الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصرع العميل «إكس» في إسرائيل!

17 فبراير 2013 23:56
جويل جرينبورج محلل سياسي كان المواطن الإسرائيلي الأسترالي، بين زيجر، المشتبه في تجسسه لصالح إسرائيل قد عثر عليه ميتاً في زنزانته قبل عامين عندما اعتقلته السلطات الإسرائيلية في عام 2010، حيث وُجهت له تهم أمنية خطيرة وكان ينتظر مساومة قضائية لتخفيف الحكم عليه، وذلك حسب ما جاء في شهادة محاميه الذي التقى به قبل وقت وجيز من مصرعه. فقد أفاد المحامي، أفيجدور فيلدمان، في مكالمة هاتفية أجريت معه يوم الخميس الماضي أن زيجر كان يواجه تهماً خطيرة تتعلق بإفشاء أسرار عسكرية تابعة لدولة إسرائيل ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى، ولكنه امتنع عن ذكر تفاصيل أكثر حول التهم، مشيراً إلى الحظر الذي فرضته المحكمة الإسرائيلية على تسريب أية معلومات بشأن هذه القضية. ويُعتقد وفقاً للصحافة الأسترالية التي نشرت تقريراً حول الموضوع يوم الجمعة الماضي أن مسؤولين أمنيين أستراليين يشكون في أن المتهم الذي يبلغ من العمر 34 عاماً ربما كان يعتزم قبل اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية كشف معلومات سواء للحكومة الأسترالية، أو الإعلام، تتعلق بعمليات قامت بها الاستخبارات الإسرائيلية بما في ذلك تزوير جوازات سفر أسترالية واستخدامها من قبل الموساد في عمليات خاصة، وقد ظل موت زيجر يلفه الغموض لتستر إسرائيل على تفاصيل الوفاة التي حدثت قبل عامين. ولكن السرية كسرت يوم الثلاثاء الماضي عندما دفع تقرير نشرته صحيفة «إي بي سي» الأسترالية عن الحادث السلطات الإسرائيلية إلى الاعتراف يوم الأربعاء الماضي بموت المتهم، وذلك بعد محاولتها في البداية منع تسرب الخبر إلى الإعلام الإسرائيلي ومنع نشره في الصحف المحلية. وفي بيان صادر عن المدعي العام الإسرائيلي لم يتم تعريف هوية المتهم الذي يشار إليه فقط بـ»المعتقل إكس»، ولم تتم الإشارة إلى جنسيته، مكتفياً بالقول إنه يحمل جنسية إسرائيلية وأخرى أجنبية، وأضاف البيان أن عائلة المعتقل أطلعت مباشرة على خبر اعتقاله، مؤكداً أيضاً أنه تمتع بحقه في الحصول على محامين. ولكن قبل سنتين عثر على المتهم ميتاً في زنزانته، وبعد تحقيق أمرت به المحكمة اعتبرت الوفاة انتحاراً قبل ستة أسابيع من الآن. وجاء في البيان أن القضية تعاد مراجعتها لرصد ما إذا كان هناك تقصير من السلطات. أما تقرير صحيفة «أي بي سي» الأسترالية فقد أشار إلى أن زيجر المولود في ميلبورن بأستراليا هاجر إلى إسرائيل في عام 2000 وعمل مع الموساد، لينتهي به الأمر مشنوقاً في إحدى زنزانات السجن عالي الحراسة بالقرب من تل أبيب أواخر عام 2010. وقال المحامي فيلدمان، الذي لم يكن يمثل زيجر، إنه التقى بالمتهم وجلس معه أكثر من ساعة في زنزانته الانفرادية خلال شهر ديسمبر من عام 2010 وذلك بطلب من عائلته، وكان الهدف من الزيارة هو تقديم المشورة القانونية للمتهم بشأن احتمال عقد صفقة قانونية يحصل بموجبها زيجر على حكم مخفف مقابل الاعتراف بإحدى التهم المنسوبة إليه، ولاسيما كما يقول المحامي أن التهم الموجهة لزيجر من النوع الثقيل مثل إفشاء أسرار الدولة والخيانة العظمى التي تصل عقوبتها في إسرائيل إلى عشر سنوات. ولكن زيجر، على حد قول المحامي، أنكر تلك التهم المنسوبة إليه، مضيفاً أنه «كان قلقاً بشأن المستقبل وكان يتمنى أن تبرئ المحكمة ساحته»، كما أنه كان منشغلا أيضاً بالتداعيات الاجتماعية التي ستواجهها عائلته بسبب طبيعة التهم الملقاة على عاتقه، وخاصة في حالة إدانته من قبل المحكمة والشعور بالعار الذي سيلاحق عائلته. ولكن على رغم مشاعر القلق والتوجس يقول المحامي إن زيجر كان يركز على الخطوات التالية، كما كان يفكر في المستقبل، ولذا «فوجئت عندما سمعت بخبر موته» بعد يومين من لقائي به، وكانت مقالة نشرتها صحيفة «ذي أيج» الأسترالية في عام 2010 عندما اعتقل زيجر في إسرائيل قد أشارت إلى وجود ثلاثة مواطنين أستراليين يحملون الجنسية الإسرائيلية يخضعون لتحقيق أجهزة الاستخبارات الأسترالية للاشتباه في تجسسهم لصالح إسرائيل واستخدام جوازاتهم الأسترالية للسفر إلى إيران وسوريا ولبنان، وهي البلدان التي تحظر على الإسرائيليين دخولها. وأضافت الصحيفة أن الرجال الثلاثة هاجروا إلى إسرائيل في مرحلة من مراحل حياتهم ثم عادوا مجدداً إلى أستراليا لتغيير أسمائهم والحصول على جوازات سفر جديدة. ومع أن الصحيفة امتنعت عن تسمية الرجال، إلا أنها أكدت أن زيجر واحد منهم، وأنه أنكر بشدة عمله لصالح الموساد الإسرائيلي عندما استجوب لكتابة المقال. وقالت الصحيفة إن الاستخبارات الإسرائيلية أطلعت نظيرتها الأسترالية بأن زيجر تم اعتقاله. وكان وزير الخارجية الأسترالي، بوب كار، قد قال في جلسة أمام مجلس الشيوخ الأسترالي أن حكومة بلاده «أُخبرت في فبراير عام 2010 عن طريق قنوات استخبارية أن السلطات الإسرائيلية اعتقلت مواطناً يحمل جنسية مزدوجة أسترالية وإسرائيلية، وأعطوا اسماً قالوا إنه متورط في جرائم خطيرة مرتبطة بالأمن القومي الإسرائيلي وذلك بموجب القوانين الجاري بها العمل في الدولة العبرية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج ينوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©