السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القاعدة في باكستان·· وسائل جديدة وهدف قديم

القاعدة في باكستان·· وسائل جديدة وهدف قديم
30 ديسمبر 2007 23:11
تنظيم ''القاعدة'' الذي اتهمته الحكومة الباكستانية رسميا بالضلوع في قتل زعيمة المعارضة الباكستانية ''بينظير بوتو'' يتشكل في الوقت الراهن وعلى نحو متزايد ليس من مقاتلين أجانب كما كان يعتقد على نطاق واسع، وإنما أيضا من مقاتلين باكستانيين محليين عاقدي العزم، على خلخلة استقرار البلاد حسبما يقول المحللون والمسؤولون الأمنيون في باكستان· ففي السنوات الماضية، كان المقاتلون الباكستانيون يوجهون جل جهودهم ضد قوات الولايات المتحدة والناتو العاملة عبر الحدود في أفغانستان، وكانوا يتجنبون الصدام المباشر مع الجيش الباكستاني· بيد أن الشيء الذي كان واضحا هذا العام، أنهم عملوا على تعزيز صفوفهم، وتحولوا للمواجهة المباشرة مع قوات الأمن الباكستانية، واستهدفوا بعملياتهم بعض الشخصيات السياسية البارزة؛ وبحسب مسؤولين أميركيين في واشنطن، كانت احتمالات التهديد الموجه لحياة بعض الزعماء الباكستانيين البارزين مثل ''بينظير بوتو، و''نواز شريف''، بل و''برويز مشرف'' نفســـه، قــد تزايـــدت في الشهــور الأخيرة· وفي هذا السياق أدلى وزير الدفاع الأميركي ''روبرت جيتس'' يوم 21 ديسمبر بتصريح قال فيـــه: ''إن مـــا يبـــدو الآن هو أن القاعــدة قد أدارت وجههــا نحـــو باكستــــان، ونحــو شن الهجمــــات على الحكومـــة، وعلى الشعـــب الباكستاني''· ويمثل تعاظم قوة المقاتلين الإسلاميين الباكستانيين المرتبطين بتنظيم القاعدة، تطورا مزعجا للغاية لإدارة بوش التي تخشى من تأثير ذلك على جهودها الرامية لإرساء الاستقرار في هذا البلد المزعزع والمسلح نوويا· وعلى الرغم من أن الكثيرين في باكستان يأنفون من الاعتراف بهذا التهديد، إلا أن الراحلة ''بوتو'' كانت قد بدأت تعترف في خطبها وأحاديثها العامة بأن أخطر تهديد يواجه وطنها هو التهديد الذي يمثله التطرف والإرهاب، وهذا التهديد ثبتت خطورته الآن بعد اغتيال ''بوتو'' ذاتها، وبعد الاضطرابات التي تلت ذلك، وعمت مختلف أرجاء البلاد، والتي هزت دعائم الحياة السياسية الباكستانية الهشة أصلا، وأدت إلى مصرع 38 شخصا وإصابة 53 حتى الآن، بالإضافة إلى الخسائر المادية التي ترتبت عليها وقُدرت بعشرات الملايين والتي طالت المشروعات التجارية والسيارات والمباني الحكومية، وفقا لما صرح به المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية، ويذكر أن المتظاهرين قد اتهموا الحكومة بالإخفاق في حماية ''بوتو''، بل بالتآمر من أجل قتلها· وحاولت الحكومة دفع هذه التهم عن نفسها، من خلال إلقاء اللوم على المتطرفين المرتبطين بالقاعدة، وخصوصا ''بيت الله محسود'' واتهامهم بأنهم هم الذين دبروا الهجوم، وهو ما نفاه ''محسود'' عبر متحدثه الرسمي، وجاء نفيه ليصب المزيد من الزيت على فكرة ضلوع الحكومة في مؤامرة اغتيال ''بوتو''؛ ففي محادثة تليفونية من المنطقة القبلية الواقعة بجنوب إقليم ''وزير ستان'' الباكستاني قال ''مولوي عمر'' المتحدث باسم ''محسود'': ليس لمحسود أو أي من شركائه علاقة باغتيال السيدة بوتو، لأن مجرد رفع اليد ضد امرأة أمر يتناقض مع قيمنا وأعرافنا القبلية''· وأضاف'' عمر'': ''إن الجهات التي ستستفيد سياسيا من هذه الجريمة هي الضالعة في اغتيال ''بوتو''، غير أن ''الديلي تايمز'' -صحيفة باكستانية- أشارت إلى أن مثل هذا الإنكار، يعتبر من التكتيكات المألوفة التي يستخدمها المتطرفون عادة، للتغطية على الحقائق المتعلقة بهجمات المسلحين، وتوسيع نطاق الأكذوبة القائلة بأن هذه العمليات التفجيرية، من صنع عناصر أجنبية ولا تتم بواسطة باكستانيين· ويذكر أن تنظيم القاعدة في باكستان يضم في الوقت الراهن ليس فقط مقاتلين أجانب، وإنما رجال قبائل من المناطق الحدودية، كما يضم أعضاء يتحدثون باللغة البنجابية والأوردية، وأعضاء من الجماعات المتطرفة المحظورة سواء السنية أو العلمانية، وذلك حسبما يقول ''نجم سيثي'' رئيس تحرير صحيفة الديلي تايمز الباكستانية في تحليل نشر في الصفحة الأولى من جريدته· وجــاء في هذا التحليل أيضــا'' أن القاعــدة قد أصبحت الآن ظاهرة باكستانية بقدر ما هي ظاهرة عربية أو أجنبية''· وقال مسؤولون استخباراتيون أميركيون كبار إنهم قد قاموا بتمرير كافة المعلومات الموثوق بها والخاصة بالتهديدات التي تلقوها في الأسابيع الأخيرة، إلى السلطات الباكستانية عن طريق السفارة الأميركية في إسلام أباد، ولكنهم أكدوا أيضا أنهم لم يكن لديهم علم بأي تقارير خاصة بصدد مؤامرة على حياة ''بوتو'' في روالبندي، كما أكدوا إنه كان واضحا من خلال تلك التقارير أن العملية السياسية في باكستان ''لن تمضي بلا مشكلات''، وأن المسلحين سوف يذهبون إلى أقصى الحدود الممكنة '' لخلق حالة من الفوضى السياسية في البلاد''؛ مضيفين أنه في حين أن السيدة ''بوتو'' كان لديها أطول قائمة من الأعداء مقارنة بباقي السياسيين الباكستانيين البارزين، إلا أن المهم في هذا الحالة ليس من هو السياسي الذي تتم مهاجمته، لأن المسلحين كانوا يسعون إلى خلق جملة من الأهداف المتعددة سواء في نطاق العاصمة حيث يكون لهذه الأهداف ثقل أكبر، أو في كراتشي، أو بيشاور· في مواجهة هذا الخطر، ضغط مشرعو القوانين الأميركيون من أجل تعزيز الإجراءات الأمنية حول السيدة ''بوتو''، ويشار في هذا السياق إلى ما قاله السيناتور الديمقراطي ''جوزيف بايدن'' -الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية والمرشح لخوض انتخابات الرئاسة- إنه كان قد كتب رسالة بالاشتراك مع اثنين من زملائه في مجلس الشيوخ -بناء على طلب شخصي من السيدة بوتو- إلى الرئيس مشرف، كي يقوم بتعزيز الإجراءات الأمنية الخاصة بها وجعلها مساوية في المستوى للحماية التي يجب توفيرها لأي رئيس وزراء سابق بما في ذلك توفير سيارات مضادة للانفجارات، وأجهزة للتشويش، وبعد مصرع ''بوتو'' قال ''بايدن'': ''إن إخفاق الحكومة في توفير الحماية اللازمة للسيدة بوتو، يثير الكثير من الأسئلة الصعبة، التي يتعين على كل من الحكومة الباكستانية وأجهزتها الأمنية الإجابة عنها''· كارلوتا جال- إسلام أباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©