تحقيق أميركي يقر بسقوط قتلى مدنيين في القصف على ولاية فرح

أظهرت النتائج الأولية لتحقيق أجراه الجيش الأميركي والسلطات الأفغانية سقوط «عدد من المدنيين» في معارك وعمليات قصف جرت الاثنين والثلاثاء الماضيين غربي أفغانستان، فيما وردت أنباء عن سقوط أكثر من مئة قتيل بينهم عشرات المدنيين. وكانت معارك عنيفة بين عناصر طالبان والقوات الأفغانية والدولية دارت في إقليم بالا بولوك بولاية فرح حيث ينشط المتمردون. واعلنت الشرطة المحلية مقتل أكثر من 100 من متمردين ومدنيين خلال المعارك وعمليات القصف، ما حمل على فتح تحقيق مشترك أفغاني أميركي. وأفاد بيان مشترك للجيش الأميركي والسلطات الافغانية أن «فريق التحقيق المشترك يؤكد مقتل عدد من المدنيين خلال المعارك، لكنه لا يسعه أن يحدد بشكل أكيد هوية القتلى وبينهم عناصر طالبان وأفراد غير مقاتلين، لأن كل الجثث دفنت». وغالبا ما تقتل القوات الدولية مدنيين خلال المعارك، ما يثير غضب السكان والسلطات الافغانية. ووصلت حصيلة المدنيين عام 2008 الى 2118 قتيلا سقط 39في المائة منهم بنيران القوات الموالية للحكومة وخصوصا نتيجة القصف، بحسب أرقام الأمم المتحدة. وتشير تقارير أيضا إلى أن مقاتلي طالبان أجبروا قرويين على دخول منازل هاجموا منها قوات الأمن الأفغانية وقوات التحالف». ويقول مسؤولون إقليميون إن قرويين في جانج آباد وجيراني أعدوا قوائم بأسماء 147 شخصا قتلوا في غارات جوية أميركية خلال المعركة وأن بينهم كثيرون احتموا في منازلهم من القتال. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أن عدد القتلى أقل من ذلك لكنهم لم يعلنوا حتى الآن تقديرات محددة. وأضاف البيان «زار فريق التحقيق ثلاثة مدافن تضم سبعة قبور فردية وقبرين جماعيين دفن في كل منهما عدد غير محدد من القتلى». وأشار إلى أنه سيتم الاعلان عن المزيد من المعلومات عند الانتهاء من التحقيق. من جانبه ، طالب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بوقف الضربات الجوية الاميركية قائلا إنها أدت إلى مقتل حوالى 130 مدنيا مطلع الاسبوع وانها تثير استياء الشعب الأفغاني. ونفى كرزاي بشكل قاطع أقوال الجيش الأميركي بان متمردي طالبان يتحملون المسؤولية وليس القصف الأميركي. وقال لشبكة «سي ان ان» أمس الاول خلال زيارته لواشنطن إن «الضربات الجوية غير مقبولة». واضاف «نعتقد أن الغارات الجوية ليست وسيلة فعالة لمكافحة الإرهاب ، وهي تتسبب بقتل مدنيين ولا تفيد بشيء الولايات المتحدة أو أفغانستان». وشدد كرزاي الذي يخوض انتخابات رئاسية في اغسطس، لهجته مع انتهاء زيارته الى الولايات المتحدة التي كان هدفها تأمين الدعم في القتال ضد متطرفي طالبان والقاعدة في افغانستان وباكستان. وتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال لقائه كرزاي بتوخي الحذر لتجنب سقوط ضحايا مدنيين فيما عبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن أسفها لسقوط ضحايا. وفي مقابلة اخرى مع شبكة «ان بي سي» تبث اليوم الاحد قال كرزاي إن القرى «ليست المكان الذي يتواجد فيه الارهابيون». وبحسب مقتطفات من المقابلة نشرت مسبقا قال كرزاي إن «سقوط ضحايا مدنيين يقوض دعم الشعب الافغاني للحرب على الإرهاب وللعلاقات مع أميركا. كيف تتوقعون أن يؤيد أشخاص يخسرون أطفالهم» القوات الاميركية. وتؤكد القوات الدولية في أفغانستان التي يصل عديدها الى 70 الف جندي انها تتوخى الحذر الشديد لعدم التسبب بسقوط ضحايا مدنيين. والخميس ردد مئات المتظاهرين في ولاية فرح هتافات «الموت لأميركا» وطالبوا بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.