الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جائزة تيرنر للفنون البصرية تمنح لمشهدية ضد القانون

جائزة تيرنر للفنون البصرية تمنح لمشهدية ضد القانون
27 ديسمبر 2007 00:06
أعلنت جائزة تيرنر البريطانية فوز مارك والينغر (48 سنة) على عمله المعنون باسم ''ستيت بريتن'' أي ''دولة بريطانيا''، في احتفال خاص بصالة تايت بمدينة ليفربول التي ستكون عاصمة ثقافية لأوروبا عام ·2008 الجائزة تعد من أهم جوائز الفنون البصرية في بريطانيا وأوروبا وقيمتها 25 ألف جنيه بريطاني (ما يقارب 50 ألف دولار)· ويبدو أن المحكمين لهذا العام اختاروا العمل الذي هو عبارة عن إعادة تركيب (انستليشن) لمشهدية الحملة الشخصية التي قادها مواطن بريطاني يدعى برايان هاو لعدة سنوات أمام ساحة البرلمان احتجاجاً على حرب العراق حتى أزيح بالقوة من المكان من قبل رجال البوليس· يحتوي الانستليشن الفائز على 600 قطعة من محتويات مشهدية الاحتجاج تلك: البطاقات والرسائل والهدايا الرمزية التي تسلمها تأييداً لموقفه، لافتاته التي كتبت بمختلف العبارات مصحوبة بالصور والرسوم، أقمشته الملونة باللون الاحمر تعبيراً عن وحشية الحرب التي تخوضها بريطانيا مع الولايات المتحدة في افغانستان والعراق، وغيرها من قطع حضرت في ذلك المشهد مثل لعب على شكل دببة ترتدي ملابس بعبارات ضد الحرب وتذكر ببراءة الأطفال· كانت حملة هاو الشخصية أشبه بمخيم للسلام في مواجهة الحكومة البريطانية وصار مزاراً سياحياً شهيراً يزوره زوار لندن من كل مكان· وقد كلف إعادة تركيب المشهد 90 ألف جنيه وعرض في متحف تايت غاليري في لندن قبل أن ينقل إلى فرع تايت بمدينة ليفربول· والينغر حيّا داعي السلام هاو أثناء تسلمه الجائزة في ليلة الحفل وانتهزها فرصة ليعيد المطالبة بانهاء الاحتلال في العراق· أما هاو الذي لا يزال يحتج أمام البرلمان على الرغم من إزالة مقتنياته فكان حاضراً في الحفل ومدح العمل الفائز بقوله إنه ''لا يمكن للفن أن يكون أكثر اقتراباً من الواقع عما هو عمل (ستيت بريتن/ دولة بريطانيا)''· واعترف هاو أنه لم يكن مقتنعاً في البداية بفكرة العمل الفني وطرد الفنان من المكان، إلا أنه عاد وجلس معه واكتشف الهموم المشتركة التي تقلقهما· ·· وضد القانون نفذ مارك والينغر الانستليشن الفائز من خلال التقاط مئات الصور للموقع الذي تمدد على مساحة أربعين متراً تقريباً قبل أن يزاح من المكان بحجة الازعاج ومخالفة القانون· وبذلك يرسل العمل أكثر من رسالة استفهام حول موضوع الحريات والحق في التعبير في بريطانيا· لجنة التحكيم قالت في حيثيات الجائزة: إن هذا العمل ''واقعي بعمق ومهم تاريخياً''، وامتدحت قدرته على وضع الجمهور ''أمام الشعور بالوحدة عند القيام بالاحتجاج''· واضافت أنه، أي العمل، ''يمزج بين البيان السياسي الجريء مع قدرة الفن على توضيح الحقائق الإنسانية الأساسية''· يذكر أن تركيب والينغر اختير بين أعمال أخرى كانت مرشحة للقائمة المصغرة النهائية لجائزة تيرنر والتي اعتمد بعضها أيضاً على ثيمات السياسة والدين والارهاب، بشكل مكثف للمرة الأولى في تاريخ الجائزة التي أنشئت عام 1984 في لندن، مثل مجموعة أعمال لنيثان كولي (39 سنة) من بينها إعادة تركيب مبنى مخزن ماركس اند سبنسر الذي دمره جيش التحرير الايرلندي عام ،1996 كذلك صياغته أبنية أماكن دينية من خامة البورد لكنيسة ومسجد من غير أن تتضح التفاصيل الداخلية للمكانين· من أوغندا وكانت المرشحة الثانية زارينا بيمجي وهي مصورة فوتوغرافية ومخرجة أفلام (43 سنة) أجبرت على مغادرة بلدها أوغندا عام 1973 تحت حكم عيدي أمين الذي طرد المواطنين من أصول آسيوية· ترتبط غالبية أعمال زارينا بذلك البلد، وقد رشحت على معرضها الذي إقامته العام الماضي في زيورخ ولندن وحوى صوراً عن الوضع المزري في مجتمعها الأصلي من خلال التصوير الفوتوغرافي للأبنية المتهالكة القذرة التي تقول الكثير عن أوضاع البلاد· أما مايك نيلسون (41 سنة) المرشح الرابع وهو الوحيد الذي تفادى السياسة المباشرة فقد رشحت اثنتان من أعماله ''انستليشن'' عمد فيهما إلى إعادة تشكيل الفراغ في حجرات مهجورة في الأقبية· يستمر المعرض الذي يشمل العمل الفائزة والأعمال المرشحة حتى كانون ثاني المقبل· الجائزة وترشيحات القائمة الأخيرة سترضي ولا بد منتقدي الجائزة في السنوات الأخيرة لفقدانها القدرة على التواصل مع الواقع الاجتماعي· فقد عرف عن جائزة تيرنر بأنها كانت لسنوات الأكثر جدلاً في العالم في ما يخص الفنون البصرية المعاصرة، وهي غيرت من الذائقة السائدة وسايرت التوجهات الجديدة من استخدام وسائل غير معتمدة سابقاً في الفن التشكيلي، مثل الفيديو والانستليشن· حتى وصلنا إلى أعمال تقترب من تصاميم الديكور والعمارة ومقتطفات من الفيديو لحركة الامعاء للفنانة من أصل لبناني نورا حاطوم، ثم النعجة المحفوظة في محلول ملحي (اسماها البعض سخرية مخلل النعجة) لداميان هيرست، وفراش يعج بالفوضى لتريسي أمين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©