الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فنانون ونقاد يعرضون تجارب مفاهيمية في الإمارات ولبنان والسعودية

فنانون ونقاد يعرضون تجارب مفاهيمية في الإمارات ولبنان والسعودية
17 فبراير 2012
(الشارقة)- اختتمت أمس فعاليات الندوة العربية “المفاهيمية في الفن التشكيلي”، التي أقامتها دائرة الثقافة والإعلام صباح أمس وأمس الأول، في مقرها بمنطقة الخان بالشارقة، بموازاة جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي. وشهدت فعاليات أمس من الندوة جلسة أدارها الأكاديمي والفنان الدكتور حسين جمعان من السودان، وتحدث فيها على التوالي: الفنانة ابتسام عبد العزيز من الإمارات، والفنان والناقد فيصل سلطان من لبنان، والفنان والناقد سامي الجريدي من السعودية، الحائز المركز الثالث لجائزة الشارقة لهذا العام. وقد استعرضت ابتسام عبد العزيز تجربتها فأشارت إلى أن اتجاهها نحو المفاهيمية في الفن لأنها الأقرب إليها من أشكال الفنون التشكيلية الأخرى، بسبب ما أمكن لها التعبير عن ذاتها من خلال هذا الاتجاه الفني الذي يجعلها أكثر تفاعلا مع محيطها الاجتماعي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أكدت خلال كلامها على أعمالها أن الأساس في العمل المفاهيمي هو الفكرة، وأنها هي التي تقود العمل إلى نهاياتها القصوى وغاياته التعبيرية من جهة أخرى. ولقد بدت هاتان الفكرتان أساسيتين أثناء ما كانت ابتسام عبد العزيز تتحدث عن أعمالها التي هي خليط أفكار وانساق معرفية تفاعلية منطلقاتها مشاعر إنسانية إنما ليس بعيدة عن إمكانية التخييل وتحديدا أثناء إنجاز العمل، مؤكدة أن ميزة الفن المفاهيمي تكمن في هجرته صالات العرض المتحفية وانتقاله إلى المطارح التي يوجد فيها الجمهور بهدف التفاعل معهم، بمعنى أن الفن المفاهيمي عندما يتم إدراك فكرته فإن إقامة حوار معه أمر وارد. في هذا السياق عرضت مراحل متعددة من تجربتها مستعينة بتقنية البروجكتور لأعمال مفاهيمية أنجزتها، ولصور فوتوغرافية، ضمن منحى تجريبي واختباري لما هو ممكن، وكذلك في مسعى لتقديم مفاهيم جديدة للأشياء العادية والمهملة في حياتنا اليومية عبر ممارسة نوع من “الخداع البصري”، وإعادة إنتاج الأفكار من جديد، بحيث يتم الارتقاء بهذا العادي والمهمل إلى مصاف العمل الفني. ولعل من أبرز ما قالته الفنانة ابتسام عبدالعزيز هو أن الأعمال المفاهيمية هي “مزيج من أحداث وأزمنة وأفراد وحيوات وأفعال يومية معا”. وكذلك افتتح فيصل سلطان مداخلته بالحديث عن أحد أعماله المفاهيمية الذي يشير إلى ارتفاع شأن الثقافة على السياسات اليومية التي عمل فيها في مجال النقد التشكيلي الصحفي في بيروت منذ العام 1974، مؤكدا أن ذاكرته بالأساس هي ذاكرة ثقافة وانتصارها على الحرب. ثم أسس سلطان لورقته بتناول نظري للمفاهيمية من خلال ما طرحه عدد من الفلاسفة والفنانين الألمان باعتبارهم مَنْ أوجد هذا الفن في العالم من خلال أفكارهم وأعمالهم التي استمرت في إحداث تأثيرها حتى اليوم بوصفها أعمالاً وأفكاراً احتجاجية على تفريغ الإنسانية من مضامينها وأشواقها العليا، مستعرضا العديد من التجارب الفنية، ضمن مراحل متعددة ومختلطة في حركة التشكيل العالمي، في إطار علاقة هذا الفن بعدد من المناهج والدراسات الأليمية ذات الصلة بقراءات ما بعد الكولونيالية واالثقافة البشرية. وعن المفاهيمية في لبنان، فأعادها فيصل سلطان إلى بيروت أواخر الستينيات، لكن الجيل الذي كان أكثر إنجازا هو الجيل الثمانيني الذي نقل الصورة من الشارع إلى صالة العرض لتكون بيروت التسعينات هي بيروت الأكثر انفتاحا على موجات فن ما بعد الحداثة بعد عودة السلم الأهلي. وإلى سامي الجريدي الذي تحدث عن أنساق الخطاب وإمكانات التأويل للنص البصري في المنجز المفاهيمي في التشكيل السعودي. ومما جاء في ورقة الجريدي “إذا كان الزمن الفني يرتبط بهوية الفنان، وذلك من خلال إعادة الفهم الفلسفي لمسألة الوجود الإنساني والمكان، فإن إدراك الوعي التاريخي للما بعد، تمثل مسألة مهمة في ذلك الأمر، أي أن الفنان لا يزال يبحث عن هويته التي تمثل فنه المقبل”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©