الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصيدليات الشعبية والعلاج بالأعشاب

الصيدليات الشعبية والعلاج بالأعشاب
14 مايو 2009 02:31
ما بين الارتجالية وخبرة راكمتها السنون زودت أم سيف صندوق صيدليتها المنزلية العزيز على قلبها بمختلف أنواع الخلطات العشبية وحصى اللبان وقارورة من عسل السمر الأصلي. لم تدرس الطب ولم تقرأ عنه ولا تعي شيئاً عن التراكيب الدوائية لكنها اعتمدت على آراء من حولها وما تناقلته بالوراثة نساء العائلة عن جداتهن في التطبيب المنزلي وقررت أن تتابع السير على نفس الخطى. لا يخلو بيت إماراتي من صيدلية منزلية من العلاجات الشعبية في ظاهرة أرجع البعض وجودها إلى التمسك بالوصفات القديمة التي أثبتت جدواها في كثير من الأحيان، في حين أكد البعض أن الشك الدائم في وصفات الأطباء والثقة في البدائل الطبيعية عن الكيمائية عزز وجودها. تقول علياء محمد وهي أم لثلاثة أطفال إنها كثيراً ما تلجأ إلى صيدليتها المنزلية لعلاج أفراد عائلتها وكونتها بعد سلسة من البحث وجمع المعلومات أبرز مصادرها تجارب الآخرين ونصائح والدتها. تثق كثيراً في العلاجات الطبيعية وتقول إنها «إن لم تنفع فإنها لن تضر» فهي لا تستغني عن «خلطة المسبعة» لتحسين الهضم وحصى اللبان لمقاومة البلغم وماء الورد لإطفاء حرقة المعدة. وتوافقها الرأي سلامة بنت علي وهي جدة لتسعة عشر حفيداً لم تستغن يوماً عن الوصفات الشعبية منذ 50 عاماً، فلا يكاد منظر والدتها يفارق مخيلتها عندما كانت تدهن جسدها بالنيل الأزرق لعلاج التهيجات الجلدية بعد إصابتها بالحصبة، ومرات أخرى كانت تضع قطعة من حبوب القرنفل «المسمار» في فمها لعلاج ألم أسنانها. ورغم ثقتها الكبيرة بالوصفات الشعبية إلا أنها لم تنكر أن المكونات في الوقت الحالي تغيرت فدخلت عليها المواد الكيميائية فلم تعد الوصفات تعطي أثرها الفعال. ومن «مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج «تعتمد الكثيرات ممن وجدن ضالتهن في محال بيع الأعشاب على الأدوية الشعبية، فمن أحد محال بيعها بشارع المطار يقول رضا حسن وهو بائع امتهن بيع الأعشاب منذ الثمانينات « في الإمارات تتعلق السيدات كثيراً بالعلاجات الشعبية وتثق برأيي رغم إني لست أكثر من مجرد بائع ولا أعلم حقيقة ما تركيبها، أبيع «الحلول «بكثرة وخلطات علاج السمنة بالإضافة إلى الحبة السوداء و»اليعدة» المستخدمة لتخفيض ارتفاع السكري في الدم. هنا دخلت المحل سيدة بدت في الشهور الأخيرة من حملها ترافقها والدتها وأعطت البائع قائمة بالمشتريات وهي حلبة، حبة حمراء، عيدان القرفة الطبيعية وخلطة «الطبيخة». ورداً على سؤال حول ثقتها في تلك الأعشاب قالت:» أثق في فعاليتها بنسبة 100% سأعد منها شراباً صحياً ومقوياً عادة ما تشربه الإماراتيات بعد الولادة يسمى «بالسخونة» سأستغني به عن عشرات الحبوب التي قد يصفها لي الطبيب». وإذ عرفت الأدوية بأنها سلاح ذو حدين وقف البعض دون الانجذاب نحو الوصفات الشعبية، يقول محمد الكتبي :» لا يمكن أن أثق في وصفة علاجية لا أعلم ما مكوناتها ولم تخضع لرقابة طبيب متخصص»، فالمقاييس المستخدمة لا بد أن تبنى على دراسة دقيقة لا على الارتجال. يؤكد أنه سمع الكثير من الحالات التي راحت ضحايا لمعالجات شعبية خاطئة وخاصة الأطفال، الذين يصفهم بحقول تجارب للأمهات ليطبقن ما سمعنه من وصفات. يقول الكتبي وهو أب لأربعة أبناء إن الشتاء من وجهة نظرة موسم الوصفات الشعبية بلا منازع ، فالجميع يلعب دور الطبيب ولا يتوانى عن توزيع نصائحه حول أمراض البرد ومقاومة الزكام. ويقول مازحاً :«تعود زوجتي للمنزل كل يوم بوصفة جديدة تسمعها من زميلاتها في العمل» وردي يكون بالصمت وابتسامة تفهم منها رفضي لمحاولاتها. ولا يمكن التطرق لموضوع التطبيب المنزلي دون الرجوع إلى خبير في مجالي الطب والبدائل الطبيعية معاً، يقول الدكتور راشد المعمري : «إن أكبر الأخطاء التي ترتكب هو التداوي بالأعشاب دون معرفة حقيقة لتأثيراتها الفعلية وخاصة الجانبية منها». ويضيف مصادر المعلومات هو» تحد حقيقي للمصداقية « موجهاً إلى ضرورة أخذ الوصفات من مصادرها الصحيحة وليس مواقع الإنترنت ومنتديات الرأي التي غالباً ما تعنون ذلك «بوصفات مجربة « لجذب انتباه الناس، وليس بالضرورة أن تكون صحيحة فغالبيتها منقولة بدون أي وجه للدقة. لكن أم سيف لا تأبه بتحذيرات الأطباء وتحرص على تحديث صيدليتها باستمرار ، وثقتها الكبيرة بنصائح الأجداد جعلتها زبونة دائمة في محال العطارة والأعشاب في أبوظبي.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©