علي جعفر: الشعر الحقيقي هو المتغلب على قوالبه الشكلية

استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، مساء أمس الأول الشاعر الدكتور علي جعفر في أمسية شعرية، قرأ خلالها عدداً من قصائده، بعد كلمة تقديم من أحمد الحسين تحدث فيها عن شخصيتي الناقد والشاعر المتعايشتين في القامة الإبداعية التي يجسدها الضيف· وقد شرع العلاق في قراءة قصائد مختارة من دواوينه المتعددة، مبتدئاً من قصيدة ''سيدة الفوضى'' يسأل في سياقها عن تلك السيدة التي قدمت من المجهول لـ''تحرك غدراننا الراكدة''· القصيدة تغرق في التساؤلات، لكنها لا تلبث أن تستدرك موقنة أن القادمة من الخفاء تلك ''أشاعت الفوضى كما تشتهي'' قبل أن تغادر غير متلفتة إلى ما خلفته وراءها· بعد ذلك كان حضور الأمسية على موعد مع قصيدة ''المجنون''، وفيها يقيم الشاعر حواراً مع قيس الملوح الذي لم تقده خفاف الإبل الحمقاء إلى ليلى، ولم تهب على معوله النائح أقمار المياه''· استعادة متأخرة لمعاناة ذلك الذي أوغل في حفر البئر حتى بكت الإبرة، فكان أن أورق عكازه الأعمى واستحالت يداه حجارة· أعقب الأمسية حوار بين الشاعر وجمهوره حول المدارس الشعرية المتنوعة بين العمودي والتفعيلة وقصيدة النثر، حيث أكد العلاق على جوهر القول الشعري بوصفه مصدراَ للإدهاش، وإعادة صياغة المعنى وفق رؤى خلاقة مبدعة، تحيل العادي الى مرجعية الغرابة والمفاجأة· وشدد على أن الشعر الحقيقي هو ما كان متمردا على قوالبه الشكلية، متورطاً في السعي الى إعادة تشكيل اللغة، وتحويرها في خدمة أهداف بعيدة عن غاياتها الطبيعية· ذلك أن الشعر يكون حيث يخرج الكلام على قانون الانضواء· أسئلة الحضور قادت الشاعر، وهو أستاذ مادة النقد في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الى ممارسة ما يمكن اعتباره نقداً للنقد، فهو أعلن رفضه الواضح لما يمارس تحت ستار النقد الأدبي، من تهميش لكثير من القامات الأدبية الشامخة، في مقابل إعلاء شأن بعض المدعين، المتناسبة براعتهم في العلاقات العامة مع ضحالة طاقاتهم الإبداعية·