تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع مساء أمس، بيانا غير ملزم يجدد التأكيد على التزامه بالتوصل إلى «حل عادل ودائم» في الشرق الأوسط يقوم على «حل الدولتين». وجاء بيان مجلس الأمن في ختام جلسة خصصت لبحث إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وتحدث فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قائلا، إن «الفلسطينيين لا يزالون يشهدون أعمالا غير مقبولة من جانب واحد في القدس الشرقية وبقية الضفة الغربية (...) ترتبط في شكل وثيق بالمستوطنات». وأضاف أن «الوقت قد حان لكي تغير اسرائيل بشكل جذري سياساتها في هذا الخصوص كما وعدت مرارا». وتابع بأن «العمل على الأرض، اضافة الى التصميم على التفاوض حول كل المسائل الرئيسية بما فيها القدس والحدود واللاجئين، على قاعدة التزامات اسرائيل الموجودة، ستكون الاختبارات الحقيقية لتمسك اسرائيل بحل يقوم على الدولتين». وأعرب عن أسفه لـ«استمرار الحصار» على قطاع غزة من جانب اسرائيل، مؤكدا أنه «لا يضعف خصوم إسرائيل في غزة، بل يلحق أضرارا جسيمة» بالمدنيين. لكن بان كي مون أكد في المقابل أن «المواطنين الاسرائيليين لا يزالون يطالبون بان تضمن لهم دولة فلسطينية مقبلة، الحق في العيش بسلام وأمن. في هذا المجال، فإن الهجمات العشوائية بالصواريخ التي تسببت بخسائر بشرية ومعاناة المدنيين (...) ليست غير مقبولة فحسب، بل تأتي بنتائج معاكسة ويجب أن تتوقف». واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي ترأس الجلسة التي عقدت بمبادرة من موسكو، أن «الأمر الأهم (في المرحلة الراهنة) هو الاستئناف السريع للمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، وكذلك إعادة تأكيد القاعدة القانونية لمبدأ حل الدولتين». وأبدى لافروف دعمه لمبادرة السلام العربية، ووصفها بأنها «جزء لا يتجزأ من بناء شرق أوسط جديد». ويهدف هذا الاجتماع العالي المستوى الى محاولة الدفع بعملية السلام في الشرق الاوسط بعد تعثر استمر أشهرا. ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند وفرنسا برنار كوشنير وتركيا احمد داود اوغلو. وتمثلت الولايات المتحدة بمندوبتها في الامم المتحدة سوزان رايس, في غياب أي ممثلين لإسرائيل والفلسطينيين. وقالت السفيرة الاسرائيلية في الامم المتحدة جابرييلا شاليف للصحفيين ان «إسرائيل لا تعتقد أن تدخل مجلس الأمن يساهم في العملية السياسية في الشرق الأوسط». وأضافت «هذه العملية يجب ان تكون ثنائية بحيث تترك للطرفين نفسيهما». وتابعت شاليف «اضافة الى ذلك، فإن موعد هذا الاجتماع لمجلس الامن غير ملائم.
عدد اليوم
