الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عضلات صناعية من خيوط صيد الأسماك

عضلات صناعية من خيوط صيد الأسماك
23 فبراير 2014 15:42
تكساس (وكالات) - من مكونات متواضعة تكنولوجياً، أو بمعنى أدق، من خيوط النايلون المستخدمة في صيد الأسماك، تمكن باحثون من إنتاج عضلات صناعية يمكنها رفع أوزان تصل إلى 100 ضعف الوزن الذي تحمله العضلات البشرية. والمذهل أيضاً في هذا الابتكار الجديد، أن تصميمه وتصنيعه سهل جداً، بحيث إنه وصف بأنه «أروع من أن يصدق». وسيسرع الابتكار الجديد تطور تكنولوجيات عدة، مثل الهياكل القابلة للارتداء لمساعدة الجنود في المعارك، والأطراف الصناعية للبشر والإنسان الآلي، والملابس التي يمكنها تعديل درجة حرارتها، ومصارع الأبواب والنوافذ التي تغلق وتفتح نفسها وفقاً لدرجة الحرارة. وقال عالم المواد راي بوجمان من جامعة تكساس بالولايات المتحدة لموقع «سي إس مونيتور»، إن هذه العضلات الصناعية يمكن أن تستخدم في تطبيقات عديدة جداً. وكان السعي لإنتاج عضلات صناعية يمكنها أن تعمل أيضاً كمحركات، موضوعاً مطروحاً للتجارب والأبحاث منذ سنوات عديدة. لكن المكونات، كان أغلبها من الكربون أو الأنابيب المصنعة بتكنولوجيا النانو، أو من معادن لها ذاكرة، بحيث تعود إلى وضعها الأصلي بعد التسخين على سبيل المثال. وهي مواد مكلفة للغاية وسامة، وفي بعض الأحيان يصعب التحكم فيها. في المقابل، فإن تصنيع العضلات من ألياف خيوط صيد الأسماك لا يتطلب أكثر من البحث السريع عن صندوق معدات وعدة خياطة، حسبما ذكر الباحثون لجريدة «ساينس» العلمية أمس الأول. وكان الهدف الأساسي لأعضاء الفريق البحثي الذي توصل إلى هذا الاكتشاف، رؤية ما إذا كان بإمكانهم تصنيع عضلات مساوية في قدراتها للعضلات البشرية أو تتفوق عليها، من مواد لا تزيد تكلفتها على دولارين للرطل، بينما تبلغ كلفة الرطل من المعادن ذات الذاكرة 273 دولاراً. وقال الباحثون إنه يمكن تحريك هذه العضلات بوساطة عمليات التفاف وتسخين، يمكن الحصول عليها بوساطة الضوء أو التيار الكهربائي أو حتى بتغير درجة حرارة البيئة المحيطة. واشترك في البحث علماء من 6 دول بجامعة تكساس، ورأى بعضهم أن العضلات الجديدة يجب أن توظف في المعدات الميكانيكية، فيما ذهب البعض الآخر إلى أن البحث ربما يحوي مفاتيح لمن يعملون في كيفية إصلاح العضلات البشرية التالفة بمواد صناعية. وقال توماس وبستر رئيس قسم الهندسة الكيميائية بجامعة «نورثرن ستار» الأميركية في بوسطن «أعتقد أنه بحث بارع ومتقن»، ويركز توماس أعماله على المواد التي يمكن أن تحل محل الخلايا البشرية التالفة. وحذر توماس من أن إطلاق بوجمان وفريقه اسم عضلات على اكتشافهم الجديد قد يكون مضللاً لأن الناس ربما تعتقد أنها جاهزة لتحل محل العضلات البشرية، والأمر ليس كذلك. إلا أنه أضاف أن النتائج مفيدة لأبحاثه، لأن الطريقة التي تم بها ثني ألياف الصيد تشبه الطريقة التي تنثني بها ألياف العضلات، وكثير من المواد التي يحاول العلماء استخدامها حالياً محل العضلات التالفة لا يمكنها ثنيها بالطريقة نفسها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©