرة كافية عن الحياة الزوجية. تنشب بينهما المشاكل لأسباب من أهمها سهر الزوج كثيرا خارج المنزل ولساعات طويلة، والسب والشتم بألفاظ تسيء للزوجة ما تشعرها تلك الكلمات بالإهانة والذل وعدم استمرارية الحياة الزوجية معه، كذلك ترجع الخلافات أيضا معظمها للأسباب المادية وعدم القدرة على النفقة”. ويبدو أن السب والشتم من أبرز المشاكل التي تؤثر على المرأة بشكل مباشر، فتجعلها في حالة من الكراهية والبغض للزوج وهذا ما عانت منه سلمى راشد منذ أكثر من ثلاث سنوات صبرت وتحملت ولكن طفح الكيل. تقول “أنا متزوجة من 5 سنوات وعندي 4 أطفال، ومشكلتي أن زوجي منذ عرفته وهو خلوق ومجامل للجميع، لكن اكتشفت بعد الزواج أنه كثير السباب والشتم وأحيانا الضرب، وهذا لا يحصل إلا معي بسبب وبدون سبب، مع أني طيبة وخلوقة ولم أتعود أن يسبني أحد بهذه الشتائم، وكذلك لا يقربني إلا نادرا ويقول لي أنا هكذا إذا كان يعجبك”. وتتابع بمرارة “تعبت من الحياة معه وجاءت الطامة عندما علمت من فترة أنه تعرف على فتاة، وعندما واجهته نفى ذلك، ولا أعرف هل أصدقه وأكمل معه، فأنا لا أريد أن يعيش أولادي تجربة الطلاق ومن ناحية أخرى أبكي كثيرا لأنني أعيش مثل هذه الحياة، وأنا في مقتبل العمر ولا ذنب لي غير أني خدعت في هذا الشخص وكثيرا ما أشك فيه عندما أسمعه يتكلم في الهاتف”. غياب الخصوصية حكاية هند سعيد لا تقل مرارة عن معاناة سلمى في علاقتها مع زوجها، تسرد هند حكايتها التي لا تعرف متى تنتهي قائلة “لدي طفلان ومتزوجة من 4 سنوات، أسكن مع أهل زوجي بغرفة في الطابق العلوي وبقية الطابق قسم ضيافة لأهله، بعد زواجي منه بفترة بدأت مضايقات أهله لي، وقيامهم بالدخول علي بالطابق الذي أسكنه فلم أذق طعم الراحة، وأنا أستخدم مطبخ الضيافة فأقوم بطهي الطعام لي ولأطفالي”. وتتابع “عندما أخرج أنا وزوجي إلى السوق أو أي مناسبة، أجد أهله قد دخلوا للطابق الذي أسكنه وأفتقد بعض الأواني وأحيانا أشياء من الثلاجة، فأتألم حينها لماذا لا يستأذنون مني فلا أجد الخصوصية، حتى زوجي أعطى والدته مفتاحا للطابق”، مضيفة “فوق كل هذا أعاني الحرمان من زوجي فهو يهملني لدرجة يصعب علي التعبير عنها، فثلاثة أرباع يومه يقضيها مع أهله ويتركني أنا وأطفالي كالأيتام، نأكل وحدنا وهو مع أهله وأنا لم أمنعه عنهم ولن أفعل ولكن بالمعقول”. وتتابع هند “مع ذلك فهو وفر لهم خادمة ولا تخدمني بشيء، وعندما أتطرق إلى هذا الموضوع يتضجر ويقول هي لأهلي وليس لك حق بأن تخدمك لو كنت سكنت معهم لجعلتها تخدمك، إلى جانب ذلك ينفق ماله عليهم بكل سخاء ولكنه يحرمني أنا وأطفالي فلا يلبي لي احتياجاتي إلا بعد أن أترجاه طويلا”، موضحة “كل ما أريده أن يعطيني كل ما أحتاجه ويلبي طلباتي أريد أن يشعرني بأنني مهمة بالنسبة له”. وتؤكد “كم مرة تشاجرنا بسبب أهله حتى كادت تصل إلى الطلاق، يعاملني كالخادمة ويسبني ويسب أهلي برغم احترامي واحترام أهلي له، حتى أنه قد ضربني مرارا، ولكن لم أخبر أحدا، كل ذلك جعلني أتمنى الانفصال وطلب الطلاق، ولكن حبي لأبنائي وخوفي من ضياع مستقبلهم هو ما يمنعني من اتخاذ هذا القرار”. ضغوط الحياة ترى شيخة الشامسي أن أهم أسباب المشاكل الزوجية يرجع إلى ضغوط الحياة التي يمر بها الأزواج وتراكم مسؤوليات الأبناء، خاصة إذا كان طرفا عقد الزواج من الفئة العاملة، وتضيف “قصر الفترة التي يقضيها الزوجان سويًا في الإطار الأسري، يؤجج من افتعال المشاكل بينهما، فيكون كل واحد منهما يترصد للآخر خاصة في أوقات الراحة”. وعن تجربتها الشخصية، تقول “أحيانا أشعر بالضيق من قصر الفترة التي يشاركني فيها زوجي هموم أُسرتنا، في ظل انشغاله لوقت طويل في العمل، حتى إن وجد داخل أسوار البيت، فهو دائمًا منكفئ على جهاز الحاسوب الخاص به”. من جانبها، تؤكد ميثاء معضد (موظفة إدارية) تعاظم المسؤوليات عليها كأم لأربعة أبناء، إضافة إلى أعباء المنزل، وكذلك أعباء العمل تجعلها تستشيط غضبا إذا ما تركها زوجها وحيدة في تحمل تلك الأعباء، ولم يلق بالا لها، تُشير إلى أن أسباب انفجارها وافتعالها المشاكل غالبا ما تكون من صغائر الأمور أو مشكلات تافهة لا تستدعي الحالة التي نصل إليها من الانفعال الذي يخلفه شقاق يؤثر على علاقتنا الأسرية وعلاقتنا مع الأبناء. وتقول “أدرب نفسي كثيرًا على الهدوء والتعامل بطول النفس، ولكن إصرار زوجي على الانشغال حتى في أيام راحته وعدم مشاركته لي للأعباء يفشلني كل مرة”. وتتمنى أن تجد متسعًا من الوقت لترسم مع زوجها خطة إستراتيجية للتعامل فيما يخص بتقسيم الأدوار والمسؤوليات، وتُقر أنها تنجح أحيانا، ولكنها في أحيان أخرى ومع تراكم مسؤوليات جديدة “تعود ريما لعادتها القديمة”. ويرى عبدالرحمن الفارس أن المشاكل التي تقع بين الزوجين وافتعالها من أي طرف منهما غالبًا ما تكون ناتجة عن عدم اتفاق، وعدم وضع كل منهما قواعد وحدود يتم الالتزام بها، مشيرا إلى أن أفضل سلوك لاستعادة المحبة والألفة في العلاقات الأسرية يكمن في الاعتراف بالخطأ، ومحاولة درئه والتعامل مع نتائجه بحكمة لاستكمال رحلة الحياة، وإلا سيكون الطلاق أهم المخاطر التي يقعا فيها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©