أهالي «الغربية» يشتكون من آثار صحية سلبية بسبب المزارع القريبة

طالب عدد كبير من أهالي المنطقة الغربية القاطنين بالقرب من المناطق الزراعية بضرورة نقل المزارع القريبة من مساكنهم إلى مناطق أخرى بعيدة عن الكتل السكنية وذلك خوفاً من الآثار السلبية الناجمة عن وجود تلك المزارع وما يمكن أن تسببه من خطورة على الصحة العامة. من جانبها، أكدت دائرة البلديات والزراعة في قطاع الزراعة أن جميع المزارع الموجودة في إمارة أبوظبي تخضع لرقابة مستمرة من قبل مفتشي الدائرة لمنع وجود أي مخالفات يمكن أن تؤثر على الصحة العامة سواء من ناحية حرق المخلفات أو استخدام المبيدات الكيميائية. ونفى جمعة سعيد حارب وكيل قطاع الزراعة بدائرة البلديات والزراعة وجود أي مخاطر بيئية أو صحية يمكن أن تسببها المزارع القريبة من المناطق السكنية خاصة أن قطاع الزراعة لا يألو جهدا في حث جميع العاملين في المزارع على الالتزام بالإرشادات الزراعية واستخدام مستلزمات الإنتاج الآمنة في سبيل الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين. تأثير سلبي على الصحة وفي هذا الإطار، أكد سلطان زايد أحد أهالي المنطقة الغربية أن رائحة حرق المخلفات أضرت بصحة الأطفال وتسببت بمشاكل صحية للعديد من الأسر المقيمة بالقرب من المزارع التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الأهالي نتيجة عدم التزام هذه المزارع باشتراطات الصحة العامة ، خاصة أن الغرامة المطبقة على حرق المخلفات بسيطة ولا تتجاوز 500 درهم وهي غرامة غير رادعة بالنسبة لأصحاب المزارع التي غالبا ما تكلف أكثر من ذلك المبلغ في سبيل نقل المخلفات إلى مناطق أخرى مسموح بالحرق فيها، مشيراً إلى أنه لهذا السبب يلجأ أصحاب المزارع أحياناً إلى حرق المخلفات داخل المزرعة ودفع الغرامة إذا وجهت إليهم أي مخلفات وبالتالي يكون القاطنون بالقرب من هذه المزارع هم الضحية. ولفت عبد الله المنصوري أحد أهالي المنطقة الغربية إلى أن المزارع غالباً ما تستخدم المبيدات الزراعية في رش الآفات والحشرات بها حيث أن هذه الكيماويات تتطاير في الهواء وتصل إلى المساكن القريبة من تلك المزارع وبالتالي فإنها تؤثر على صحة هؤلاء الأهالي المقيمين بجانبها «لذا يجب إيجاد حل لهذه المزارع والعمل على نقلها إلى مناطق أخرى بعيدة من المساكن حتى لا تؤثر على صحة الأهالي من الأطفال والمرضى». ورأى عيسى سالم من أهالي الغربية أن وجود المزارع بالقرب من المساكن له آثار سلبية كبيرة على صحة الأهالي والقاطنين بالقرب منها وذلك نظراً لما تقوم به هذه المزارع من استخدام مبيدات كيميائية وحرق للمخلفات داخلها وما يتبعه من آثار سلبية ليس على الصحة العامة فقط ، بل على البيئة أيضاً نظراً لما تمثله هذه المحروقات من خطورة واضحة يجب وقفها والتصدي لها بشكل أكثر فعالية من تطبيق غرامات ليست كافية لوقف تلك الممارسات داخل المزارع ، خاصة القريبة من مساكن الأهالي. تعليمات مشددة من جانبه أكد جمعة سعيد حارب وكيل قطاع الزراعة بدائرة البلديات والزراعة أن حرق المخلفات داخل المزارع هو سلوك غير حضاري ويؤثر بالفعل على البيئة والإنسان ومن يقوم به فإنه مخالف للتعليمات والإرشادات الزراعية المطبقة في إمارة أبوظبي والتي شددت على منع أي محاولات لحرق المخلفات داخل المزارع. وأضاف حارب أنه بناء على قرار المجلس التنفيذي فإن أي مزارع يتم ضبطه يقوم بعملية حرق المخلفات داخل المزرعة فإنه يتم توقيع غرامة مالية بحقه ،وتتم مخالفة أصحاب المزارع والعاملين لديهم ممن يرتكبون مخالفات زراعية أو أي مخالفات تضر بالبيئة حيث تقوم فرق من قسم الإرشاد الزراعي ومن قسم الخدمات الأمنية بمتابعة ورصد هذه المخالفات وتحرير المخالفات المكررة على كل من يرتكبها وذلك للحفاظ على بيئة زراعية آمنة ونظيفة لسكان المناطق القريبة من المزارع. وأكد أن القانون شدد العقوبة على المخالفين لهذا القرار في حال الاستمرار في تكرار المخالفة نفسها، موضحا ان القانون فرض توقيع غرامة قدرها 500 درهم على أي مزرعة يتم ضبطها تقوم بحرق مخلفات داخل المزرعة على أن يتم تحرير تعهد خطي من صاحب المزرعة أو العاملين فيها بعدم ارتكاب مثل هذه المخالفة وفي حالة تكرار المخالفة ذاتها يتم إيقاف الخدمات الزراعية والتسويقية عن المزرعة لفترة تختلف من مزرعة إلى أخرى بحسب طبيعة المخالفة. وأكد حارب عدم وجود أي مخاطر أو آثار سلبية على وجود المزارع بالقرب من المناطق السكنية ، خاصة أن جميع الممارسات التي تتم داخل المزارع تخضع للرقابة من قبل مفتشي الدائرة ولا يتوانى قطاع الزراعة في تطبيق القانون في حق أي مزرعة تخالف الاشتراطات الصحية المطلوبة . من جانبه، أكد سعيد سهيل المزروعي مدير إدارة الخدمات البيئية والاجتماعية ببلدية المنطقة الغربية أن الإدارة حريصة على التواصل مع أصحاب المزارع وجميع فئات المجتمع وذلك للقيام بدور توعوي يكشف مخاطر عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية وخاصة الممارسات التي من شأنها الإضرار بالصحة العامة للأهالي والأفراد والتأثير السلبي على البيئة. يذكر أن إمارة أبوظبي تضم أكثر من 24 ألف مزرعة منتشرة في كافة مناطق إلامارة منها 12264 مزرعة في أبوظبي والمنطقة الغربية و11751 مزرعة في العين والمنطقة الشرقية.