السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسئلة في مهب الحذر

15 مايو 2009 02:02
سألَتْ إحدى الصحفيات خلال مؤتمر صحفي أقيم ليعلن عن انطلاق مؤتمر عالمي يهتم بشؤون الأسرة التي ينوي تشريحها ثم معالجتها، أو حتى بتر العضو الموجوع فيها وصار ميؤوساً منه، سألت وجرأتها سبقت ألفاظها، قالت: ما السر في إخفاء بعض الحقائق المجتمعية التي يفضل البعض التستر عليها في مجتمعاتنا العربية؟ لماذا السكوت وإخفاء أشياء ونسعى إلى تغييرها باحتشام من دون الإفضاء بها لكل الناس؟ لماذا نريد أشياء ونرغب فيها ونقول أشياء أخرى ونسعى إليها؟ أجاب بعضهم: حتى لا تصير المشاكل مشاعة بين كل الناس، ولا نسعى لذلك إلى المثالية، ولكن حتى نتجنب الاقتداء بالمطروح. هذا الحديث قفز للسطح وقورن بمشاهد مختلفة، وخاصة عندما تقام بعض المؤتمرات والندوات، وتستقبل الناس من مختلف الدول المشاركة، للإدلاء برأيهم الذي غالباً ما يكون مكتوباً ومجهزاً، وعلى الرغم من أن مشاكل الدول العربية مشتركة مع بعض الخصوصيات لكل دولة، فإن هذه الأوراق تكون مغلفة بكثير من الغموض وتعوم في كثير من العموميات بعيداً عن التشخيص الدقيق، تتفصل الجلسات بالتوقيت المحدد الذي لا يجب تجاوزه لأي سبب من الأسباب، ويسرد أصحاب الأوراق من البلد المنظم وكذا من بعض الوافدين للمؤتمر كلماتهم، أما الباقية فأدوارها مسطرة ومحصورة في المناقشات المحددة بأوقات دقيقة لا تتجاوز الدقائق المحدودة، كل هذا لا يسمح بتشريح المشاكل، ووضع الأصابع على جرح المجتمع، هذه الأغطية تجعل المرض يتفشى ويسري في عروق وشرايين المجتمع، وعند السؤال، لماذا التستر عن هذه المشاكل؟ يقال: «حتى لا تصير نموذجاً سيئاً يحتذى بها». ينفض المؤتمر وتصدر البيانات ويتفق الجميع على موعد قادم، وتبقى المشاكل نفسها قائمة. وهنا يطرح السؤال: ما الحل عندما نفتقد للحوار الذاتي مع النفس كمنطلق للتغيير؟ هل يمكن أن نتغير؟ إن الفرد القوي هو من يعرف مواطن ضعفه ويشخصها ويعمل على علاجها، وكل البدايات تبدأ من الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع، وبداية التغيير نحو الأحسن تبدأ من الشخص نفسه ثم ينطلق منها نحو العالم، ومن قول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). لكبيرة التونسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©