الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ولي العهد السعودي: لا تشغلنا ألاعيب قطر

ولي العهد السعودي: لا تشغلنا ألاعيب قطر
8 مارس 2018 00:00
القاهرة (وكالات) قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «إنني لا أشغل نفسي بقضية قطر، وإن أقل من رتبة وزير من يتولى الملف القطري. وعدد سكان قطر لا يساوون شارعاً في مصر، وأي وزير في الحكومة السعودية يستطيع أن يحل الأزمة القطرية». وأكد حسم موقف بلاده من استضافة أعمال القمة العربية المقبلة قائلاً إن «السعودية ستنظم القمة العربية، ولا تشغلنا قصة مشاركة قطر». جاء ذلك خلال لقاء مع رؤساء تحرير عدد من الصحف المصرية، عُقد بمنزل السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر. واعتبر الأمير محمد بن سلمان أن هناك عُقداً نفسية تحرك حكام قطر تجاه الدول العربية، مشيراً إلى أن المشكلة مع قطر تافهة جداً، وأن شارعاً واحداً في مصر أكثر عدداً من سكان قطر، مبيناً أن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة مع قطر تكون على طريقة تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع كوبا عام 1959، عندما تدهورت العلاقات الأميركية- الكوبية بشكل كبير بعد الثورة الكوبية المناهضة لسياسات واشنطن؛ وهو ما أدى إلى قطع الولايات المتحدة علاقتها مع كوبا، وفرضت حظراً اقتصادياً عليها، بدأ في أكتوبر 1960، ولم يتم تخفيف سوى عدد من القيود خلال فترة الرئاسة الأولى لأوباما. وأوضح الأمير محمد بن سلمان أسباب غيابه عن القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت في الكويت قائلاً: «كنا نعرف أن هناك ألاعيب تدبر في الخلف»، من دون مزيد من الإيضاحات. وأكد الأمير محمد بن سلمان في اللقاء أن العلاقات المصرية- السعودية قوية، ومنيعة، وصلبة، من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. وإنها عصية على أي محاولة للتخريب. وأبدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إعجابه الشديد بالمشروعات العملاقة التي زارها رفقة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي أطلق الهمة الفرعونية في شرايين الشعب المصري، وأوجد حالة عمل كبيرة؛ الأمر الذي انعكس إيجاباً على معدل النمو، مضيفاً: «كنت فاقد الأمل تماماً في أن تقوم مصر، وكنت أدعو الله ألا تنهار، وما رأيته اليوم أكد لي أن الله استجاب لدعائي؛ فقد رأيت تفاعلاً كبيراً في مستقبل المنطقة؛ لأن مصر عندما تقوم فالمنطقة كلها تستطيع أن تنهض». وقال الأمير محمد بن سلمان: «إن الفارق بين معدلات النمو في دول الخليج ومصر أنه في حال وجود مشروعات كبرى في الخليج، فإن البعض يفسر ذلك بوجود ثروات خليجية، تسمح بتوفير التمويل اللازم لهذه المشروعات. أما في مصر، فالمشروعات الكبرى نتيجة ثروة بشرية كبيرة»، مضيفاً: «ما رأيته من مشروعات عملاقة هو نتيجة حالة عمل كبيرة، تراهن على المستقبل، وأثمر ذلك بالفعل ارتفاع نسبة النمو بشكل فاجأ العالم، وفاجأني أنا شخصيّاً». وعن التطور الاقتصادي المصري، قال الأمير محمد بن سلمان: «إن مصر الآن في أفضل أوضاعها من الناحية الاقتصادية، والقادم أفضل جدّاً بإذن الله تعالى- وفق ما رأيته من عمل جاد على الأرض المصرية». وحول مشروع «نيوم» قال الأمير محمد بن سلمان: «إن هذا المشروع يشهد في جوانبه تعاوناً مشتركاً بين مصر والسعودية، وسيؤدي إلى رخاء البلدَيْن على الصعيدَيْن الاقتصادي والسياحي». مشيراً إلى أن «المشروع مقدر له أن يشهد استثمارات بقيمة 500 مليار دولار، وستشارك مصر مع السعودية في أحد جوانبه، من خلال المشروعات التي ستتم على الأراضي المصرية، بمشاركة مصرية، إذ تشارك مصر بالأراضي، وتستثمر السعودية في إنشاءات كبيرة. ونحن الآن في مرحلة الدراسات». وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن مشروع «نيوم» من المقرر أن يجذب ملايين السائحين، وسيكون الانتقال بين ضفتَي المشروع بين الجانبَين المصري والسعودي على مسافة ثلاثة كيلومترات فقط بعد إنشاء جسر الملك سلمان، مشيراً إلى أن هذا المشروع سيسهم في دفعة جديدة للشواطئ المصرية في خليج العقبة. وحول الإصلاحات التي يقوم بها في داخل السعودية، قال الأمير محمد بن سلمان: «إن هذه الإصلاحات الاجتماعية -بما فيها السماح للمرأة بقيادة السيارة، والحفلات الغنائية، وحضور مباريات الكرة- لا تتعارض مع صحيح الإسلام»، مضيفاً: «الإسلام دين سمح، ونحن نفتح نقاشاً واسعاً مع كل الأفكار والتيارات في السعودية. وفي مرحلة ماضية كانت نسبة التطرف نحو 60%، أما الآن فهي لا تتجاوز 10%». وقال «كل ما نقوم به في السعودية ينعكس على الأوضاع الاقتصادية، وعلى المواطن، خاصة الشباب السعودي»، مشيراً إلى أن «كل ذكريات الإجازات العائلية للمواطنين السعوديين كانت خارج السعودية؛ لأن المواطن السعودي كان معتاداً على أن يقضي إجازته السنوية أو حتى إجازته الأسبوعية في الخارج، أما الآن فإن مناخ الانفتاح والتنوير ينعكس على الاقتصاد السعودي إيجاباً بإنعاش المناخ السياحي داخل السعودية، خاصة للعائلات السعودية، كما ينعكس إيجاباً على النمو الثقافي والتنويري داخل السعودية». وحمل الأمير محمد بن سلمان الثورة الإيرانية وجماعة «الإخوان» الإرهابية مسؤولية تنامي الفكر المتطرف وتمدده. وحول مستقبل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين شدَّد الأمير محمد بن سلمان على موقف بلاده المؤيد لحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. معتبراً أن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 هي من الثوابت السعودية والمصرية. وحول الحرب في اليمن، قال الأمير محمد بن سلمان «إن الحرب هناك قاربت على تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الشرعية في مواجهة المتمردين الحوثيين، وإن نهايتها وشيكة بعد تحقيق أهدافها»، مشيراً إلى الممارسات العدائية لإيران، ومعتبراً أن نظام الملالي نمر من ورق.. نافياً أي اضطهاد للشيعة في السعودية، وقال: «شيعة السعودية يساهمون في نهضتها، ويتولون مناصب قيادية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©