احتجاج لأمهات وزوجات السجناء السياسيين في كوبا

تظاهرت نحو 50 أم وزوجة سجناء سياسيين أمام البرلمان الكوبي مطالبين بإطلاق سراحهم مما ينهي أسبوعا من المظاهرات النادرة في الدولة الشيوعية. واضطرت الشرطة لحماية هؤلاء النساء اللاتي يعرفن باسم جماعة “نساء في ملابس بيضاء” من مئات من المؤيدين للحكومة الذين واجهوا النساء طوال الأسبوع خلال احتجاجهن السنوي الذي تسمح به السلطات بشكل رسمي. وتشكلت جماعة النساء بعد اعتقال 75 منشقا كوبيا في مارس عام 2003 وحكم عليهم بالسجن لمدة 28 عاما بسبب اتهامات بأنهم مرتزقة للحكومة الأميركية. ومن بين النساء رينا تامايو التي توفي ابنها أورلاندو زاباتا في 23 فبراير الماضي بعد إضراب عن الطعام استمر 85 يوما. وكان مضرب آخر عن الطعام يدعى جويليرمو فاريناس قد قال أمس الأول إن مسؤولا بأمن الدولة زاره في مستشفى وطلب منه إلغاء الإضراب عن الطعام الذي بدأه بعد يوم من وفاة زاباتا. وطلب هيكتور ديلا فريري المسؤول عن “دائرة النشاطات المعادية للثورة” في سانتا كلارا التي تبعد 270 كلم شرق هافانا من فاريناس “إنهاء الإضراب قائلا إن وضعه الصحي تدهور بشكل خطير وهو يواجه خطر الموت”، حسبما قالت المتحدثة باسم فاريناس ليسيت سامورا عبر الهاتف لوكالة فرانس برس ، مضيفة أنها الزيارة الأولى من نوعها التي يقوم بها مسؤول كبير في أمن الدولة. وأضافت أن “جويليرمو رد عليه بانه يريد الإفراج عن 26 سجينا سياسيا مريضا. ولم يدل المسؤول بأي تعليق حول الموضوع. كما لم يتقدم بأي اقتراح”. وكان جويليرمو فاريناس الذي يعمل في الصحافة الالكترونية بدأ إضرابا عن الطعام بعد وفاة السجين السياسي اورلاندو زاباتا (42 عاما) المثيرة للجدل اثر إضراب عن الطعام استمر شهرين ونصف الشهر. ونقل فاريناس إلى المستشفى في 11 مارس بعد أن فقد وعيه لفترة قصيرة. وهو يتلقى الغذاء من خلال المصل بأمر من الأطباء بعد أن رفض تناول أي طعام أو شراب. واعتبرت السلطات الكوبية إضراب فاريناس “عميل الولايات المتحدة” عن الطعام ما هو إلا “ابتزاز”، وهو يتحمل “كامل المسؤولية” في حال وفاته. وأشار دبلوماسيون إسبان الى انهم عرضوا اللجوء السياسي في إسبانيا على فاريناس بناء على طلب من كوبا وهو ما رفضه هذا الأخير. وتنفي كوبا وجود معتقلين سياسيين وتقول ان هؤلاء السجناء هم مرتزقة يعملون لحساب الولايات المتحدة التي تفرض منذ 48 عاما حظرا مثيرا للجدل على الجزيرة الشيوعية.