الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أليس في بلاد الأقزام».. رسالة سلام وتسامح

«أليس في بلاد الأقزام».. رسالة سلام وتسامح
26 ابريل 2016 12:09
أزهار البياتي (الشارقة) كان لمهرجان الشارقة القرائي لأدب الطفل في دورته الثامنة لعام 2016، اهتماما خاصا بمسرح الأطفال وحكايات الأدب العالمي التي جاءت وفق صياغات مختلفة من العروض المسرحية والموسيقية الشائقة، تميّز منها العمل الكويتي «أليس في بلاد الأقزام»، والتي عاش خلالها الصغار أوقاتا من الاستمتاع والمرح. ويشير أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الكتاب في الشارقة قائلاً: تأتي فعاليات المسرح ضمن حزمة البرامج الترفيهية التي تحمل في فحواها رسائل وسلوكيات ترتقي بتفكير الطفل وطموحاته، ولأن مسرح الأطفال يعتبر واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنميته اجتماعيا، فكريا، نفسيا، ولغويا، ولا يقل دوره عن دور القراءة والكتاب كرافد مهم من روافد الثقافة والمعرفة، خصص الشارقة القرائي حصة وافرة من أعمال مسرحية مرحة وهادفة، تحقق المتعة والفائدة». سقوط في البئر وتعتبر قصة «أليس في بلاد الأقزام» واحدة من أبرز القصص حضوراً في الأدب العالمي للطفل، لما تحمله من معان وعبر جميلة، وما تمتلكه من قدرة على اصطحاب الأطفال نحو عوالم خيالية تفيض بالسحر والموسيقى، ليعيشوا حكاية صديقتهم «أليس» مع «الأقزام»، وهي الحكاية التي جسدت في مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية كثيرة، وكذلك عروض مسرحية، آخرها حمل العنوان «أليس في بلاد الأقزام»، والذي تعرضه حالياً فرقة «أوريون آرت» الكويتية، على خشبة مسرح المهرجان. وجمعت المسرحية عناصر ترفيهية عدة مازجة فنون الموسيقى مع الرقص والاستعراض والتمثيل، والتي تمكنت من خلالها استقطاب زوار المهرجان، الذين استمتعوا بما قدمته الفرقة من عروض موسيقية راقصة خلال المسرحية التي تحكي قصة الطفلة «أليس» التي اعتادت اللعب واللهو بجانب بئر يقع بالقرب من بيتها، إلا أن شغف أليس ورغبتها بالاكتشاف يقودها إلى البئر لاكتشاف ما في داخله، خاصة بعد أن شاهدت شعاعا ضوئيا يخرج منه، حيث حاولت جاهدة لتعرف مصدره وماهيته، إلا أن قدمها تنزلق فتقع في داخل البئر لتجد نفسها في عالم الأقزام، لتدخل حياة جديدة ملؤها الفرح والتفاؤل، يعيشها الأقزام الذين يكدحون ويجتهدون في بناء قصرهم الخاص، وسط أجواء من الفرح والغناء والكثير من الموسيقى والمرح. سلام وتسامح ورغم أن القصة عالمية إلا أن فرقة «أوريون آرت» الكويتية تمكنت من إعادة صياغتها بطريقة تتناسب مع الأطفال العرب، من حيث الأغاني والرقصات وكذلك الحوار الغنائي بين الأبطال، الأمر الذي زاد من تفاعل الأطفال مع فصولها، كما حملت رسائل وقيما، من بينها المثابرة على تحقيق الأحلام وعدم السماح لأحد أن يهدمها، كما دعت المسرحية الأطفال إلى ضرورة التسلح بخلق التسامح لأهميته في الحياة، ولتأثيره في نشر مبادئ السلام والمحبة في المجتمع. وقد تم تعريب نص «أليس في بلاد الأقزام» بصيغة سلسة وبسيطة، لإيصال المعلومة للطفل بنمط سهل ومباشر، فيه متعة وترفيه وتوجيه، كما تم استخدام عناصر لافتة من «السنوغرافيا» لنواحي الديكور والإضاءة والمؤثرات الصوتية الأخرى التي أضافت بعدا ثالثا للإثارة والتشويق والإبهار، وكان لها دور كبير في حبكة وصياغة أحداث المسرحية. عالم الإلكترونيات والتكنولوجيا يجذب الصغار بهدف تعليمهم مبادئ علم الإلكترونيات بشكل بسيط وممتع، وإدخالهم عالم التكنولوجيا الحديثة، نظم مهرجان الشارقة القرائي للطفل ورشة عن الدوائر الكهربائية، لتعريف الأطفال على الكثير من الأسرار المشوقة لإعداد الدوائر الكهربائية والاستفادة منها في حياتهم اليومية. وبدأت الورشة بتعريف الأطفال بأهم الأدوات الإلكترونية التي يجب استخدامها في صنع دائرة كهربائية صوتية، وكيفية تشغيلها بالاعتماد على الطاقة الشمسية أو إنتاجها أو بالبطارية أو بأي شكل من أشكال الطاقة بطرق سهلة وشيقة. وفي نطاق العلوم والابتكارات الحديثة تم عرض المشاريع والابتكارات العلمية البسيطة التي صنعها الأطفال خلال الورشة، وذلك لتعريف أقرانهم على مكونات الدوائر الكهربائية الأخرى، وتشجيعهم على تصميم دوائر كهربائية متنوعة وتطبيقها في بيوتهم بطرق علمية سلسة، إضافة إلى تحفيز الأطفال للتدرب على أساسيات الدوائر الكهربائية واستخدام الأدوات البسيطة لصنعها. وتمكن الصغار خلال الورشة من التعرف إلى مجموعة من المفاهيم مثل: الأسلاك، والمغناطيس، واللوحة الرقمية، والخلايا الشمسية، ?للمساهمة ?في ?تطوير ?قدراتهم ?وتنميتها. أدب الطفل الخيالي يتحدر من الواقع من عالمي الواقع المعاش والخيال غير المنظور، يستمد الكثير من الكتاب إبداعاتهم الموجهة للأطفال، فيما يقدم بعض هؤلاء الكتاب على المزج بين العالمين خلال كتبهم الشيقة، لتظل هذه بمثابة مهمة شاقة ملقاة على عاتق مؤلفي كتب الأطفال، وهو ما اتفق عليه المشاركون في ندوة «أدب الطفل بين الواقعي والمتخيل» التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الثامنة، وأدارها محمد غباشي، وتحدث فيها كل من الجزائرية جميلة يحياوي، والفلبيني راسيل مولينا، والانجليزي ماركوس ألكسندر. وأكدت جميلة يحياوي في مداخلتها أن أدب الطفل يقدم من خلاله أفكاراً يصنعها المؤلف نفسه ويوزعها بين شخصيات عدة تنتقل بين أزمنة وأمكنة مختلفة، قادرة على أن تجعل الطفل يبحر في عوالم عدة موجودة في رأس مؤلف الكتاب، الأمر الذي يدعو الطفل إلى اللجوء إلى خياله ليستشعر هذه الأحداث،مشيرةً إلى أن أي مؤلف يستمد هذه العوالم من الواقع والخيال معاً. أما راسيل مولينا الذي عرض في الندوة مجموعة من مؤلفاته، فأكد إن من الرائع جداً أن تكون مؤلفاً لقصص الأطفال في الفلبين، مشيراً إلى أنه دأب على البحث عن واقعه من خلال كتب الخيال التي اعتاد قراءتها في طفولته. وقال: «هناك الكثير من القصص ترتبط بالمخيلة، وبالنسبة لي فقد ارتبطت بها لأنني استطعت أن أتعرف على الواقع من خلالها، لذلك حاولت الاستعانة بالأساطير وقصصها لأتحدث عن واقعنا المعاش، لإيماني بأن بعض القصص الخيالية تتحرك ضمن الواقع». و قال ماركوس ألكسندر: «عندما كنت شاباً تعودت القراءة النهمة، لسد جوعي في هذا الجانب، وهذا قادني للعيش أحياناً في عالم خيالي، فقد كنت اتطلع لأن أعيش في عالم «الأبطال»، ولعل ذلك هو ما دعاني إلى ارتياد السفر مبكراً، وهذا جعلني أكتشف العالم كما هو، كما اكتشفت أن ليس هناك عالم للأبطال». موضحاً أن كتب الخيال والفنتازيا هي التي ألهمته كثيراً لأن يمضي في طريق التأليف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©