الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة سورية لإعادة تدوير الورق واستثمار طاقات الشباب

حملة سورية لإعادة تدوير الورق واستثمار طاقات الشباب
18 فبراير 2011 21:29
تشهد سورية حركة عمل تطوعية دؤوبة يقودها الشباب والشابات، وتنظم هذه الحركة (الهيئة الشبابية للعمل التطوعي) التي أطلقها اتحاد الطلبة السوري بالتعاون مع إحدى عشرة جهة أهلية وحكومية، حرصت على تعزيز دور الشباب ووعيه تجاه بيئة بلده، من خلال حملات ميدانية يقوم بها (دمشق) ـ تنشط الجهات الحكومية والأهلية في سورية لتوجيه طاقات الشباب واستثمارها في أعمال مدنية وبيئية تخدم المجتمع، وتساعد في التغلب على مشكلات الفقر والأمية والأمراض، كما تسهم في سد فجوة الخدمات المقدمة للمجتمع. تدوير الورق آخر نشاطات هذه الهيئة مع شركائها هي حملة لتدوير الورق التالف وإعادة تصنيعه. يقول الدكتور عمار ساعاتي- رئيس اتحاد الطلبة ورئيس الهيئة: “إن هذه الحملة تشمل جميع المحافظات السورية، وتنطلق من المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وستستمر لأربعة أشهر، حيث بدأت من دمشق وحلب ودير الزور لتصل بعدها إلى جميع المحافظات السورية. ويؤكد أن الهيئة تسعى لحشد مائة ألف متطوع شاب في هذه الحملة، يقدمون خلالها مليون ساعة عمل تطوعي في الحد الأدنى”. مشيراً إلى أن ما تكرسه الحملة ليس موسمياً، بل هي تؤسس لعادات وسلوكيات ستستمر بشكل دائم بعد الحملة، حيث سيتم نشر حاويات خاصة لجمع الورق التالف فيها، ثم نقله إلى معامل تدوير الورق. أهداف مهمة بيّن د.ساعاتي أن هدف الحملة التقليل من استخدام الأشجار التي تعتبر المادة الأولية في صناعة الورق وحماية البيئة من التغير المناخي والتصحر والارتفاع في درجات الحرارة، وكشف أن إعادة تصنيع طن واحد من الورق التالف يوفر 60% من الطاقة التي نحتاجها لتصنيع الورق من الأشجار، كما يوفر (31) ألف ليتر من الماء و(10438) ليتراً من الوقود، وأربعة آلاف كيلو واط ساعي من الكهرباء، فضلاً عن الحد من تلوث الهواء، وتوفير مترين مكعبين من الحجم في مدافن النفايات. والأهم من كل ذلك إنقاذ (17) شجرة كبيرة تحتاجها المعامل لإنتاج طن واحد من الورق، وعدا هذه الفوائد البيئية الهامة، فإن هذه الحملة لجمع الورق التالف والكرتون والمجلات والصحف لإعادة تدويرها تخلق الوعي بعدم الهدر في المؤسسات الإعلامية والتعليمية ودوائر الدولة والقطاع الخاص. حماية البيئة يشارك في هذه الحملة شباب من اتحاد الشبيبة وفريق شباب محافظة دمشق التطوعي والهيئة السورية لشؤون الأسرة والأمانة السورية للتنمية وجهات أهلية أخرى، إضافة إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان. وقد أقامت الحملة شراكة مع معملي الورق في حلب ودير الزور، بحيث يقوم المعملان بتصنيع حاويات جمع الورق التالف في مقابل حصوله على هذا الورق مجاناً. يقول إيهاب حامد- أحد قياديي الهيئة الشبابية للتطوع: “تؤسس حملة تجميع الورق التالف لثقافة فرز النفايات وإعادة تصنيعها، مما يسهم في حماية البيئة والحد من الهدر في المادة الأولية واستهلاك الطاقة”. ولعل ما يميز الحملة الشبابية السورية هي أن الشباب هم من خططوا ونفذوا ومازالوا ينفذون هذه الحملة، وهم الذين حشدوا لها كل الإمكانيات المادية والفنية، وفي المقدمة منها جهودهم ومواهبهم، ولهذا فقد روجوا للحملة عبر مواقع الإنترنت، وناقشوها في عدة جلسات حوار ونقاش، وقد عرضت خلال ذلك اسكتشات تروي قصة التطوع والتحديات التي يواجهها المتطوعون وكيفية التغلب عليها. شباب متطوع يبدو الشباب المتطوعون سعداء بأنفسهم، وما نشروه حولهم من عدوى ثقافة التطوع، فالشابة مريم سليمان تقول: “إن ترحيب الناس بتطوع الشباب وتقديم المساعدة لهم، وانخراط بعضهم معنا يجعلنا نشعر بالارتياح والسعادة”. ويقول فائق أبو سرور: “شعرت بالسعادة والفرح وأنا أجمع الورق التالف الذي سيتحول إلى ورق أو مصنوعات ورقية جديدة، وأحس أنني أقدم لشعبي وبلدي شيئاً مفيداً”. ويشرح فواز جواد أهمية مشاركة الطلاب في عملية جمع الورق، فيقول: يوجد في سورية خمسة ملايين طالب في المرحلة الثانوية وما دون يستخدمون الورق، وهناك مليون طالب جامعي، وحوالى مليوني موظف في الدولة والقطاع الخاص، وحين يشارك هؤلاء معنا في حملة جمع الورق التالف لتدويره وصناعته مجدداً، فإن هناك قوة إيجابية من ثمانية ملايين سوري تشارك في هذه الحملة البيئية وذات النفع الاقتصادي أيضاً”. بداية النشاطات ويعبر أحمد دادا عن سروره لمشاركته في هذه الحملة ضمن فريق شباب محافظة دمشق، ويقول: “إننا نقدم خدمة للبيئة ونوفر في الطاقة، ونقلل من استخدام الأشجار في صناعة الورق، وهذا يجعلنا نفكر في أمور أخرى مفيدة أيضاً، كجمع الزجاج المكسور والبلاستيك التالف والقطع المعدنية كالحديد والألمنيوم والنحاس، ليعاد تدويرها وتخليص البيئة من أضرارها”. أحدثت الهيئة الشبابية للعمل التطوعي في الشهر الأخير من عام 2009، في حضن اتحاد طلبة سورية، وبمشاركة أساسية منه إلى جانب شركائه الأحد عشر في المنظمات الأهلية، وقد تم اختيار اليوم العالمي للتطوع في الخامس من كانون الأول، لإعلان قيام هذه الهيئة التي تهدف إلى نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع. وقد بادرت الهيئة منذ قيامها إلى تنفيذ العديد من المشاريع التطوعية، كإعادة تأهيل الحدائق وصيانة وتأهيل سور دمشق التاريخي عند باب شرقي، وكذلك إعادة تأهيل ساحة باب توما، إضافة إلى مشاريع مماثلة في أكثر من منطقة سورية. وتعتزم الهيئة بعد انتهاء حملة إعادة تدوير الورق القيام بحملة مماثلة لإعادة تدوير الزجاج والبلاستيك وأكياس النايلون. يذكر أن اتحاد الطلبة السوري درج سنوياً على إقامة عدة معسكرات تطوعية في المناطق الفقيرة لمعالجة المواطنين، وتأهيل الطرق الزراعية في القرى. وكذلك تأهيل عدد من المدارس الابتدائية في أكثر من منطقة، ويتوقع بحسب عمار ساعاتي أن يقوم شباب الهيئة بأعمال تطوعية عديدة تعود بالخير والنفع على المجتمع السوري. أنشطة موازية قدمت عدة فرق فنية مجموعة من الأغنيات التي تشيد بروح التطوع وعزيمة الشباب، وأسهمت فرقة (كلنا سوا) بعدة أغنيات تحث الشباب على التعبير عن حبهم لوطنهم من خلال الانضمام إلى العمل التطوعي، كما أقيم معرض للتصوير الضوئي تضمن صوراً للأعمال التطوعية ومجسمات صنعت من الورق التالف، وجسدت تشكيلات فنية جميلة. كما أقيمت احتفالات في عدد من المواقع الشبابية إيذاناً بانطلاق حملة العمل التطوعي، في أجواء من المرح والاندفاع والحيوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©