الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفرصة..

12 مايو 2009 01:56
من المُخجل حقاً، فبعد عقود طويلة من التلاقح والتبادل الثقافي والمعرفي والفني بيننا وبين الشعوب الأخرى، نكتشف، نحن العرب، أننا ما زلنا نشكو من عَرج وعجز، وتراجع في نوعية مخرجات هذا الانفتاح، حيث لم يُثمر ولم يُسفر هذا التواصل عن النتائج المرجوة التي تُرضينا وتشبعنا كأفراد وكشعوب معنيّة بالتقارب الحضاري وأهميته، وتمثل اللغة أولى تلك المعضلات، باعتبارها أهم أدوات المعرفة والاتصال، والتقارب مع الآخر. أما على صعيد «التلاقح الإنساني» والسياحي، فالواقع الميداني، وخلاصات القيد، وجوازات السفر، أثبتت نتائج تصاعدية منقطعة النظير! فهل من المعقول أن ندفع مبالغ طائلة، في مسلسل «حصري» مكسيكي، أو تركي، أو ياباني، أو فنزويلي مدة عرضه ستة أشهر أو تزيد، لنخرج بعد عناء المتابعة، والبحلقة، وعذابات الشهيق والزفير، صفر اليدين، صُفر الوجوه؟! فلا قصة ذات مغزى، ولا فكر يُبصْرك لتستنير به، ولا متعة ولا تشويق، ولا حتى تعرّفنا إلى «ابن حلال» واحد بينهم، لنذكره بخير! وصولاً إلى لا نهاية مُقنعة، ولا لغة استطعنا أن نمسك بتلابيبها، أو أدركنا شيئاً من مبادئها، بما ينفعنا في دراسة أو عمل، أو نستند إليها في رحلاتنا الطويلة، أو في جولات «التسّيح» أو «التطبيب» الموسمية، صيفاً أو شتاءً، أو الخطافيّة هنا وهناك! من هنا جاءت فكرة الاقتراح، الذي أتمنى أن يأخذ به القائمون على تلفزتنا الفضائية والأرضية، لتدارك ذلك الخطأ الجسيم، بإعادة الاستغلال الإيجابي للمسلسلات المعرّبة الهابطة، طالما عقدوا العزم منذ زمن على تكريسها، تماشياً مع الموضة، فربما استطعنا أن نجد لهم مبرراً لبثها، بالتذرّع مثلاً، وإدراجها تحت مسمى «المشروع التعليمي المجاني الأممي للغات العالمية الحيّة»! أو «التعليم الفضائي الدرامي المستمر»! عبر بث تلك الأعمال بلغتها الأصليّة الأم، كعرض أول، وبعرض آخر مدبلج منفصل، على أن تصاحبه ترجمة باللغة العربية الفصحى! وبهذا نكون قد ضربنا عشرة آلاف عصفور بحجر واحد، منها أنَّنا نكون قد قطعنا سيل المهاترات لمن سينسب فضل نجاح المسلسل، إذا ما تمت دبلجته بلهجة عربية «شعبوَية»، وأضعنا الفرصة على منسقيّ الدورات التعليمية في المراكز والمعاهد، وتخلصنا من جشعهم، وتحمْل تقلبات أمزجتهم ونفسياتهم، ونفذنا من أزمة المواقف، وزحمة الشوارع التي لا تطاق، ووفرّنا كثيراً من المال لمستقبل العيال وأم العيال، والأهم، هو أننا قمنا بسد الحجج والذرائع التي يتذرع بها بعض أبنائنا ممن تستهويهم الدراسة في الخارج، حيث ما أن تسأل أحدهم عن أموره حتى يقول لك: «والله يا بويه، عشان أغرّد بالفرنسي، كان لازم أشوف لي وحدة فرنسية شمحوطة أتعكّز عليها، وبعدين ما أدري كيف ضحكت عليّ واتزوجتني»! وبما أننا على مشارف استقبال أول عمل إسباني «حصري»، فنتمنى على الأخوة مسؤولي الدراما التلفزيونية، تدارك الأخطاء الماضية. أضعتوا علينا المكسيكي، والفنزويلي، والياباني، والتركي وسامحناكم، أما الآن فلن نسامحكم، لأننا عقدنا العزم هذا الموسم على أن نغرّد بالإسبانيولي!!! فاطمه اللامي Esmeralda8844@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©