فشل اليوم الثالث من المناورات الإسرائيلية

دوت صافرات الإنذار في جميع أرجاء إسرائيل في اليوم الثالث على التوالي من مناورات تستهدف إعداد الجبهة الداخلية لأي حرب محتملة أو هجمات صاروخية· وتوجه الطلبة الإسرائيليون إلى الملاجئ لتلقي دروس في الدفاع المدني لمدة ساعة بالتزامن مع قيام فرق الطوارئ باختبار قدرتها على معالجة المصابين· ومع إطلاق صافرات الإنذار وجهت محطات إذاعية وتلفزيونية إسرائيلية رسالة عاجلة تنبه الإسرائيليين إلى ضرورة البقاء في مناطق آمنة بسبب توقع حدوث أمر طارئ· وأكدت مصادر اسرائيلية مطلعة ان شكاوى عديدة وصلت للجبهة الداخلية الاسرائيلية لا سيما من مراكز المدن الكبيرة جاء فيها ان السكان لم يسمعوا أصلا صوت صافرة انذار الحرب التي اطلقها الجيش· ورأى مراقبون صحفيون يتابعون التدريبات ان هذا الأمر يمثل فشلاً ذريعاً في المدن الكبرى التي قد تكون معرضة لهجمات الصواريخ ''المعادية'' في اي حرب مقبلة· وقال مراقبون ان الاسرائيليين الذين كان يتواجدون في المراكز التجارية الكبرى لم يتمكنوا من سماع الصافرة وواصلوا تبضعهم دون أي طارئ· البعض الآخر قال إنه ''اضطر'' لاستراق السمع من اجل سماع الصافرة، ما يعتبر فشلا قاسيا آخر للجبهة الداخلية الاسرائيلية· من جهة ثانية أكد السكان الفلسطينيون من خلال اتصالات هاتفية بوكالة ''معا'' انهم سمعوا صافرات الحرب في مناطق الضفة وبصوت عال· على صعيد متصل، قالت مصادر امنية لبنانية إن اسرائيل بدأت حملة تشويش على مجمل الشبكة الهاتفية اللبنانية في اطار المناورات العسكرية التي تجريها على الحدود منذ يوم الاحد الماضي· ونقلت صحيفة (السفير) عن المصادر الأمنية قولها إن ''الجانب الإسرائيلي بدأ حملة تشويش واسعة على مجمل شبكة الاتصالات الهاتفية الثابتة والخلوية في لبنان''· وقد ساد الهدوء الحذر الخط الأزرق الحدودي الفاصل بين لبنان وإسرائيل· وأفادت التقارير الواردة من هذه المنطقة بأن قوات الطوارئ الدولية المعززة ''يونيفل'' والجيش اللبناني على استعداد لتطويق أي حادث قد يطرأ بشكل مفاجئ بسبب هذه المناورات· وأشارت التقارير إلى أنه جرى في هذا الإطار تعزيز العديد من المواقع المتقدمة عدداً وعدة، كما تم استحداث مواقع مراقبة جديدة زودت بمعدات ومناظير ليلية بالإضافة إلى قيام الجيش والقوات الدولية بتكثيف دورياتها عند المنطقة المحاذية للسياج الحدودي الشائك وقيامها كذلك بإغلاق بعض الطرقات المؤدية إليه بالسواتر الترابية لمنع المواطنين اللبنانيين من الاقتراب أو الاحتكاك بالجنود الإسرائيليين في الجهة المقابلة· وستتواصل المناورات اليوم الاربعاء بالسيناريوهات المعدة هجمات بصواريخ مجهزة برؤوس كيميائية على يافا وبناي بريك قرب تل ابيب والقدس وضد مستشفى في العفولة شمال البلاد كما قالت متحدثة عسكرية· وقال وزير البنية الأساسية الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر إن إسرائيل ستواجه قصفا أقوى في حالة حدوث حرب في المستقبل، مضيفا أنه يتوقع أن تطلق في الهجوم الأول مئات الصواريخ على إسرائيل، ولن يكون هناك أي مكان في إسرائيل خارج نطاق صواريخ تطلقها سوريا وحزب الله· وقال الجنرال يورام جولان مسؤول الدفاع المدني للاذاعة العامة ''الهدف ليس إخافة الناس لكن حين يكون الناس على استعداد لمواجهة ذلك تكون الاضرار اقل مأساوية''· وأوضح مسؤول عسكري ''علينا تحضير انفسنا للأسوأ لمواجهة أوضاع قصوى مثل هجمات صاروخية''· واضاف إن رسائل ''وجهت وفهمت حول طبيعية هذا التمرين'' من قبل الدول العربية المجاورة لا سيما سوريا ولبنان·