الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«دبي كانفس».. كنوز متحفية أبدعها 30 فناناً وخدع بصرية تلهم الخيال

«دبي كانفس».. كنوز متحفية أبدعها 30 فناناً وخدع بصرية تلهم الخيال
6 مارس 2018 00:23
أحمد النجار (دبي) تدفقت عائلات إماراتية وزوار أجانب وسياح، إلى شارع الفن في «لا مير» الذي يحتضن كنوزاً متحفية نثرها 30 فناناً عالمياً من رواد الفن الرائع ثلاثي الأبعاد، حيث تتواصل فعاليات «دبي كانفس»، موزعة بين رسومات تفاعلية تفترش الأرض، وجداريات فانتازية، تعتلي واجهات المباني، لتبقى نابضة في ذاكرة المكان، ولوحات متحركة تغازل العيون وتسطر الحواس، تنتج خدعاً بصرية ضمن سيمفونيات لونية تربك العقل وتلهم الخيال وتحرك الإبداع، ولا تزال تجارب الرسم على الرمال، مستمرة في إنتاج الفرح والجمال بكل نفحات السحر الرومانسي، حيث يواصل الرسام العالمي جايمي هاركيز إثراء مخيلة الجمهور بأدائه وعروضه الملهمة لينحت لوحات رملية تتسابق عدسات الهواتف إلى توثيقها نهاراً، ويجدون متعة كبيرة في تسجيل مواد فيلمية على صوت الموج الذي يغازلها من بعيد، قبل أن يأتي في السماء ليجرفها بضربة واحدة. إبداعات مبشرة وكان الزوار الصغار لمهرجان «دبي كانفس» على موعد مع ورش تعليمية ذات طابع ترفيهي، تستمر ساعتين يومياً، أقيمت بالتعاون مع فنانين ومؤسسات فنية محلية، وقد استطاعت اجتذاب فئات عمرية مختلفة، من خلال تعليم الرسم على أدوات ومواد مختلفة، وتدربوا على استخدام ألوان «الإكريليك»، وكيفية صنع لوحات بالصلصال، وقد أظهر الأطفال حماسة كبيرة وتجاوباً على استيعاب وتطبيق موضوعات الورش التي استهدفت التعليم والترفيه، وبثت فيهم روح الإلهام والتعاون والمشاركة، لتنتج بالمحصلة إبداعات تبشر بمواهب واعدة، عبرت في مجملها عن خصوبة خيالهم، حيث قدموا من خلالها أعمالاً متنوعة من أشكال وموضوعات حياتية تحاكي عالمهم الصغير، شارك مركز مرايا للفنون في ورشة «تزيين الدينم» التي استقطبت إليها طيف كبير من الأطفال والكبار، ذلك الزخم الفني والأنشطة يرافقها فواصل موسيقية قدمها الدي جي ستو تود، ليصنع جواً ملهماً ينمي الحسّ والذائقة. وأعربت عائشة بن كلّي، مدير مشروع «دبي كانْفَس» عن أهمية الورش الفنية في دعم المواهب ونشر ثقافة الفنون البصرية وخلق منصة فنية جذابة للأطفال لصقل مواهبهم واكتشاف إبداعاتهم وإطلاق العنان لخيالاتهم في التعبير عن همومهم وتشكيل عالمهم الصغير، مشيرة إلى أن الورش تأتي أهميتها من كونها تقام بإشراف متخصصين وفنانين إماراتيين مرموقين ورسامين عالميين. حلم فانتازي لدقائق وفي جولة لـ «الاتحاد» لقراءة أعمال الفنانين بعيون الجمهور، كانت البداية من لوحة الرسام الهولندي ليون كير، الذي استخدم فيها تقينات لافتة للأنظار، موظفاً فيها الواقع المعزز في لوحة أقل ما يقال عنها بحسب نجيمة بوزيني موسيقية تونسية مقيمة بدبي، بأنها «لوحة تجعلك تعيش في (حلم فنتازي) لدقائق ريثما تلتقط لك صورة هاتفية، ثم تصحو مجدداً، لتجد نفسك في واقع آخر»، وتوصيف نجيمة، ينسجم مع قناعة أحمد سعادة زائر لبناني، الذي وصف المهرجان بأنه «حالة ثقافية مبهرة»، وأَضاف أن لوحة الهولندي ليون تحتوي على جرعات عالية من السحر. ومروراً من لوحة الفنان سيزار باريديس من بيرو، الذي رسم جناحان متأهبان للتحليق، وسلالم يمكن للمتلقي الوقوف عليها ليبدو وكأنه طائر، محاولة فنية لتحقيق حلم الطيران، وهو «حلم» لم يفوته أغلب الزوار، حيث عاشوا تفاصيله تأملاً وتصويراً وتذوقاً. طائرة وبحيرة طائرة مروحية يجلس عليها الفنان وسط بحيرة صغيرة تطوقها مصاطب من جذوع الشجر، واللافت فيها وجود «ريموت» خاص بالألعاب الإلكترونية، تلك هي ملامح لوحة الرسام الباكستاني أحمد رضا، الذي اجتذبت إليها الجمهور لتجربة ركوب هذه الطائرة التي تعطي شعوراً للواقف عليها بأنه على متن لعبة إلكترونية يمكن أن يسقط على إثرها إلى الماء. فيلم رعب خزانة مكونة من درفتين بداخلها خنافس وخفافيش وأخطبوط البحر، موظفة في 4 لقطات بانورامية ضمن لوحة عملاقة ثلاثية الأبعاد، أبدعها الفنان الأميركي ديف برينير، وقالت فاطمة محمد زائرة إماراتية بأن الممتع في اللوحة وجود خزانة ملابس تشبه لقطة من فيلم رعب، ولكن بطابع فكاهي، وعبرت فاطمة عن سعادتها لالتقاط صور مختلفة من أجوائها، مبينة بأنها ستضع عليها تعليقات طريفة في حسابها على «سوشيال ميديا». 25 متطوعة وحرصاً على الحفاظ على اللوحات من الاستخدام الخاطئ وحمايتها من المطر، ودعم الزوار بالمعلومات حول الأعمال والورش، تشارك في مهرجان «دبي كانفس» أكثر من 25 متطوعة إماراتية شابة، التقت «الاتحاد» في جولتها ب ثلاث متطوعان، هنّ نوف محمد ومريم يوسف وزينب موزجي، وقالت نوف بأن الهدف من تواجدهن على أرض الحدث، هو تقديم الدعم للزوار كمرشدات لمواعيد وأماكن الفعاليات وخريطة الورش الفنية المرافقة للمهرجان، إضافة إلى توعية الزوار بأهمية هذه الأعمال، وأبدت مريم بأن التحدي الأصعب في مهمتهن، هو الحفاظ على اللوحات المعروضة من العبث أو الاستخدام غير المقصود من الأطفال، فضلاً عن سرعة تغطيتها في حال نزول المطر. أما زينب موزجي، فقالت بأنها لمست إقبالاً كبيراً على اللوحات خاصة من جنسيات وثقافات مختلفة منهم روس وهنود وفلبينيون، ولاحظت شغفاً واهتماماً واضحاً، من العائلات المحلية والزوار السعوديين. قطة ثلاثية الأبعاد وسط أجواء «شارع لا مير»، ينتشر بائعو البالونات المائية الذين ينجذب إليهم الصغار، لاقتناء بالوناتهم بغرض التصوير أمام لوحاتهم المفضلة، وكان لافتاً تهافت العديد من الأشخاص حول قطة ثلاثية الأبعاد، مستلقية على صندوق بمنتهى السكينة، فيما يتدلى ذيلها ليتقاطع بشكل هندسي مع قدمها اليمنى من أسفل، في عمل درامي صامت جذب الكثيرين، وخاصة الأطفال، الذي تسابقوا إلى تقليد جلسة القطة ووضعيتها لالتقاط صور سيلفي من زوايا مختلفة، وهي من إبداع الفنان الروسي دانييلا شيميليف الحائز على المركز الثاني في مسابقة جائزة «دبي كانفس» للرسم ثلاثي الأبعاد في 2017.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©