الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«14 مارس» يدعو الرئيس السوري لترجمة أقواله إلى أفعال بشأن عدم التدخل في الشؤون اللبنانية

26 مارس 2010 00:26
قوبل حديث الرئيس السوري بشار الأسد التلفزيوني الليلة قبل الماضية بردود فعل متفاوتة في لبنان، حيث اعتبره فريق الأكثرية بمثابة انتصار لمبادئ “ثورة الأرز” ووصفه فريق المعارضة لـ“الاتحاد” بـ“الممتاز” لأنه وضع النقاط على الحروف، وقطع الطريق على كل المراهنين على إمكانية وقوفه في صف العداء للمقاومة. وفيما التزم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الصمت، أوعز إلى فريقه الرد بهدوء على الحديث مع التركيز على وحدة قوى 14 مارس في مساندته الكاملة لما يقوم به لإعادة بناء علاقات ممتازة بين بلدين سيدين. وفي هذا السياق، رأى وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار (يمثل “القوات اللبنانية” في الحكومة) في حديث الرئيس السوري طمأنة للرأي العام اللبناني إلى أن علاقته مع رئيسي الجمهورية والحكومة علاقة ثابتة غير خاضعة لتصريحات مهما كانت عنيفة، لكنه لفت إلى أن العلاقات الندية بين البلدين يمكن ان تكون جيدة، بمعنى أنه لا يريد الدخول في التفاصيل ويفضل أن يتعاطى بصورة عامة مع الرؤساء والزعماء الروحيين والسياسيين. ولم ير نجار أي تغيير في السياسة السورية إزاء لبنان والفرقاء اللبنانيين، واعتبر أن الرئيس الأسد لا يمكنه إلاّ أن ينحاز إلى المقاومة و”حزب الله” كخيار إقليمي واستراتيجي ويجب أخذ هذا الانحياز في الحسبان. ورد وزير الزراعة حسين الحاج حسن (يمثل “حزب الله” في الحكومة) باقتضاب على نجار وقال: “إن حديث الأسد عكس ثبات الرؤية عند محور الممانعة والمقاومة”.واعتبر وزير السياحة فادي عبود (يمثل تكتل عون في الحكومة) أن لا مفاجآت في حديث الأسد، وأن رسالته الأساسية هي أن موقف سوريا لم يتزحزح في موضوع المقاومة، وقال: “لم أر تدخلاً في التفاصيل اللبنانية، وان القرار السوري اتخذ بفتح صفحة علاقات طبيعية مع لبنان”. وفيما اكتفى عضو كتلة “المستقبل” النائب نبيل دي فريج بالقول: “إن كلام الأسد عن التعامل مع الرئيس الحريري على أنه رئيس حكومة وحدة وطنية هو كلام جيد وإيجابي”، قال زميله في الكتلة نفسها النائب عمار حوري: “الجميع في لبنان يرغبون في علاقات متوازية وطيبة بين لبنان وسوريا ضمن إطار الندية وعلاقة دولة الى دولة والمصلحة المشتركة في هذه العلاقات”. وأكد أن كتلة “المستقبل” تردد دائماً: “إن لبنان لا يحكم من سوريا ولا يحكم ضد سوريا وهذا منطق موجود في كل أطياف قوى 14 مارس”. وأيده زميله الآخر في الكتلة النائب خالد زهرمان في قوله: “إن تيار “المستقبل” لطالما كان يطالب ببناء علاقات ندية مع سوريا وهذا ما يحصل اليوم”. معتبراً أن كلام الأسد يؤشر إلى أنه فتح صفحة جديدة في التعاطي مع لبنان. واعتبر زميله الرابع في “المستقبل” النائب احمد فتفت من جانبه: “أنه إذا خرجت سوريا فعلاً من التفاصيل كما قال الرئيس الأسد فهذا يعني أننا تقدمنا باتجاه علاقات صحيحة وممتازة في المستقبل بين البلدين”. وحول تعليق الأسد على السنوات الخمس الماضية على لبنان، اعتبر فتفت أن “القناعة السورية بإنشاء السفارات لم تأت من لا شيء”، واصفاً تشبيه الوضع السابق بـ17 مايو بأنه أمر لا يطابق الواقع اللبناني، مشدداً على أن “انجازات 14 مارس مهمة جداً وتسعى لإتمام علاقات مميزة مع سوريا”، ولكنه أكد أن “القراءة السورية حق لسوريا”. ولخص مصدر في فريق 14 مارس كلام الرئيس السوري رداً على سؤال لـ”الاتحاد” طالباً عدم ذكر اسمه بالقول: “إن الرئيس السوري وجه في حديثه رسائل ساخنة إلى خصومه السياسيين في لبنان، وفي خفايا كلامه الكثير من التفسيرات، وأثبت أنه يتبنى سلاح المقاومة ويدافع عنه، خلافاً لرغبة المطالبين بحصر قرار السلم والحرب بيد الحكومة الشرعية، وهذا يعزز أيضاً حماية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ويخالف جهود مجلس الوزراء لوضح حد للسلاح غير الشرعي على الأراضي اللبنانية ويضع عراقيل أمام مسيرة الحكم في لبنان”. واعتبر المصدر نفسه رداً على سؤال آخر لـ”الاتحاد” رفض دخول الرئيس الأسد في الحديث عن الشؤون الداخلية اللبنانية بمثابة هروب إلى الأمام ووضع عراقيل أمام قطار الساعين لتقديم “الطاعة” والدليل على ذلك قوله: “إن زيارة (الزعيم الدرزي) وليد جنبلاط قد تتم بعد القمة العربية بأيام أو أسأبيع”، ما يعني أن المطلوب من كل راغب بالذهاب إلى سوريا “التخفي” بعباءة حسن نصرالله. وتمنى عضو كتلة “الكتائب” النائب ايلي ماروني أن يتعامل الرئيس الأسد مع لبنان كما يتعامل لبنان مع سوريا، وأن يترجم ما قاله بشأن عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية. على صعيد آخر وضعت وحدات من الجيش اللبناني المتمركزة في الجنوب في حالة استنفار وجهوزية كاملة في مواجهة قوة عسكرية إسرائيلية اخترقت عند السابعة من صباح أمس الشريط الشائك وتمركزت على تلة تشرف على منطقة متنزهات نبع الوزاني في القطاع الشرقي.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©