الإعلام الرياضي وتصفيات المونديال

إذا كان التعادل الذي أسفرت عنه مباراة المنتخبين السوري والإماراتي في تصفيات المونديال قد اعتبر في تقدير الإعلام الرياضي الإماراتي فوزاً وإنجازاً·· فقد كان عكس ذلك تماماً في تقييم الإعلام الرياضي السوري الذي اعتبره نكسة وتراجعاً وانحساراً·· وهذا ما اضطر الاتحاد السوري لكرة القدم لعقد مؤتمر صحافي نهاية الأسبوع قبل الماضي تمت فيه المواجهة بين اتحاد اللعبة والجهازين الإداري والتدريبي للمنتخب الوطني·· وبين أفراد الإعلام الرياضي المحلي إضافة لمعظم المدربين المحليين الذين كانت لهم آراؤهم السلبية في أداء ونتيجة المنتخب في لقائه الثاني ضمن تصفيات المونديال· ويبدو أن الأداء الجيد ونتيجة التعادل التي حققها المنتخب الوطني السوري خارج أرضه في مباراته الأولى ضمن تصفيات كأس العالم مع المنتخب الإيراني المصنف نظرياً وتاريخياً بأنه الأقوى والأكثر خبرة من باقي المنتخبات الثلاثة الأخرى التي تشاركه مجموعته في التصفيات المونديالية الحالية هو الذي جعل الإعلام الرياضي المحلي يطمع إلى كسب النقاط الثلاث وبكل سهولة ويسر في مباراة المنتخب الثانية مع المنتخب الإماراتي الشقيق·· خصوصاً أن المباراة تقام على أرضنا وبين جماهيرنا التي ضاقت بها مدرجات ملعب العباسيين بدمشق· هذا إضافة إلى الأداء الجيد والنتائج الإيجابية التي حققتها أندية النخبة السورية ممثلة بناديي الكرامة والاتحاد في بطولة أبطال الأندية الآسيوية على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة، وما نتج عنها من سمعة جيدة لكرة القدم السورية بشكل عام بدأت الأندية والمنتخبات المنافسة لها في البطولات العربية والقارية تحسب لها ألف حساب· وعلى الرغم من ايجابية المواجهة الإعلامية المباشرة والصريحة بين الجانبين·· فقد استمر الصخب الإعلامي نقداً وتجريحاً وتحليلاً بينما استمر اتحاد اللعبة في موقفه الثابت بالثقة التامة بالجهاز التدريبي الوطني، وبقدرته على التأهل للدور الأخير لتصفيات كأس العالم من خلال برنامج إعداد جيد للمنتخب الوطني خلال الشهرين المقبلين، يتم فيه توفير مباريات قوية مع منتخبات عربية قبل اللقاءات الأربعة المقبلة في نطاق التصفيات المونديالية خلال شهر يونيو المقبل· وفي رأيي إن منتخبنا الوطني إدارة ولاعبين ومدربين بحاجة إلى إعداد نفسي ومعنوي متفوق خلال هذه الفترة المقبلة·· واستمرار الصخب الإعلامي المحلي نقداً وتجريحاً بالمنتخب وكل كوادره لن يفيدنا بشيء بقدر ما يدخلنا دائرة اليأس والإحباط وفقدان الأمل بالتأهل المنشود للمونديال·!