دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى متابعة وضع الخطط الإستراتيجية وإعداد البرامج اللازمة لمواجهة التحديات التي تصيب المجتمعات في كثير من أنحاء العالم·
وأوضح سموه في كلمة بمناسبة افتتاح معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير''ديهاد ''2008 أمس ألقاها المستشار إبراهيم بوملحة رئيس اللجنة العليا المنظمة أن هذه التحديات تشمل الكوارث الطبيعية التي تضرب كثيراَ من دول العالم ولا تفرِّق بين دول غنية أو فقيرة، والكوارث الناتجة عن النزاعات والحروب التي لا تزال قائمة في العديد من دول العالم وتؤدي يومياً إلى إلحاق الضرر الكبير بين المجتمعات والبشر·
وأشار إلى أن الحدث الذي ينظم سنويا في دبي ''يفتح الباب أمام جميع المهتمين في العالم لمناقشة ومتابعة آخر المستجدات والبرامج التي يمكننا الاستفادة منها عندما نقوم بدورنا في عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية''·
الهلال الأحمر
وأوضح سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر أن عالم اليوم يشهد تحولات كبرى في مختلف المجالات، مضيفا أنها'' تحولات جوهرية ولكنها تحمل في طياتها الكثير من المفارقات، ففي الوقت الذي انحسرت فيه المسافات والأزمنة وتقاربت الشعوب نجد أن الأوضاع الإنسانية في ترد كبير''·
وأضاف سموه أن ''آلام البشرية وأوجاعها في ازدياد مستمر، والهوة بين الأغنياء والفقراء في اتساع، وهذه المعطيات أفرزت واقعا جديدا على عمل المنظمات الإنسانية، والتي وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة يجب مواجهتها لضمان استمرارية عملها وتعزيز وجودها في مختلف الميادين والساحات للحد من تفاقم أوضاع الشرائح الفقيرة والمحتاجة والتي تستهدفها الهيئات والمؤسسات الإنسانية''·
وقال سموه في كلمة ألقاها معالي الدكتور علي عبدالله الكعبي رئيس مجلس إدارة الهيئة إن ''هذا المؤتمر المهم الذي يحظى برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يأتي في وقت أحوج ما يكون العمل الإنساني والإغاثي فيه إلى تضامن وتآخ وتنسيق في المواقف والبرامج المشتركة لمواجهة النتائج السلبية التي تعود على الشعوب من جراء النزاعات والكوارث''·
وأضاف سموه أن ''هذا الحدث الإنساني الكبير يجسد رؤية الدولة الحضارية وسعيها الحثيث لتنمية وتطوير مجالات العمل الإنساني الذي أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، وسار على هديه صاحب السمو الشـــيـخ خليـفـــة بـن زايــــــد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''·
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، إنه كان لزاما على هذه الهيئات إقامة شراكات هادفة وبناءة لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للعمل الإنساني، خاصة بعد ظهور ما يسمى بالكوارث الصامتة المتمثلة في أمراض العصر التي تفتك بالدول الفقيرة والتي تعتبر مرتعا خصبا لانتشارهـــا، إلى جانب التغيرات المناخية المهددة للبيئة·
وأكد سموه أن هيئة الهلال الأحمر لم تكن بعيدة عن تلك التطورات والمستجدات على مسيرة العمل الإنساني، مدركة أهمية تعزيز الشراكة مع الهيئات والمنظمات العاملة في الحقل الإنساني، إلى جانب إشراك قطاعات المجتمع بأفراده ومؤسساته في جهودها الإنسانية والإغاثة التي امتدت للقريب والبعيد·
ولفت سموه إلى أن الهيئة واكبت عبر برامجها المتميزة تطورات الأحداث على الساحة الملتهبة، ووفرت احتياجات الكثير من الشعوب التي طالتها النوائب والمحن، مؤكدا أن قيمة أنشطتها على الساحة الإنسانية الدولية حتى الآن وصلت إلى أكثر من ملياري درهم·
وإزاء هذه الجهود، أشاد السير جون هولمز مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بإسهامات الإمارات في الأنشطة التي تقوم بها المنظمة الدولية في مناطق العالم التي تمر بأزمات، في الوقت الذي طالب فيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمتابعة وضع الخطط الإستراتيجية وإعداد البرامج اللازمـــــة لمواجهـــــة التحديـــــات التي تصــيب المجتمعـــات في كـثـــير من أنحاء العالم·
وافتتح سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة دبي لإدارة وتنظيم الفعاليات معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير بحضور بوملحة والكعبي وهولمز وعدد من ممثلي منظمات الإغاثة الوطنية والإقليمية والعالمية ورجال الأعمـال وكبـار المسؤولين·
وقال بوملحة إن هذه الفعالية المهمة التي تنظم بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية وبدعم رسمي من هيئة الهلال الأحمر ومنظمة الأمم المتحدة خير دليل على الاهتمام الكبير والمتزايد الذي توليه الإمارات لأعمال الإغاثة والتطوير·
وأكد أن الإمارات تطمح إلى أن تكون دائما الرائدة في تقديم يد المساعدة والدعم لكل شعوب العالم، مشيرا إلى أن ''ديهاد ''2008 يتميز بمشاركة أكثر من 40 شخصية من أهم القادة العاملين في مجال تقديم الإغاثة الإنسانية في العالم، إضافة إلى مشاركة أكثر من 90 منظمة دولية وأكثر من 450 مؤسسة وشركة عارضة من 60 دولة·
ولفت السير جون إلى النجاح الباهر الذي حققته مبادرة دبي للعطاء والدور الذي لعبته الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وهيئات الهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية الإسلامية في توفير المساعدات لعشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم·
وكشف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة أن دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة قدمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية مساعدات قدرها 488 مليون دولار، كما تعهدت بتقديم 320 مليون دولار إضافية·
ولفـــت إلى حيـــاد الأـــمم المتـحــدة في تــــوزيــــع المساعــــدات، موضحاً أن المسلمين المحتاجين حظوا باهتمام كبير في تخصيص المساعدات التي تقدمها المنظمة·
عدد اليوم
