شريف: الإبقاء على موعد الانتخابات يدمر باكستان

قررت الحكومة الباكستانية في اجتماع عاجل عقدته أمس إجراء الانتخابات العامة والتشريعية في موعدها المحدد بالثامن من يناير المقبل، بالرغم من حادث اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو· وقال وزير الإعلام المؤقت نزار ميمون عقب الاجتماع: ''إن الحكومة لن تجري أي تغييرات على الأجندة الانتخابية''· وفي السياق نفسه، أكد ميان محمد سومرو رئيس وزراء باكستان الانتقالي أن الانتخابات سوف تجري في موعدها المقرر بالرغم من تداعيات واقعة الاغتيال· وكان سومرو قال في وقت سابق: ''إن الحكومة تدرس تأجيل الانتخابات البرلمانية''، لكن سومرو أكد أن الحكومة ستجري أولاً مشاورات مع أبرز الأحزاب السياسية في البلاد قبل اتخاذ قرار نهائي· بينما رد الزعيم الباكستاني المعارض رئيس الوزراء السابق نواز شريف بالقول: ''إن إبقاء الانتخابات التشريعية في موعدها سيؤدي إلى (دمار) باكستان''· وطالب شريف مجدداً باستقالة الرئيس برويز مشرف، متهماً إياه بشكل مبطن بأنه مسؤول عن اغتيال بوتو، معتبراً أن هذه العملية تشكل ''دليلاً'' على عدم وجود أي رغبة لديه في إجراء انتخابات ''حرة وعادلة''· وقال نواز شريف للصحافيين: ''إذا بقيت الحكومة متمسكة بموعد إجراء الانتخابات في الثامن من يناير، فذلك سيؤدي بنا إلى طريق التدمير الذاتي الذي لن يؤدي فقط إلى تدمير الحكومة، وإنما أيضاً إلى تدمير البلاد''· وكرر شريف أيضاً القول إنه يطالب باستقالة فورية للرئيس مشرف بعدما سبق أن طالب بها بعد ساعات على اغتيال بوتو· وقال: ''على مشرف الاستقالة·· إنه المطلب الأول للأمة اليوم ويمكنني أن أرى أن الناس يريدون أن يحصل ذلك في أقرب وقت ممكن ومن دون تأخير''، وأضاف: ''نعتقد أن مشرف ليس لديه أي نية لإجراء انتخابات حرة وعادلة وما حدث كان دليلاً على ذلك''· وبعد ساعات على الاعتداء، أعلن شريف أن حزبه سيقاطع الانتخابات التشريعية والإقليمية· وكان نواز شريف الذي يرأس ثاني أكبر حزب في المعارضة بعد حزب بوتو، وعد قبل ساعات الباكستانيين أمام المستشفى الذي توفيت فيه رئيسة الوزراء السابقة متأثرة بإصابتها، ''بخوض حربهم'' ضد سلطة مشرف· إلى ذلك، أمرت السلطات الباكستانية بغلق المدارس والبنوك والمحال التجارية أبوابها لثلاثة أيام ابتداءً من أمس الجمعة إثر أعمال العنف التي تلت اغتيال بوتو· وأعلنت وزارة الداخلية في بيان: ''يتعين غلق المؤسسات التعليمية العامة والخاصة كافة والشركات والمراكز التجارية كافة وبنوك البلاد كافة لثلاثة أيام، بأثر فوري''· وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف عقد قبيل ذلك اجتماعاً طارئاً للحكومة والسلطات العسكرية في القصر الرئاسي في إسلام آباد· وقالت وزارة الإعلام: ''أمر الرئيس الوكالات الأمنية باتخاذ الإجراءات الممكنة كافة للحفاظ على القانون والنظام في البلاد''·