السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حصة آل مكتوم تستلهم البيئة المحلية والإنسان في «جذور مضيئة»

حصة آل مكتوم تستلهم البيئة المحلية والإنسان في «جذور مضيئة»
18 فبراير 2012
من خلال ستة وعشرين عملاً فنياً، عرضتها في دبي مؤخراً الفنانة الشيخة حصة بنت خليفة آل مكتوم، في معرضها الذي حمل عنوان “جذور مضيئة”، قدمت الفنانة ملامح مهمة من الحياة والتراث الإماراتيين، سواء على مستوى الطبيعة، أو على مستوى الإنسان (المرأة تحديدا) من أزياء النساء على نحو خاص، من دون أن تهمل الصحراء والثمرة الأساسية في الإمارات (التمر). تنوعت أعمال حصة آل مكتوم في معرضها الذي أقيم في الفترة من الثاني عشر وحتى السادس عشر من الشهر الجاري في فندق رافلز بدبي، بين حضور الطبيعة والبشر، الطبيعة في رمال الصحراء الممتدة مع قوافل الجمال، والذاكرة التراثية، والبشر من خلال المرأة وتعاملها مع الموروث المتمثل في الزي وأدوات التزيين، وباستخدام ألوان الأكريلك الحارة تستلهم الطبيعة الحارة للطقس والأجواء الإماراتية، في أعمال بسيطة تعكس البيئة بقدر من الانطباعية والمباشرة. الأم التي تمشط شعر ابنتها، والعجوز الذي يحيي حفيده بالأنف، والقمر والتمور واللؤلؤ والدانة ولوحات الطفولة على البحر ولوحة النار التي تعكس لم الشمل في الصحراء، هذه الثيمات والأفكار وغيرها من اللوحات تحكي كل منها حكاية في عالم الفنانة التي تعبر من خلالها عن وعيها للحضارة والتاريخ، دون ظهور أي معلم من معالم الحاضر الراهن والتطور العمراني الجاري. معرض يعكس موهبة وإبداعاً حقيقيين ظهرا جليا من خلال اللوحات الفنية الجميلة التي يبدو فيها الجهد الفني المميز بأسلوب يتراوح ما بين الكلاسيكي والرمزي والانطباعي. واستطاعت الفنانة فيه أن توصل أفكارا تعكس إحساس المرأة الإماراتية، وفخرها بأبنائها وتراثها، فضلا عن محاولة تجسيدها لجمال البيئة والطبيعة الإماراتية. كما أن اللوحات المعروضة تعكس البيئة المحلية والموضوعات التي طرقتها الفنانة تتصل بالذاكرة الجماعية للشعب الإماراتي، من البحر والنخلة والصحراء في كثير من الموروثات الشعبية والفلكلورية والتراثية. إننا أمام رائحة الماضي وعبق التراث المشغول بالألوان والتكوينات التي تظهر قدرة على توظيف هذا الماضي في عمل فني بسيط، فهي تنقل إلينا شيئا عن حالة خاصة، وذكريات حاضرة، وقصصا ووجوها سمعت عنها يوما وتعيش بيننا، إذ قدمتها الفنانة لتعبر عن الحياة الواقعية وطبيعة الإنسان العفوية، وعن ماضٍ ربما عاشته شخصيا، وعن حاضر برزت فيه كأم وعلاقتها مع أطفالها على ما يبدو، راسمة على وجوههم الابتسامة والشقاوة والجمال، فهم مستقبل تلك البيئة التي بدأت بسيطة ومرت بمراحل تطور أوصلتها إلى ما هي عليه حاليا. انتقال روحاني له علاقة بمحاولة لمس أيام مضت بشكلها وبتفاصيلها، لكنها تعيش في قلوب الكثيرين وذاكرتهم، فرسومات الفنانة ربطت بشكل حسي الماضي بالحاضر وما طرأ عليه من متغيرات، ومن الجميل أيضا العناوين التي عنونت الفنانة بها لوحاتها، وهي مستمدة ايضا من التراث كـ “الخبيزة” و”البر” و”الخنيزي”. وثمة أيضا لوحات التي تنقل الطبيعة كما هي، مع قدر من لمسات الفنانة الخاصة، من خلال اللعب بالألوان والضوء وانعكاسه على وريقات زهورها، وهي فاتحة شهية كي يدرك الزائر أن المعرض فيه الكثير من الحكايات التي رسمت فيها الفنانة صحراء مزروعة بزهور الخبيزة، وفي الوقت نفسه تدغدغ أحاسيس من عاشوا تلك الفترة وتذكرهم بماضٍ جميلٍ مضى. ثمة اهتمام كبير بتعبيرات الوجوه، والطبيعة الصامتة، والبيوت القديمة، فثمة لوحات أشبه بلقطة فوتوغرافية منها باللوحة، خصوصا لوحة “الرطب” بكل الحمرة التي تتميز بها من حيث اللون والضوء، وهي ضمن مجموعة من الألوان التي استخدمتها الفنانة وتسليط الضوء عليها. وهناك أيضا الأعمال التي تميزت بالألوان الصحراوية: الذهبي والبرتقالي والفضي. تقول الشيخة حصة عن تجربتها الفنية “أحببت الرسم منذ طفولتي، ولم أتوقف إلا عندما حالت مسؤولياتي العائلية كزوجة وأم لأربعة أطفال في سن متقاربة، دون متابعة هوايتي، والآن وبعدما كبر أبنائي، بات لدي الوقت للمتابعة من حيث توقفت، وعلى مدى عام ونصف العام كنت أرسم في الفترة الصباحية، خلال وجود أبنائي في المدرسة، كما اشتركت في عدد من الدورات الفنية على مدى ستة أشهر”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©