السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تسير على طريق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات

الإمارات تسير على طريق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات
17 فبراير 2013 20:22
يصادف الرابع من فبراير كل عام، الاحتفال بـ»اليوم الوطني للبيئة»، والذي تستمر فعالياته لغاية 4 مارس، وتزامناً مع هذه المناسبة نستعرض مسيرة منجز دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال البيئة والاستدامة، فقد اعتمدت الدولة استراتيجية بيئية وطنية وخطة عمل مدروسة، وأحرزت تقدماً ملموساً في مختلف المجالات ذات الصلة، ففي مجال الطاقة نجحت في تطبيق سياسة الحرق الصفري، في جميع الأنشطة المتعلقة بصناعة النفط، كما تم تعميم استخدام الجازولين الخالي من الرصاص، والبدء بإحلال الجازولين والديزل منخفض الكبريت وأيضا الغاز الطبيعي في قطاع النقل، كما نجحت في زيادة الرقعة الخضراء في المدن وفي المناطق الصحراوية، ما ساهم في تخفيض نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء، إلى حد كبير. موزة خميس (دبي) - اهتمت دولة الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة بصورة جادة بالطاقات المتجددة، فأقامت مجموعة من المشاريع التجريبية لتوليد الطاقة باستخدام المصادر المتجددة، وبلغت هذه الجهود ذروتها في شهر مارس 2006 بإعلان مبادرة إنشاء شركة أبوظبي لطاقة المستقبل المعروفة باسم «مصدر»، وهي مبادرة متكاملة متعددة الأوجه لتبني استخدام تقنيات الطاقة الشمسية في الدولة. وفي أبريل من عام 2008 أعلنت الدولة أيضا وللمرة الأولى، استراتيجية تهدف أساسا إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات، ويلعب قطاع البنية التحتية دورا محوريا في هذه الاستراتيجية، حيث يركز على زيادة كفاءة الطاقة في مشاريع الأعمال وتحديد أفضل الطرق الفعالة لاستهلاك الطاقة، إضافة إلى التركيز على الاهتمام بقوانين ومواصفات البناء والعمل على خفض استهلاك الكهرباء، ووضع المعايير البيئية في مختلف أنواع الأنشطة المؤثرة على البيئة، وهناك تشجيع كبير لاستخدام تقنيات الطاقة المتجددة على مستوى المنازل، خاصة في المجمعات السكنية الكبيرة، وركزت الاستراتيجية الحكومية على أهمية وضع مقاييس ومواصفات للآلات والمعدات الملائمة للبيئة، بحيث تكون ذات كفاءة عالية في استخدام الطاقة كوسائل النقل والأجهزة الكهربائية المنزلية. ضريبة التطور واليوم إذ تحتفل دولة الامارات باليوم الوطني للبيئة نستضيف بعض الشخصيات البيئية، وهم من الجنود الذين يعملون في صمت وبعطاء كبير، ليعكسوا وجهة نظرهم في معنى البيئة وعلاقتها بالوطنية أو الاستدامة، ومن بينهم الدكتور إسماعيل الحوسني الذي يحمل دكتوراه في إدارة حماية البيئة بإدارة تقييم الأثر البيئي للمنشآت الساحلية، كما يحمل ماجستير إدارة حماية البيئة إدارة التلوث البحري وطرق المكافحة، وأيضا دبلوم علوم بحار، ويعمل حاليا رئيس قسم المكتبة في كلية الدفاع الوطني في إمارة أبوظبي، حيث يقول: إن البيئة بالنسبة لي هي انعكاس لثقافة الإنسان ولذلك نجد أن الجاهل أو من يتعمد أن لا يتعلم، هو من يلوث البيئة وهو من يتجاهل النداءات، وتكلفة تثقيف هذه الفئة كبيرة لأن الدولة سوف تحتاج لجيش من أمن البيئة، يقدمون التوعية ويطبقون القانون، فالتوجيهات العليا واضحة ودولتنا بحكومتها لم تألو أي جهد في سبيل تطبيق برامج حديثة وتقنية محلية وعالمية، في سبيل بيئة نظيفة آمنة، وهناك توجيهات دائمة لا ترتبط بمناسبة بيئية محلية أو عالمية، لأن الدولة تريد أن تكون دائما في الصدارة، وستحقق ذلك بإصرارها في شتى المجالات ومنها البيئية والخاصة بالاستدامة. وبالنسبة لما يتعلق بالملوثات وخاصة الهوائية، فهي ضريبة التطور، فكلما تطورت المدن حول العالم كلما نتج عن ذلك ملوثات، ولأجل التوازن ما بين التنمية وبين صحة البيئة لابد من أن نهتم بالصحراء قبل البناء، وهناك حلول مبتكرة اليوم تعالج قضية شح المياه، وهي أحد الأسباب التي تحد من عملية التشجير، وهي الجل المائي الذي إن وضع تحت أي شجرة فإنه يتحول إلى ماء، ونحن جنود نعمل لصالح البيئة سواء كنا في موقع المسؤول أو المواطن، لأن ما نقدمه سوف ينعكس على حياتنا وصحتنا وسوف نورثه لأبنائنا. ويضيف الحوسني: هذا النوع من الحلول البديلة يكفي تلك الشجرة حتى شهرين بدون أن تسقى بقطرة ماء واحدة، وهذا ما تم تطبيقه في المملكة العربية السعودية، في عملية تشجيرها للشوارع والمناطق الصحراوية، وعلينا أن نعي إننا مهما حاولنا أن نوقف التلوث فإننا لن نتمكن من ذلك بشكل نهائي وكامل، لأن التلوث ينتقل عبر القارات، فإن قامت الولايات المتحدة مثلا بإفراز كميات من الهواء الملوث، فإن دولة مثل الهند سوف تتأثر، وهذا على سبيل المثال. تنمية مستدامة بحرية أما أحمد صالح النقبي رئيس لجنة حماية البيئة في بلدية خورفكان، فتحدث بمناسبة يوم البيئة الوطني قائلاً: الاتفاقيات الإقليمية الخاصة بمجال البيئة وحماية البيئة والموارد الطبيعية، حازت اهتمام دول مجلس التعاون الخليجي، وهناك لجان تتابع التطورات والمستجدات بما يخدم مصالح المنطقة، وهناك أيضا التواصل البيئي الذي يعتمد على السياسة العامة، ووثيقة المبادئ العامة الخاصة بالحماية البيئية، كما تم تنفيذ مجموعة من المبادرات على الصعيد البيئي، وكل الجهات التي تعني بالبيئة في بلدية خورفكان وفي المجلس البلدي، تعمل متكاتفة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، وقد عملنا بالتعاون في وزارة البيئة على زرع الشعاب المرجانية لأجل تحقيق هذه التنمية من أجل التوازن البيئي البحري. ويوضح النقبي: من أهم الأهداف تكوين بيئات للكائنات البحرية والأسماك، لتكون تنمية مستدامة للأحياء البحرية بعد أن تأثر المرجان الأصلي بالتغيرات المناخية، ولذلك تم إنشاء مزرعة لإنتاج الشعاب المرجانية، والمرحلة الثانية تكون بوقف العمل في محطات تحلية المياه في المنطقة، ورفع معدات الصيد مثل القراقير والالياخ من مواقع المد الأحمر، والتركيز على خطوات العمل في المشروع في المرحلة القادمة، ونحن اليوم نشهد مراحل من العمل من أجل البيئة المستدامة، والتي هي من أهم الأهداف التي تسعى إليها المجتمعات المتحضرة في هذا العصر، لكن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب دراسة كل النقاط التي ترتبط بهذا الموضوع، ومن هنا يجب تشريح العلاقة التي تربط البيئة بالإنسان، والمقصود بالبيئة هنا كل ما يتعلق بالجغرافية والمناخ والحضارة، أما بالنسبة إلى الإنسان فيجب دراسة كل ما يتعلق به من حيث كونه الصناعي والتاجر والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وهذه النواحي تبين أن هناك تداخلا عميقا ما بين البيئة والإنسان. ويكمل النقبي قائلا: يجب الحفاظ على التوازن من جميع النواحي، وإلا فإن ميزان التواصل يكون قد تعرض للانكسار بسبب كثرة العوامل المتداخلة، والتي تؤدي إلى البيئة المستدامة، ونحن في دولة الإمارات نعمل على تحقيق الاستدامة البيئية، من خلال تكاتف كل الجهود في مختلف إمارات الدولة، وقد أصبح لدينا وعي كاف بما يعنيه لفظ البيئة، وتعمل دولتنا على معالجة أي ملوثات من أية جهة، ولذلك نجد اليوم أن غالب الأسر قد تثقفت نتيجة لجهود التوعية البيئية، وأخذت على عاتقها مسؤولية عدم استخدام ما يمكنه أن يسيء إلى البيئة. والناظر إلى المنطقة الشرقية سيجد القليل من الفئات التي لا تزال تهمل في التخلص من النفايات، وسنجد الشوارع والمناطق نظيفة بسبب الجهود التي تبذلها البلديات بالتعاون مع المجالس البلدية والمواطنين، ولكن نحن بحاجة لحملات توعوية مستمرة، وأجد أن جنسيات عديدة لا تزال تخلف أضرارا وتترك آثارا سيئة على أجمل المناطق، ولهذا على الجميع العمل على أن يكونوا قدوة، فليس معيبا ولا مشينا أن ننظف مناطقنا ودولتنا. أهمية المفتش البيئي ويقول رئيس مكتب الطوارئ البيئي التابع لبلدية دبي والمنسق للحملات، خالد سليطين: إن الاحتفال بهذه المناسبة هو احتفال بما أنجزنا وهو تحفيز لما سوف نكمله من عمل، وهناك الكثير من السلبيات التي تؤثر على البيئة، وأقصد في جميع مناطق الدولة سببها قلة الوعي لدى بعض ملاك الورش ومحطات غسيل السيارات والمصانع والمخالفين، وبحكم خبرتي الميدانية اتضح لي أن الكثير من مفتشي ومراقبي بلديات الدولة، لم يتم تأهيلهم بشكل صحيح لكي يستطيعوا تقديم التوجيهات والإرشادات لهؤلاء المستثمرين، أما بعد توطين مهنة المفتش أصبح يكشف المخالفين من الجنسيات التي تستكثر دفع مبالغ بسيطة لصالح التخلص الآمن من النفايات. فيجب على المفتش أو المراقب أن يكون في كفاءة رجل الأمن وأن يكون شديد الملاحظة، وأن يتمتع بالذكاء لكشف أي نوع من التجاوزات، وربما ينظر بعض الناس إلى مهنة المفتش البيئي وكأنها مهام بسيطة وهذا غير صحيح، حيث تعتبر هذه الوظائف حيوية وهامة لأنها تمنع حدوث الكثير من الكوارث البيئية، وتعمل على وقف التجاوزات والحد منها من قبل المتطفلين على البيئة، وقد استطعنا القضاء على العديد من التجاوزات، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، القضاء على ظاهرة التخلص من مياه المجاري في المناطق الصحراوية والمناطق السكنية، وهي قضية أثارت في السابق ضجة إعلامية بسبب تلوث الشواطئ، والتي كانت تتأثر بهذه المياه عن طريق فتحات تصريف مياه الأمطار. أيضا استطعنا القضاء على الأسواق العشوائية وكذلك إزالة مئات الأطنان من النفايات من الأبنية السكنية المهجورة، والتي كانت تستخدم للعمال، بالتعاون مع الكثير من شركات القطاع الخاص، لأن جميع القضايا البيئية مرتبطة ارتباطا وثيقا بسياسات وممارسات التنمية، فلم يعد الإدراك البيئي مسألة رفاهية، بل مسألة حياتية هامة للإنسان لها بعدها الاقتصادي والاجتماعي والتربوي للسكان، وهذا الموضوع ليس بجديد على الإنسان لان الحفاظ على البيئة كان الشغل الشاغل له منذ بداية الخليقة، ولكن اليوم اكتسبت البيئة مسميات لقضايا كانت موجودة بالفعل، مثل الإدارة المستدامة للبيئة والتنوع البيولوجي والتصحر والتخلص من النفايات الكيماوية، وأيضا إعادة تدوير النفايات الصلبة، ومكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض، والعمل على الاستفادة من الطاقة المتجددة وحماية المحميات. انقراض كائنات حية يقول خالد سليطين: هناك الكثير من الكائنات الحية انقرضت، وقد يحسب الكثيرون إن انقراضها لا يؤثر على الإنسان ولا على الأرض، ولكن الحقيقة التي اكتشفها العلماء منذ مئات السنين، إن ما من كائن إلا وله دور في التوازن البيئي أو الخلل نتيجة فقدانه، وقد أصبح هناك علماء وباحثون يعملون في برامج تساهم في إعادة التوازن، من خلال الدعم الذي يقدم لها، وبالتالي تعمل من أجل الحفاظ على البيئات التي لا تزال تحظى بتوازن في التنوع البيولوجي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©