أكثر الأمور التي تحطم أحلام الناس في عالمنا هي الإجراءات الطويلة والعقيمة، حيث ترتطم الأحلام بصخرة الروتين والإجراءات الطويلة والمعقدة، تستغرب حين تستمع إلى بعض القنوات الإذاعية عندما تطرح إحدى السيدات مشكلة ولدها الذي يعاني من صعوبة في التعلم، فتواجه كلمة (لا) في جميع معاملاتها وإجراءاتها.. القانون لا يسمح. نستغرب من هذا المسؤول الذي لا يعرف أبسط القواعد، وهي (الضرورات تبيح المحظورات).
كما أن بعض الإجراءات القانونية حرمت الناس من حقوقهم، وتسببت لهم بالمشقات والمعاناة، في كل قانون يوجد استثناء، إذا كان في قانون رب العباد الذي لا يتغير، وهو قائم إلى يوم الدين، يوجد استثناء، من كان على سفر يقصر الصلاة، ومن كان مريضاً في رمضان يفطر، ولكن تفاجأ من بعض المسؤولين الذين يتشددون في التطبيق على المواطنين، فلا يستثني واحدهم أي شخص .. ولا يحاول مساعدتهم، ولا يقدر بأن الذي تقدم بطلب الاستثناء وضعه وظروفه يجبرانه على مراعاته، يطلبون من ذوي الاحتياجات الخاصة بأن يثبت إعاقته، وهو يدخل عليهم بكرسي متحرك. نعم، نعلم يجب إثبات الحالة بالأوراق، ولكن يجب أن تكون معاملتهم مختلفة.. وأن تغض القوانين بصرها قليلاً عنهم، وتسمح لهم بما لا يسمح لغيرهم.
الروتين.. كلمة تقتل طموح الشباب، فبعض الدوائر لا تقبل بأن يأتي موظفوها باقتراحات تساعد على تطوير العمل والمساهمة في رفع مستوى الخدمة.
السؤال الذي يخطر على بال الجميع: لماذا يجب أن يعرض الشخص مشكلته في الإذاعات والصحف حتى يصدر استثناء له؟
رسالتنا لبعض المسؤولين بأن يكسروا الروتين الممل الذي يهدم طموح الطاقات الشبابية، ويحرم الناس من بعض حقوقهم لأنهم مختلفون فقط.. ويحتاجون إلى رعاية خاصة. لكي تحسن خدمتهم ضع نفسك في موقفه.. تبسيط الإجراءات والخروج عن الإجراءات التقليدية، والترحيب بكل ما هو جديد أمر إيجابي دائماً، وحكومتنا الرشيدة تبحث عن الأعمال الاستثنائية وعن القادة الاستثنائيين، الشيخ زايد، رحمه الله، عندما قالوا له مستحيل أن تستطيع زراعة الصحراء، حوّل الإمارات إلى واحات خضراء. وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قهر المستحيل، وحول دبي إلى وجهة للملايين من البشر، كل هذه الإنجازات جاءت لأن التفكير كان استثنائياً.
هناك روح القانون الذي يسمح بتجاوز بعض الإجراءات، وتسهيل الأمور على الناس.
القلم الإماراتي- مدونة” المنبر الإماراتي”
عدد اليوم
