الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتحيــة أحمد··· ملكـة الحنــــــــــــاء

فتحيــة أحمد··· ملكـة الحنــــــــــــاء
29 ديسمبر 2007 23:36
حكايتها تختصر تجارب الكثير من النساء الناجحات، بحماسهنَّ وتدفقهنَّ وجرأتهن في اقتحام الحياة، ورغبتهنَّ القوية في تخطي كلمة مستحيل التي لا وجود لها في قاموس الإماراتية فتحية أحمد، التي نجحت في فترة قياسية في أن تحتل مكانتها بين التجار في مؤسسة التراث للحنة، والتي أثبتت حضورها في كبرى الأسواق العالمية، ملامحها الهادئة تخفي قوة كبيرة تترجمها بكل حزم في إبرام الصفقات ونسج علاقات تتسم بالمصداقية مع المحيطين بها· ''البداية مفتاح النجاح''، هي الحكمة التي افتتحت بها حوارنا معها، فقالت: غالباً ما يقع اختيار العديد من السيدات اللاتي يرغبن في الاستثمار أو خوض مجال الأعمال على أكثر المجالات شيوعاً، أو ربما يتبعن التوجه السائد مثل الاستثمار في الأسهم أو محاولة تكرار تجربة نجحت فيها سيدة أخرى من دون دراسة كاملة للمتطلبات أو رؤية واضحة للأهداف، وقد ينجحن في ذلك لكن النجاح يبقى محدوداً· بالنسبة لي كان الأمر مختلفاً تماماً، حيث فكرت في شيء جديد، وهداني التفكير في ظل إقبال الإمارات على طفرة سياحية هائلة، إلى استخدام مادة الحنة كمستحضر تجميلي تراثي يستهدف السياح بالدرجة الأولى، وأن أصل بهذا التراث إلى العالمية، ففن النقش بالحناء جدير بأن يخرج من دائرة صالونات التجميل الضيقة إلى آفاق أوسع، لأنه قادر على مخاطبة كل الشعوب على اختلاف ثقافاتها وخلفياتها· مساندة بعد رفض لم تكن الطريق أمامها مفروشة بالورد، فقد قوبلت بالرفض من قبل ''مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب''، قائلة لكن هذا ''لم يفت في عضدي أو يثنيني عن السعي والإصرار أو يزعزع ثقتي الكبيرة بالنجاح، وبالرغم من ضعف الإمكانيات المادية لتغطية رأس المال إلا أنني استطعت أن أقتحم هذا العالم بإقامة أول خيمة صغيرة في فندق ''جميرا بيتش'' في عام ،2002 ولقيت الفكرة نجاحاً واسعاً حيث توافد السياح على هذا الفن منبهرين به، وبعد ستة أشهر عدت للمؤسسة وأثبت لهم جدوى المشروع فوافقوا على تمويلي ومساندتي· كان الأمر أشبه بالحلم فسرعان ما توالت الخيام في ''أبراج الإمارات'' و''هيلتون جميرا'' إلى أن وصل عدد المجالس إلى 35 مجلساً للحناء في داخل الدولة، بالإضافة إلى فتح فروع في بعض دول الخليج وشرم الشيخ واليابان، لقد حققنا شهرة واسعة في الأسواق العالمية بإصدار منتج الحناء المصنوع محلياً، وحققنا الامتياز في مواصفات المنتج (فرانشيز) الذي تواجد وبقوة في أستراليا وكندا والولايات المتحدة، فضلاً عن نقوش خاصة مصحوبة بالمنتج أصبحت ماركة عالمية خاصة بنا، ثم دفعني الإقبال الواسع إلى إنشاء أكاديمية خاصة لتعليم هذا الفن الراقي الذي جذب العديد من النساء والرجال· الحناء والوشم العديد من الأجانب يعتبرون الحناء وشماً، لكن فتحية تعتقد أن هذا يفتقر إلى الدقة، فالنقش بالحنــاء يختلف عن الوشـــــــــــم أو الـ ''تاتو''، حيث يجري على البشرة من الخارج، بدون أيّ ألم أو إزعاج بخلاف الوشم الذي يتم فيه اختراق الجلد مما يسبب آلاماً شديدة، فضلاً عن أن الوشم تستخدم فيه مواد كيماوية قد لا تكون مأمونة الجانب، أما الحناء فهي عجينة مصنوعة من مواد طبيعية، والوشم يبقى مدى الحياة وربما يسبب الندم أحياناً، بينما النقش بالحناء يدوم بضعة أسابيع فقط يزول اللون بعدها تلقائياً· لم تنسَ فتحية في غمرة نجاحها دورها الهام في احتواء أفراد أسرتها وسد احتياجاتهم، فهم من دفعها لهذا النجاح، كابدت من أجلهم، ومن أجلهم أيضاً أرادت أن تثبت للجميع أن المرأة تختزل في باطنها طاقة هائلة تنتظر فقط الفرصة المناسبة لتظهر في أجمل التجليات والنجاحات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©