السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون المرأة إلى منافسة الرجل في بناء المجتمع

16 مايو 2009 03:16
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس المرأة إلى مسابقة الرجل إلى الخيرات «اليوم أكثر من أي وقت مضى»، والقيام بالأعمال النافعة، والإسهام في بناء المجتمع بكل طاقتها وكفاءتها في حدود ما شرع الله لها من الحجاب والاحتشام وعدم الخضوع بالقول في حضرة الأجانب من الرجال لاسيما أن المجتمع ينفق الكثير على تعليمها وتهذيبها وفتح الآفاق أمامها. وأكد الخطباء أن المرأة راعية ومسؤولة في حدود قدرتها عن حسن رعايتها، وأن هناك فروض كفايات لا يمكن أن يقوم بها إلا المرأة «فحقيق بها أن تسارع إلى تحمل مسؤوليتها، وأن تقوم بواجبها تحقيقاً لأمر ربها، وسعياً للنهوض بوطنها ومجتمعها. وحثوا المرأة في الدولة إلى عدم التقاعس أو الجلوس في ظل السباق الذي يشهده العالم في هذا المضمار، كما حثوا الأهل على تشجيع المرأة على القيام بواجباتها وما تتطلبه الحياة منها. من جانب آخر، دعا أئمة المساجد الى التعاون مع باحثي وزارة الاقتصاد في المسح الميداني الذي تجريه الوزارة على مستوى الدولة لتقدير حجم القوى العاملة ومعدلات الشغل ومتابعة معدلات التشغيل بهدف توفير قاعدة بيانات حديثة للقوى العاملة. وأوضحوا أن مشروع الوزارة «الوطني الرائد» يهدف للتعرف على معدلات المشاركة بالنشاط الاقتصادي والخصائص الاجتماعية والاقتصادية واتجاهات الباحثين عن العمل وجنسياتهم وتخصصاتهم ومستواهم التعليمي. ودعا أئمة المساجد في خطبة الجمعة الموحدة الرجال والنساء في الدولة على تقوى الله ورضوانه في بناء الوطن، والاجتهاد في رقيه ورفعته، فقد جاءت امرأة عبدالله بن مسعود، وكانت امرأة صناع اليد، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إنى امرأة ذات صنعة أبيع منها وليس لي ولا لولدي ولا لزوجي نفقة غيرها وقد شغلوني عن الصدقة، فما أستطيع أن أتصدق بشيء، فهل لي من أجر فيما أنفقت؟. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنفقي عليهم فإن لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم». وقال الخطباء إن الله بيّن في كتابه العزيز أنه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى، فقال تعالى «ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا»، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «إنما النساء شقائق الرجال». وأضاف الخطباء أن حكمة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن يعمر هذا الكون وتستمر الحياة فيه بالرجل والمرأة، ومن هنا كان الخطاب الإلهي التكليفي لهما على حدٍ سواء، فهما يشتركان فيه، قال الله عز وجل «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم». ولفت الخطباء إلى أن الإسلام صاغ بهديه الحكيم شخصية المرأة، وأضاء قلبها وعقلها حتى جعل منها النموذج الأرقى لأية امرأة عرفتها المجتمعات البشرية، وبظهور الإسلام غدت المرأة تخوض غمار الحياة الاجتماعية مع الرجل على هدى وبصيرة، وأصبحت حاضرة في كل الميادين، فشاركته في تلقي العلم وحلقات الدروس أمام النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يخصها بمزيد من العلم والمعرفة، ويميزها بهذا الفضل عن الرجال. وأشاروا إلى أن المرأة شاركت الرجل في العبادات في المسجد وخارج المسجد، وسابقته إلى فعل الخيرات، ونافسته في المبرات والصدقات، وقد سجلت المرأة في ذلك مواقف عظيمة أمام النبي صلى الله عليه وسلم حفظتها لها السنة النبوية، ودونها التاريخ، وممن ورد ذكرهن أم شريك الأنصارية «رضي الله عنها»، فقد جاء في وصفها «أنها امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة، ينزل عليها الضيفان». وأكدوا أن الإسلام فتح للمرأة أبواب الحياة فشاركت في مهنة الطب، وكانت هي المرجع في ذلك، لقد أصيب سعد بن معاذ رضي الله عنه، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلوه في خيمة رفيدة الأنصارية رضي الله عنها، وقال لهم صلى الله عليه وسلم «اجعلوه في خيمتها لأعوده من قريب». وعن أم عطية الأنصارية رضي الله عنها: أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتصنع الطعام وتداوي الجرحى وتقوم على المرضى. وقال الخطباء إن المرأة انطلقت تبني الحياة، وتعمل في فجاجها بما يتناسب مع حاجات ذلك المجتمع، فواكبت الحياة في تطورها وفي ظروفها وأحوالها، فقد كانت عاملة في الزراعة والتجارة والمعرفة، وكلما فتح في الحياة باب دخلته بقوة وعزيمة وإيمان. روى جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: طلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها، وهي في فترة العدة، فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تستفتيه في ذلك ، فقال «بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا». وجداد النخل هو جمع ثمرته وقطعها. وأضافوا أن المرأة كانت ترعى ماشيتها، وتثمر مال أهلها وتحرسه، فعن سعد ابن معاذ رضي الله عنه، أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما بسلع، فأصيبت شاة منها، فأدركتها فذبحتها، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال «كلوها». وكانت المرأة ذات مهنة وصناعة، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن امرأة جاءت النبى صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فيها حاشيتها فقالت: نسجتها بيدي فجئت لأكسوكها. فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره. وبيّنوا أنه هكذا أصبح للمرأة في الإسلام ملكيتها الخاصة، وتبيع وتشتري وتتاجر، وتنمي مالها وتسهر عليه قال تعالى «للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا». وذكر أئمة المساجد أن كل المسلمين والمسلمات يقرؤون قول الله سبحانه «ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير». وبينوا أن في هذه الآيات الكريمات التي جاءت في موضع الإشادة والتنويه دلالة على مباشرة المرأة للأعمال والسعي في تحصيل المنافع، والبحث عن طرق المعيشة، وتثمير مالها أو مال أهلها ورعايته وصيانته، وكذلك تحصيل المنافع التي تدخل في المصلحة العامة وحاجات المجتمع والبلاد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©