السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الساحر ينتشل توتنهام من القاع

الساحر ينتشل توتنهام من القاع
17 فبراير 2011 22:24
لندن (ا ف ب) - نجح هاري ريدناب منذ وصوله إلى توتنهام في أكتوبر 2008 في تحويل النادي اللندني من فريق يحاول تجنب الهبوط إلى الدرجة الأولى، إلى فريق يقارع كبار القارة الأوروبية كما فعل عندما اسقط ميلان الإيطالي في عقر داره (صفر-1) ضمن ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، إنه هاري “هوديني” ريدناب، هذا هو اللقب الذي يطلقه عليه جمهور توتنهام تيامناً بالساحر الاستعراضي الأميركي الشهير هاري هوديني، لأنه ما ان استلم مهام الإشراف على الفريق اللندني حتى تغير وضع الأخير تماماً وانتقل من فريق يقبع في ذيل ترتيب الدوري الممتاز إلى آخر يزاحم العمالقة على المراكز المتقدمة. عندما وصل ريدناب (63 عاماً) إلى توتنهام في 25 أكتوبر 2008 خلفا للإسباني خواندي راموس، كان الفريق اللندني يقبع في المركز الأخير في الدوري المحلي برصيد نقطتين فقط من ثماني مباريات، لكن هذا المدرب وضع لمساته السحرية على الفريق وأعاده الى السكة الصحيحة حتى أنهى الموسم في المركز الثامن. وفي الموسم التالي فرض توتنهام نفسه بقوة ودخل في نزال مع الكبار حتى نجح في نهاية المطاف في التفوق على العملاقين ليفربول ومانشستر سيتي وخطف المركز الرابع الذي فتح أمامه الباب من اجل المشاركة هذا الموسم في مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. ومن المؤكد أن عشق جماهير توتنهام لهاري “هوديني” ريدناب قد ازداد هذا الموسم لان الفريق اللندني أصبح أول وافد جديد إلى دوري أبطال أوروبا يتصدر مجموعته في الدور الأول بعدما تفوق على الإنتر الإيطالي حامل اللقب بالفوز عليه 3-1 إياباً على ملعب “وايت هارت لاين” بعد أن خسر أمامه ذهابا في “جوسيبي مياتزا” 3-4 في مباراة تقدم خلالها الفريق الإيطالي برباعية نظيفة قبل أن ينجح ضيفه اللندني في تقليص الفارق بفضل ثلاثية من الويلزي جاريث بايل الذي يعتبر من اكتشافات ريدناب كما الحال بالنسبة لارون لينون. وتوتنهام بقيادة والد لاعب المنتخب وليفربول السابق جايمي ريدناب وعم نجم تشيلسي فرانك لامبارد ليس الفريق الذي يلعب من أجل النتيجة وحسب، بل إنه فريق ممتع بفضل أدائه الهجومي السلسل الذي سمح له بالسيطرة على مجريات مباراته مع ميلان، المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا سبع مرات، في عقر دار الأخير. وتجسدت النكهة الهجومية التي تميز توتنهام من خلال الأداء الذي قدمه في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا إذ كان أفضل فريق هجومي مشاركة مع جاره اللندني أرسنال حيث سجل كل منهما 18 هدفاً في 6 مباريات. لا يعتبر ريدناب من المدربين التقليديين لأنه شخصية مثيرة للجدل بسبب مخالفاته القانونية وآخر فصولها تهربه من دفع الضرائب إلى جانب تورطه بصفقات انتقال مشبوهة، لكن الجماهير واللاعبين يعشقونه لخف ظله وابتسامته الدائمة ولأنه الرجل المكافح الذي كان قاب قوسين أو أدنى من مفارقة الحياة بعد تعرضه لحادث سير مروع في إيطاليا خلال مونديال 1990. لا يمكن تصنيف ريدناب ضمن فئة المدربين التكتيكيين، انه مدرب الجيل القديم الذي لا يحبذ التعقيدات ويفضل دائماً اللعب الهجومي البسيط، وقد يكون هذا الأسلوب مفتاح وصول مدرب بورنماوث ووست هام يونايتد وبورتسموث وساوثمبتون السابق الى رأس الهرم الفني للمنتخب الإنجليزي بعد نهائيات كأس أوروبا 2012 لأنه من أبرز المرشحين لخلافة الإيطالي فابيو كابيلو، “أنا إنجليزي، من لا يرغب بتدريب منتخب إنجلترا؟لا أحد يرفض هكذا وظيفة، إذا كنت إنجليزياً لا يمكنك رفض تدريب بلادك”، هذا ما قاله المدرب الذي يملك في خزائنه لقبا يتيماً (كأس إنجلترا) توج به مع بورتسموث عام 2008، اثر خروج منتخب “الأسود الثلاثة” من مونديال جنوب أفريقيا بهزيمة مذلة أمام ألمانيا (1-4). وشدد ريدناب الذي يرتبط بعقد مع توتنهام حتى 2013، اكثر من مرة على ضرورة أن يكون منصب مدرب إنجلترا من نصيب مدرب إنجليزي، قائلاً “لا أتحدث هنا عن مدرب إسكتلندي أو أيرلندي، أتحدث عن مدرب إنجليزي لأن هذا هو المكان الذي نحن فيه، إنها بلادنا، يجب أن نكون قادرين على صنع مدرب يستطيع إدارة المنتخب الانجليزي، وبصراحة لن يقوم بأسوأ مما قام به السويدي زفن جوران إريكسون وكابيلو”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©