«بيئة الشارقة»: إصدار أول قانون لحماية الكائنات الحية في المحميات الطبيعية مارس المقبل

السيد حسن (كلباء) - توشك هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بحكومة الشارقة على الانتهاء من إعداد مشروع قانون بيئي، يعد الأول من نوعه على مستوى الدولة، لمكافحة كل الأعمال الجائرة على البيئة بالإمارة، وتشمل حظر صيد الطيور والحيوانات البرية والبحرية في جميع المحميات الطبيعية بالإمارة. وقالت هنا سيف السويدي رئيس الهيئة، إن القانون الجديد الذي أوشكنا على الانتهاء منه سيرى النور في شهر مارس المقبل عقب اعتماده رسمياً. ولفتت السويدي إلى أن هذا القانون الجديد الذي جاء بتوجيهات وحرص كبير من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يعد الأول من نوعه في فرض غرامات حازمة تبدأ من 10 آلاف درهم وتصل إلى 100 ألف، بحسب المخالفة ونوعها وحجم الإضرار بالبيئة والكائنات الحية الأخرى. ويهدف هذا القانون إلى وقف حالة التدهور البيئي المستشري في أماكن عديدة، خاصة تلك الأماكن التي تم تخصيصها لتكون محميات طبيعية بالشارقة. وقالت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، إنه تم وضع الحدود والأطر لأكبر محمية طبيعية بالشارقة والموجودة في مدينة كلباء وهي محمية منطقة الحفية بالغيل ومحمية منطقة القرم، حيث تم إدماج المحميتين في محمية واحدة، تبدأ من كبري النفق وسط الجبال حتى ساحل البحر، وبالتالي ستكون تلك المحمية من أهم المحميات لكونها تضم بيئة غنية بالتنوع الكبير ما بين الجبل والسهل والبحر والبر، حيث لكل طبيعة كائنات وحيوانات مختلفة تماماً عن الأخرى. وأضافت السويدي أن الهيئة ستقوم بالتعاون مع القطاعات السياحية الأخرى بالإمارة بالبدء في تنفيذ أكبر مشروع سياحي بيئي في تلك المحمية على مراحل متتالية، تبدأ المرحلة الأولى في شهر أبريل المقبل على أن يتم تنفيذ المرحلة الثانية عقب 6 أشهر، وهكذا حتى انتهاء كل المراحل والمشروع البيئي السياحي الضخم. جاء ذلك أثناء مشاركتها في فعاليات اليوم المفتوح بمدينة كلباء ضمن البرنامج المتميز لحملة التوعية البيئية الخامسة لمرتادي المناطق البرية في الشارقة 2012، بحضور عبدالله سيف السويدي رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء وأحمد جمعة الهورة مدير البلدية ومحمد الجسمي رئيس شعبة البيئة بالبلدية وعدد من المسؤولين عن البيئة بالشارقة. وقالت السويدي في كلمة لها في الحفل الذي أقيم في محمية الحفية بالغيل، إن الهيئة اكتشفت أن هناك مشكلة كبيرة تواجهها الكائنات داخل تلك المحمية، ومنها أشجار السدر التي تتعرض لتعد وجور كبير من قبل الآسيويين الذين يقومون بتقطيعها من الجبال بهدف بيعها كحطب يستخدم للتدفئة في فصل الشتاء. وتابعت: قمنا بجولات تفقدية للاطلاع على هذا الأمر والوقوف عليه حيث اكتشفنا بالفعل تعديات كبيرة على هذا الشجر الذي يصل عمره في أرض الإمارات قرابة 80 عاماً، ويعد من تراث الإمارات، لافتة إلى أن الهيئة ستقوم اليوم بزراعة أكثر من 50 شجرة سدر من أجل الحفاظ عليها من الضياع. وأضافت أنه سيتم التنسيق مع الجهات المعنية للحصول على صفة الضبطية القضائية لجميع مفتشي الهيئة الذين سيكونون مخولين بعمليات التفتيش وفرض الغرامات وضبط المتهمين في حال تكرار البلاغات بحق أشخاص بعينهم. وقالت السويدي في كلمتها بالحفل، إن صاحب السمو حاكم الشارقة وجه قطاعات المجتمع بتحمل المسؤولية والإسهام بالحد من النشاطات غير الرشيدة التي تتسبب في تدهور المعالم الرئيسية في البيئة البرية. وشدد سموه على ضرورة وقف عمليات قطع الأشجار وعدم قيادة المركبات في المناطق البرية بشكل متهور والتسبب في تدمير الغطاء النباتي والامتناع عن قتل الطيور والحيوانات البرية والحرص على ممارسة الأنشطة الرشيدة في تلك المناطق والاستمتاع بجمالها الطبيعي والمساهمة في زراعة البيئة البرية وإعادة توازنها الطبيعي. وشارك في فعليات اليوم المفتوح عدد من المدارس وبلديات الفجيرة وخورفكان ودبا الحصن، كما اشتمل على مرسم حر وأنشطة ثقافية وترفيهية حول البيئة.