السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة تخسر ربع الغوطة والمدنيون يفرون من البطش

المعارضة تخسر ربع الغوطة والمدنيون يفرون من البطش
5 مارس 2018 01:02
عواصم (وكالات) سيطر الجيش النظامي على أكثر من 25% من الغوطة الشرقية إثر تقدم سريع في جبهات عدة من الجبهة الشرقية، مستفيداً من ضربات جوية تمهيدية عنيفة، حيث بات على بعد نحو 3 كلم من دوما أكبر مدن المنطقة المحاصرة، ما أجبر آلاف المدنيين على الفرار باتجاه مناطق سيطرة المعارضة البعيدة عن خطوط المواجهة، فيما أكد المرصد مقتل نحو 660 مدنياً وإصابة أكثر من 3600 آخرين، تزامناً مع إعلان الأمم المتحدة عدم التمكن من إدخال قافلة إغاثة أممية ومنظمات إنسانية أخرى كما كان مقرراً، بسبب المعارك والقصف. من جهته، أكد حمزة بيرقدار المتحدث باسم جماعة «جيش الإسلام» كبرى الفصائل المسلحة بمنطقة الغوطة، أن قوات المعارضة اضطرت للتقهقر بعد اتباع النظام وميليشياته، سياسة «الأرض المحروقة»، موضحاً أن الفصائل أعادت ترتيب صفوفها وتحصين المواقع من جديد لمواجهة هجوم النظام، متعهداً بطرد الجيش الحكومي من الأراضي التي استردها. وجاء التقدم السريع لقوات الأسد والميليشيات الحليفة لها، بعد اقتحامها المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة من جهة الشرق في مسعى واضح لفصلها إلى قسمين، وهو أسلوب هجومي استخدمته دمشق وحلفاؤها مراراً في الحرب التي أوشكت على دخول عامها الثامن. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قوات النظام تتقدم من الجهة الشرقية ووصلت إلى وسط الغوطة الشرقية، وهي تبعد حالياً حوالى 3 كلم عن دوما»، كما باتت على أطراف بلدتي بيت سوى والأشعري، وأوضح عبد الرحمن أن «التقدم السريع يعود إلى كون العمليات العسكرية تجري بشكل أساسي في مناطق زراعية، فضلاً عن التمهيد الجوي العنيف»، مشيراً إلى أن «مستشارين روسا يدعمون العملية». وفي أول تعليق رسمي للجيش النظامي، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن ««وحدات الجيش تقدمت على أكثر من اتجاه وطهرت العديد من المزارع والبلدات باتجاه حرستا غرباً ودوما»، وأضاف المصدر أنه خلال اليومين الماضيين، قام الجيش الحكومي «بتوجيه ضربات بالنار والقوات على مقرات ومناطق وجود (الإرهابيين) في الغوطة الشرقية»، مشيراً إلى استعادة السيطرة على بلدات وقرى بينها أوتايا والنشابية وحزرما شرق وجنوب شرق الغوطة. ويأتي تقدم جيش النظام، تزامناً مع هدنة الساعات الـ5 اليومية التي أعلنتها روسيا، الاثنين الماضي، كان مقررا أن يفتح خلالها «ممر إنساني» عند معبر الوافدين شمال شرق دوما لخروج المدنيين، الذين لم يسجل بعد خروج عدد يذكر منهم. وأوضح عبد الرحمن أن «القصف الجوي يتركز على مناطق تسعى قوات النظام للتقدم فيها مثل بلدتي بيت سوى ومسرابا»، مشيراً إلى أنها «الاستراتيجية ذاتها التي جرى اتبعاها في البلدات الأخرى مثل الشيفونية التي طال الدمار نحو 80% منها. وفي بلدة بيت سوى، شاهد مراسلون مئات الأشخاص من رجال ونساء وأطفال، ينزحون من منازلهم، وسار هؤلاء بين ركام الأبنية في الشوارع، واستقل بعضهم دراجات نارية، ومنهم من وضع حاجياته على شاحنات في حين لم يجد آخرون سوى عربات لنقل حاجياتهم. وأفاد عبد الرحمن بنزوح أكثر من ألفي شخص من مناطق في الغوطة باتجاه بلدات لا تزال تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وقال أبو خليل (35 عاماً) الذي فرّ من بيت سوى مع عائلته «الناس جميعاً في الطرق كأنه يوم الحشر». وكان يحمل طفلته المصابة في وجهها وقد ملأه الغبار الناتج من قصف استهدف مبنى كان يأوي 14 فرداً من عائلته، وأضاف «أنقذنا الله من تحت الردم، وأخرجنا الدفاع المدني.. هناك عائلات كثيرة بقيت تحت الردم (الأنقاض». وفي دوما التي لجأ إليها نازحون من مسرابا المجاورة، قال بشير (25 عاماً) «الملاجئ لم تعد تتسع، لا يمكنها أن تتسع للناس الذين نزحوا من مساحات شاسعة سيطر عليها النظام... بل أحرقها لتصبح غير صالحة للسكن»، معرباً عن خشيته من «كارثة إنسانية مع تقدم قوات النظام»، وقال مركز الدفاع المدني (الخوز البيض) إن 707 مدنيين قتلوا بهجمات النظام وداعميه على الغوطة الشرقية بين 19 فبراير الماضي و3 مارس الجاري. وتسبب حصار الغوطة الشرقية بنقص كبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، حيث كان السكان يعتمدون على مساعدات دولية تصلهم بشكل متقطع وعلى زراعات محلية أو يأتون بالمواد الغذائية عبر التهريب. وتنتظر الأمم المتحدة السماح لها بادخال مساعدات إلى الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام منذ 2013. وقال تلفزيون «أورينت» الذي يدعم معارضي الأسد، إن تقدم القوات الموالية للحكومة تسبب بحركة نزوح واسعة، بينما أكد شاهد أن الآلاف يفرون ويسعون للاحتماء في مناطق بعيداً عن خطوط القتال. وقدر المرصد أن ما بين 300 و400 أسرة فرت، مضيفاً أن القصف الحكومي تركز على بلدة مسرابا، وناشدت مديرية صحة دمشق وريفها، في بيان، أطباء العالم أجمع، من أجل تقديم يد المساعدة للمدنيين في الغوطة، بكل ما يملكون من وسائل وفق ما تمليه عليهم إنسانية المهنة، ورحّبت المديرية بأي جهد يصب في مصلحة تحسين الوضع والحالة الطبية والإنسانية بالغوطة، مؤكدة استمرار كوادرها في تقديم الخدمات الطبية بما تملك من إمكانات. وفي ظل غياب ما يشير إلى ضغط حقيقي لوقف الهجوم الدامي المتصاعد، فإن الغوطة الشرقية في طريقها لأن تلقى المصير نفسه الذي شهدته المناطق الأخرى التي استعادها الأسد منذ رجحان كفة المعارك لصالحه في جبهتي حمص وحلب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©