الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلا أمن غذائي!

17 فبراير 2011 20:30
لو سألت أي شخص، هل الإمارات من الممكن أن تتعرض لمشكلة أمن غذائي، وأن المخزون فيها لا يكفي لمدة عشرة أيام في حال حصل أمر طارئ لا قدر الله، فإنه بالتأكيد لن يعيرك بالا، وسيظن بك الظنونا؟! ولا أحد يستطيع لومه، لأن مصطلح الأمن الغذائي من المصطلحات الغائبة عن قاموس سكان الإمارات على مختلف أطيافهم، ولعل السبب في ذلك معروف، وهو أن مجتمع الإمارات معتاد على «العز» وعلى حياة الوفرة، ويسيطر عليه نمط التبذير في الاستهلاك. بفضل من الله الخير من حولنا في كل مكان، ولو نظرت إلى رفوف الجمعيات، لوجدتها متكدسة بمختلف أنواع المواد الغذائية ومن مختلف دول العالم وبكل الإشكال والإحجام والألوان، كما أن المتسوقين اعتادوا الحصول على كافة المنتجات وبسهولة، والمعاناة الوحيدة التي يتعرضون لها هي دفع عربات تسوقهم، والتي يخيل إليك من شدة ثقلها أنها تحتاج إلى قوة فيل لجرها ودفعها. ولو نظرت أكثر لأية سلة مهملات في أية منطقة سكنية، لوجدتها تفيض بالمأكولات والمواد الغذائية المرمية، وأكاد أجزم أنه لو تم تنظيم مسابقة للهدر الغذائي على مستوى العالم، فإن الإمارات ستنافس بسهولة على مراكز الصدارة، ومن الممكن أن نفوز بالبطولة!! كل هذه المؤشرات السابقة تكشف أن مشكلة الأمن الغذائي هي من المشاكل التي لا يجب أن نلقي لها بالا، لأن الخير الموجود يكفي ويزيد، لكن الحقيقة أبعد من ذلك، وصدقوا أن كل هذه الوفرة التي نعتقد أننا نعيش فيها، لا تكفي أكثر من عشرة أيام في حال حصل أمر طارئ، وهذا الرقم ليس من عندي، ولكنه قادم من المجلس الوطني الذي ناقش في جلسته الأخيرة مشكلة الأمن الغذائي، وقد كانت نتائجه صادمه. تقرير لجنة الشؤون الخارجية والتخطيط والبترول والثروة المعدنية والزراعة والثروة السمكية في المجلس الوطني، كشف أن الدولة لا تملك في الوقت الحالي مخزون استراتيجي من المواد الغذائية، وأن مخزون معظم الجمعيات التعاونية، لا يكفي أكثر من 10 أيام فقط، وهو ما ينطوي على خطورة فادحة في حال تعطلت عمليات الاستيراد من الخارج. تخيلوا أن الوفرة الغذائية التي تعتقد أننا نعيش فيها هي وفرة وهمية من الممكن أن تزول بسهولة وفي بحر أيام معدودة فقط، ومع ذلك معدلات الاستهلاك عالية للغاية، وكأننا نسحب من بحر ليس له نهاية، لكن هل هناك من أحد يستشعر وجود هذا الخطر؟! سيف الشامسي Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©