الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألغام المليشيات تحصد أرواح الأبرياء في المناطق المحررة

ألغام المليشيات تحصد أرواح الأبرياء في المناطق المحررة
23 ابريل 2016 20:30
فتاح المحرمي (عدن) اندحرت المليشيات الانقلابية من عدن وعدد من المحافظات الجنوبية ومحافظة مأرب ولكن هذا دفع تلك المليشيات إلى اتخاذ قرارات لا تقل من حيث فضاعتها عن جرائم الحرب، من خلال قيامهم بزرع الألغام في المواقع التي خسروها بل وتركزت زراعة الألغام في المناطق المعروفة بمدنيتها، دون مراعاة لهوية ضحاياها في المستقبل الذين من دون شك هم من المواطنين المدنيين الذين ذهب البعض منهم ضحايا والبعض يفقد منزله منذ ما بعد توقف القتال وتطهير تلك المناطق من المتمردين. حيث حصدت أنواع مختلفة من الألغام، بينها إيرانية الصنع، والغام اخرى من مخلفات حرب صيف 1994 أرواح عشرات الضحايا، قدرت اخر الاحصائيات عددهم نحو(400) قتيل بينهم الكثير من المدنيين، ومن يلاحظ تلك الكميات المهولة من الألغام التي قامت مليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع صالح بزراعتها، قُبيل هزائمها المتتالية بمواقع متعددة بمحافظتي عدن ولحج وبعض المناطق الواقعة بين محافظتي عدن وأبين (جنوب اليمن)ستتجلى امامه الصورة الحقيقية لتلك المليشيات الاجرامية التي تستهدف المدنيين بصورة مقصودة في حربها العدوانية. ويؤكد خبراء في مركز نزع الألغام ان الميلشيات القاتلة زرعت أكثر من 40 ألف لغم في مدن عدن، والضالع، ولحج، وأبين، إضافة إلى العبوات الناسفة. ومثل ماكان لـ «إمارات الخير»جهود جبارة في دعم مختلف المجالات الخدمية والصحية التي دمرتها المليشيات في عدن والجنوب كانت لها جهود في مكافحة خطر الموت الذي يأتي من خطر الألغام التي تركتها المليشيات. البرنامج الوطني لنزع الألغام في عدن وعقب تحرير عدن من المليشيات طالب بسرعة مساعدته في انتشال الألغام، فكانت استجابة دول التحالف العربي سريعة وتحديداً من الإمارات التي تكفلت بتأمين المطار من الألغام، حيث بادرت بإرسال كاسحة ألغام وفريق هندسي ذي خبرة كبيرة في نزع الألغام وتمكن الفريق الهندسي وبالتعاون مع المركز الوطني لنزع الألغام من تأمين مطار عدن ومحيطه بالكامل وتم نزع الألغام. ويضاف إلى جهود الإمارات دعم فرق نزع الألغام بسيارات وأطقم وأسلحة شخصية إلى جانب تزويد الفرق بأجهزة كشف الألغام. محافظة عدن التي تحررت في17يوليو من العام الماضي إلى جانب المحافظات الجنوبية لحج وأبين والضالع وشبوة كانت اكثر تضررا من الألغام والأكثر من حيث زراعة المليشيات للألغام فيها، ويقول خبير الألغام نائف الكلدي وأحد العاملين في البرنامج الوطني لنزع الألغام. عقب تحرير عدن والمحافظات الجنوبية بدأنا العمل في البرنامج الوطني لنزع الألغام، وتحديدا بدا عملنا -الذي كان بجهود ذاتية وإمكانات بسيطة، من معسكر ما يعرف بـ«سلاح المهندسين» شمال عدن، حيث استخرجنا من المعسكر أكثر من«300»لغم زرعتها المليشيات، وعقب ذلك وضعنا نحن في البرنامج الوطني لنزع الألغام مطار عدن ومحيطه من أولويات عملنا، وقد هالنا كميات الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي وصالح في مطار عدن ومحيطه فقط والتي تقدر بالآلاف. وأضاف الكلدي أنهم في البرنامج الوطني لنزع الألغام واصلوا عملهم في عدن ونزعوا آلاف الألغام من المناطق السكنية ، والمرافق الخدمية والتي تركزت في المطار ومنطقة العريش والصولبان شرق عدن والمدينة التقنية وجعوله ودار سعد شمال عدن، ومن ثم امتد العمل إلى محافظتي لحج وأبين المجاورة لعدن، منوها إلى أنه ورغم تلك الجهود التي يبذلونها إلى أن الكثير من المناطق لا تزال موبوءة بالألغام حيث لايزال بعض المدنيين يسقط ضحية الألغام حتى يومنا هذا. وعن الإحصاءات الخاصة بالألغام التي تم نزعها يقول الكلدي: نزعنا في البرنامج الوطني لنزع الألغام عدن اكثر من 12000لغم دبابات، وأكثر من8000لغم فردي، وأكثر من 10000عبوة ناسفة محلية الصنع في محافظتي عدن ولحج فقط خلال الفترة الماضية من عملنا الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، وقد تم تفجير الكثير منها، ومعظم تلك الألغام كانت مزروعة في مناطق مأهولة بالسكان وعلى مداخل عدن وفي محيطها، وهذا يكشف الوجه القبيح للمليشيات التي وبزرعها لذلكم العدد المهول من الألغام في مناطق مدنية وعلى جانب الطرقات تخرق القانون الإنساني الدولي والقانون الحقوقي الدولي وتنكث باتفاقية نزع الألغام. ضحايا مأرب محافظة مأرب، شمال اليمن، كانت ولا تزال واحدة من المحافظات التي تعاني من وجود مئات الألغام، التي زرعتها مليشيات الحوثي وقوات صالح، قبل خسارتها للمعركة وفرارها من المحافظة، بعد أن تقدمة المقاومة الشعبية والجيش الوطني وسيطروا على المناطق التي كانت توجد فيها المليشيات. حيث أكدت مصادر في دائرة الصحة والسكان، بمحافظة مأرب، أن الألغام التي زرعتها المليشيات الانقلابية، حصدت أرواح 41 مدنيا، بينهم اثنان من الأطفال، و4 نساء في مناطق متفرقة من المحافظة، منذ دحرهم. وأضافت المصادر أن نحو 62 شخصا أصيبوا، بسبب الألغام، إصابات بعضهم خطيرة، داعية الجهات المختصة إلى سرعة العمل على استكمال انتزاع الألغام، حتى يتمكن المواطنون من ممارسة أعمالهم، بعيداً عن العمل في ظل بيئة تهدد حياتهم. ندوة تعرض ضحايا الغام المليشيات في جنيف في ندوة نظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن ندوة مساء التاسع من مارس حملت عنوان «الألغام تحصد أرواح الأبرياء في اليمن» بالمقر السويسري لنادي الصحافة بجنيف,كشف فيها رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني نجيب السعدي عن عدد ضحايا الألغام التي زرعها الحوثي وتم رصدها والتي بلغت 430 شخصا,قتل 201 منهم بينهم 16 طفلا و26 امرأة و141 من الرجال مدنيين و8 من فرق نزع الألغام. فيما بلغ عدد الجرحى 229 شخصا بينهم 19 طفلا 25 امرأة 173 مدنيا و 12 من فرق نزع الألغام. وعدد نجيب السعدي أهم المناطق التي زرع الحوثيون فيها الألغام في كل من محافظة عدن ولحج وتعز وشبوة ومأرب وأبين والبيضاء. كما تحدث السعدي عن أنواع تلك الألغام وان البعض منها محلي الصنع تقوم جماعة الحوثي بتصنيعها وتستخدم كالغام مضادة للأفراد، وألغام روسية الصنع، وألغام روسية مضادة للدروع يتم تحويرها عبر صنع دواسات خارج اللغم موصلة بخلية كهربائية إلى الصاعق، بحيث تصبح هذه الألغام فردية تنفجر بمجرد ان يدوس الفرد على الدواسة المصنوعة محلياٍ. إحصائيات مثل ما كان عدوان مليشيات الحوثي وقوات صالح الأكثر وحشية وإجراما في حق أبناء الجنوب كانت تلك المحافظات الأكثر تضرراً جراء الألغام التي زرعتها المليشيات بعد خسارتها وهزيمتها أمام المقاومة الجنوبية المسنودة بقوات التحالف العربي. ويقول مسؤولون في البرنامج الوطني لنزع الألغام بعدن أن ما بين «300-400»شخص قتلوا في محافظات عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وشبوة، فيما بلغت الإصابات بالمئات في تلك المحافظات، وأن هذه الإحصائية تزيد مع مرور الأيام ، حيث تستقبل المستشفيات في تلك المدن بشكل يومي ضحايا جدداً. وبحسب تقرير صادر عن لجنة حكومية تعنى برصد ضحايا الحرب اصدر في 27أغسطس من العام الماضي فإن الألغام التي زرعها الحوثيين قتلت في المحافظات الجنوبية 100شخص وأصابت 225أخرين في شهر يوليو/‏تموز2015م فقط,وأشار التقرير إلى أن زراعة الألغام والذخائر تمت في الطرق العامة والشوارع ،ومداخل المدن الجنوبية. وعن إحصاءات ضحايا البرنامج الوطني لنزع الألغام في عدن يقول خبير الألغام واحد العاملين في البرنامج نائف الكلدي أن ضحايا زملائه في العمل بلغ عددهم 12قتيلا وعدد من الجرحى بينهم5 أقعدتهم الإصابات عن الحركة. صالح والمليشيات يخرقون اتفاقية نزع الألغام على الرغم من أن نظام المخلوع علي عبدالله صالح قد تعهدت للأمم المتحدة بالتخلص من مخزون الألغام في العام 1999م حسب اتفاقية (أتاوى)التي تلزم الدول الموقعة عليها بالتخلص من مخزون الألغام مقابل دعمها في مكافحة الألغام المزروعة على أراضيها جراء الحروب، ومنها ألغام التي زرعها صالح ونظامه في حربهم على الجنوب. إلا أن صالح خرق هذه الاتفاقية ولم يف بالالتزامات التي تعهد بها، حيث أظهرت الألغام التي زرعتها المليشيات الانقلابية وعثر عليها في عدن ولحج وأبين وغيرها من المحافظات المحررة أن الكثير منها هي الألغام نفسها التي استخدمها نظام صالح في حرب صيف94م وهذا دليل يورط نظام صالح في الإخلال باتفاقية نزع الألغام، وسبق وأن خرق نظام صالح هذه الاتفاقية في العام 2011م عندما زرعت قوات الحرس الجمهوري الألغام في أرحب لإعاقة تقدم القبائل إلى معسكرات الصمع. مليشيات الحوثي وبعد انقلابهم على السلطة الشرعية خرقوا الاتفاقية للمرة الثانية رغم التأكيدات الرسمية بالتخلص من مخزون الألغام التي كان بحوزة الجيش اليمني وزرعوا الآلاف من الألغام المحظورة في المناطق التي خسروها خلال عدوانهم الأخير وخلال حربهم. وبدورها-وفي تقرير سابق لها- حملت منظمة»هيومن رايتس ووتش» جماعة الحوثي مسؤولية زرع ألغام محظورة مضادة للأفراد في مدينة عدن الساحلية قبل أن تنسحب منها. وأكدت «هيومن رايتس ووتش» بأنه ومنذ تحرير محافظة عدن من مليشيا الحوثي ، لم تتوافر أي أدلة تبرز أن مقاتلين جنوبيين أو عناصر من التحالف الذي تقوده المملكة استخدموا ألغاما مبينة. وقال ستيف غوس مدير شؤون الأسلحة في منظمة»هيومن رايتس ووتش» بأن اليمن يحظر مثل معظم الدول الأخرى، استخدام الألغام المضادة للأفراد لذلك فإن استخدام هذه الأسلحة العشوائية في الجنوب يبعث على القلق الشديد مطالباً مليشيا الحوثي بالتوقف فوراً عن استخدام الألغام المضادة للأفراد واحترام التزامات اليمن كطرف في معاهدة حظر الألغام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©