الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«إيني» الإيطالية تسعى إلى تعزيز مكانتها في سوق النفط الأفريقية

«إيني» الإيطالية تسعى إلى تعزيز مكانتها في سوق النفط الأفريقية
15 فبراير 2013 22:45
ابتداءً من عام 2010 توصلت شركة إيني الإيطالية وإحدى منافسيها، أناداركو بتروليم المتمركزة في هيوستن إلى عدد من الاكتشافات قبالة ساحل موزمبيق تضيف إلى أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي خلال السنوات القليلة الماضية، ما يعادل نحو 16 مليار برميل من النفط. تسيطر إيني على النصيب الأكبر من اكتشافات موزمبيق البالغ 70% من القطاع البحري في المحيط الهندي المسمى المنطقة الرابعة، فيما يطلق عليه حوض روفوما. وقال باولو سكاروني رئيس تنفيذي إيني: إن الاكتشافات جاءت بعد أن قضت إيني خمس سنوات تعكف فيها على دراسة شرق أفريقيا التي لم يكن قد اكتشف فيها قبل ذلك سوى القليل من النفط والغاز، وحين أتاحت موزمبيق قطاعات الاستكشاف عام 2006، تقدمت إيني بعطاء وحصلت على القطاع الذي أرادته. ويتمثل التحدي الآن في كيفية الاستفادة القصوى من تلك الفرصة التي ستحول موزمبيق إلى أحد كبار مصدري الطاقة. كما أن بناء محطات بتكاليف تصل إلى عدة مليارات من الدولارات في مناطق نائية لتحويل الغاز الطبيعي إلى سوائل للتصدير في سفن متخصصة، سيكون أيضاً بمثابة اختبار لمهارات إيني. مخاطر جيولوجية أضحى استكشاف واستخراج النفط والغاز الطبيعي اليوم صناعة خاضعة لمخاطر جيوسياسية بقدر خضوعها لمخاطر جيولوجية، وهو ما اتضح جلياً في الهجوم المصاحب بأسر وقتل رهائن في الجزائر الذي جرى مؤخراً، وتدرك إيني مثلها مثل كافة شركات الطاقة الأوروبية مخاطر شمال أفريقيا ذات التقلبات والقلاقل السياسية، على اعتبار أن إيني لها بالفعل نشاطاً موسعاً في كل من الجزائر وليبيا. غير أنه في الوقت الراهن على الأقل لا تعتبر موزمبيق إحدى نقاط أفريقيا الساخنة. وعلى كل حال تميل شركات الطاقة إلى استهداف الفرص أينما توجد. وقال سكاروني: «رغم أن موزمبيق كانت دولة جديدة رأينا أن الاحتمالات معقولة، نحو 20% في أن نجد شيئاً». وأضاف: «بالتأكيد كان ذلك مصاحباً بمخاطرة عالية، ولكنه أيضاً بفائدة مأمولة كبرى”. وكانت أناداركو في بداية الأمر قد أعلنت عن اكتشاف في موقع مجاور للمنطقة المخصصة لإيني التي كانت تستعد للحفر في منطقة أخرى، إلا أنها قررت أن تحفر أولى آبارها قريباًَ من موقع أناداركو. تولى سكاروني رئاسة إيني التنفيذية عام 2005، بعد أن عمل طويلاً خارج إيطاليا في مجال النفط. وعكف سكاروني على إعادة هيكلة الشركة تدريجياً لتركز في المقام الأول على استكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي. كما يتولى سكاروني البالغ من العمر 66 عاماً المسؤولية الصعبة المتمثلة في الحفاظ على علاقات ايني مع عدد من الدول الغنية بأنواع الوقود الأحفوري، ولكنها تنطوي على مخاطر منها العراق وليبيا وروسيا وفنزويلا ومناطق أخرى في أفريقيا، مثل أنجولا وجمهورية الكونغو. وهو يتواجد في أماكن، مثل بغداد أو برازافيل، ربما يتردد رؤساء تنفيذيون آخرون في الذهاب إليها. وقال سكاروني: «لدينا شركة بها 150 وافداً في العراق مع جهد شاق لتحقيق الأمن وبنتائج اقتصادية قليلة جداً، نظراً لأننا لا نحصل إلا على دولارين فقط لكل برميل». وأضاف: «نتساءل أحياناً هل الأمر يستحق كل هذا العناء». تعتبر إيني أكبر منتج نفط وغاز أجنبي في كل من الجزائر وليبيا. وقال تنفيذيو إيني إنهم صدموا لما حدث لشركتي بي بي وستاتويل الشريكين في المحطة الجزائرية التي هوجمت، وإنهم يشددون من إجراءاتهم الأمنية. وأضافوا أن لدى إيني أعداداً كبيرة من الجنود الجزائريين داخل نطاق مواقعها الجزائرية، بينما لم يتمركز جنود على ما يبدو في المجمع الذي هوجم في إن أمناس. حتى الآن قاد سكاروني إيني بمهارة وسلاسة خلال تحول ليبيا الفوضوي من نظام القذافي إلى حكومة جديدة لا تزال تسعى إلى الاستقرار. وخلافاً لمعظم شركات النفط الأخرى ازدهرت إيني خلال نظام القذافي، حيث طورت الجديد من الحقول وبنت منشآت في مليته غربي طرابلس لضخ الغاز الطبيعي عبر أنابيب تحت البحر المتوسط. سارع سكاروني إلى الذهاب إلى بنغازي في أبريل 2011 ليلتقي قيادة الثوار حتى قبل سقوط القذافي. ومنذ ذاك استعادت إيني معظم إنتاجها الليبي الذي يشكل 14% من إجمالي إنتاج إيني من النفط والغاز الطبيعي. غير أن طموح سكاروني ليس له حدود. فهناك حقل وفا أحد مواقع إيني الهامة في ليبيا الذي يبعد 35 كيلو متراً شرقي إن أمناس. ولدى الليبيين حافز خاص لحماية الحقل فهو الذي يبقى على إضاءة هذه الدولة بإنتاجه 50% من الغاز الذي يغذى محطات الكهرباء الليبية. اكتشافات نفطية من خلال التبكير بدخولها موزمبيق، سبقت إيني غيرها من كبريات شركات النفط التي ترددت في دخول هذه الدولة، رغم أنها شهدت أربعة من أكبر خمسة اكتشافات على مستوى العالم العام الماضي. وقال مايك دالي رئيس الاستكشاف في بي بي، نادماً: «لقد فقدنا شرقي أفريقيا، في الوقت الذي حققت فيه إيني أكبر نجاح هناك». من خلال الاكتشافات في موزمبيق وغيرها في بحر بارنتس وقبالة سواحل أندونيسيا يكون لدى سكاروني المجال للتركيز على الاستكشاف والإنتاج والتخلص من الموجودات الهامشية. فهو يبيع تدريجياً حصص إيني في شركات أخرى، بما يشمل شركة سنام الإيطالية المتخصصة في توزيع الغاز الطبيعي وحصة 33% من جالب شركة النفط البرتغالية. حيث جمعت هاتان الصفقتان نحو 7?4 مليار يورو، أو 9?9 مليار دولار وساعدتا على تقليص صافي دين الشركة. وعملت الاكتشافات وصفقات بيع ما ليس له لزوم، بالإضافة إلى إعادة شراء ما يبلغ 6 مليارات يورو من أسهم الشركة على رفع سعر سهم إيني 15% العام الماضي. وكان ذلك ثاني أفضل أداء أسهم وسط كبريات شركات النفط بعد روزنفت الروسية. كما حقق سهم إيني مزيداً من الارتفاع بنسبة 5.6% خلال يناير الماضي، وهذا يعد تغيراً رائعاً لشركة كانت في السابق قد تأخرت عن نظرائها. غير أنه للحفاظ على أدائها القوي تواجه إيني بعض المهام والقرارات الصعبة. فهناك سؤال مهم يتمثل فيما إن كان لدى إيني - أو أناداركو - ما يلزم لإدارة تحول موزمبيق المرجح من منتج بري صغير إلى واحد من أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، جنباً إلى جنب مع أستراليا وقطر. عملاء آسيا ولكي تصدر إلى عملاء آسيويين يشكلون المشترين المتوقعين ستحتاج موزمبيق إلى محطات غاز طبيعي مسال ضخمة لتحضير الغاز للشحن وإلى منشآت أخرى لم توجد بعد. ليس لإيني أو أناداركو المؤهلات القوية لمعالجة وشحن الغاز الطبيعي المسال. كما أن مواقع المنشآت النائية تشكل صعوبة أخرى. ولكن في 21 ديسمبر وقعت إيني وأناداركو اتفاقية ليشتركا معاً في بناء مصانع ومرافق غاز طبيعي مسال من أجل تقليص التكلفة. ومن المنطقي إشراك رويال داتش شل إحدى أكبر شركات الغاز الطبيعي المسال في العالم. وكانت شل قد اتفقت العام الماضي على شراء كوف إينرجي الشركة البريطانية الصغيرة التي تمتلك حصة 8?5% في قطاع أناداركو في موزمبيق. غير أن شركة بي تي تي للاستكشاف والإنتاج التايلندية فازت على شل، ودفعت في تلك الحصة 1?9 مليار دولار. ومقارنة مع بيع كوف تقدر إيني حصتها في غاز موزمبيق الطبيعي بنحو 15 مليار دولار. وقال سكاروني إن موزمبيق تحت رئاسة أرماندو جيبوزا استحدثت برنامجاً «معقولاً جداً» لتطوير مواردها من النفط والغاز الطبيعي بمساعدة استشاريين من النرويج الدولة التي أصبح نظامها البترولي نموذجاً للمنتجين الجدد. نقلاً عن: «إنترناشيونال هيرالد تريبيون»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©