الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فواز زمريق·· الخشب يصير حلماً

فواز زمريق·· الخشب يصير حلماً
26 ديسمبر 2007 01:54
استضاف المجمع الثقافي أمس الأول معرضاً للنحات الخزفي السوري فواز زمريق، حيث شهدت قاعة ابن ظاهر عرض مجموعة من منحوتاته الجديدة، استوحى معظمها من المحيط الجغرافي لبلاد الشام، كما أفرد للتاريخ حصته، وكانت الأرض بألوانها المتعددة الحاضر الأبرز· وقد افتتح المعرض عبدالله العامري مدير مؤسسة الثقافة والفنون بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث· الفنان زمريق اختار الخشب مادة لأعماله المنحوتة إيماناً منه بأنه أكثر دفئاً من الخامات الأخرى، لاسيما البرونز، كما حرص على استثمار الألوان الطبيعية التي يتيحها تفاعل الخشب مع النار، مؤثراً الابتعاد عن الزخرفة الاصطناعية، هذه العوامل، مضافة إليها أحاسيس الفنان، ساهمت في منح المعرض مذاقاً رؤيوياً خاصاً، حيث بدا التجوال في أرجائه أقرب الى رحلة في عمق الذات الشرقية المطعمة بالحكايات والأساطير· في كامل أعماله المعروضة ظهر حرص الفنان واضحاً على استحضار مقومات التراث الشرقي: الآلات الموسيقية، الأوعية الفخارية، الكراسي الخشبية، كما حضرت المرأة بنقابها ومن دونه، أما اللمسة الخاصة التي أضفاها زمريق على أعماله فتمثلت بالعين الثالثة التي حرص على تطعيم ملامحه المنحوتة بها، في إشارة مضمرة الى الحدس المواكب لكل إنجاز فني، ولعل هذا الإصرار على إبراز الجانب المخفي هو ما يعكس الرؤية الفنية المميزة، التي تبدت بصورة انتماء واضح للجذور الشرقية، متعايش مع إسقاطات أوروبية معاصرة، مما يبرر الافتراض أن التوازن الدقيق بين الماضي والحاضر هو الذي يمنح النتاج الفني قدرته الفائقة على الإيحاء، وصولاً الى مرحلة البوح· مشاهدة المعرض تتيح الاستدلال الى عملية تطويع واضح للمادة الخزفية، أدت بها الى الاستجابة لهواجس الفنان وتطلعاته، كما تشي بحالة من الألفة الصارخة بين اليد الناحتة والجسم المنحوت، بعض الأعمال تبدو منقادة بصورة لافتة الى الرغبة في التعبير، حتى لكأن بين الفنان وأعماله قدراً مريباً من التواطؤ الضروري والمطلوب، ويمكن الحديث هنا عن انسجام لحظوي، لا يلبث أن يؤول الى حالة من التوتر التي تواكب عادة لحظة ولادة العمل الفني· وبين أبرز ما تضمنه معرض زمريق مجموعة من الحوريات اللواتي يثرن الدهشة بهدوئهن، ويعكسن حالة متقدمة من الاسترخاء· الوجوه تتشابه، لكنها تتباين بغتة، ثمة ما هو مشترك في مكونات الهدوء الصاخب، لكن ثمة ما هو متباعد أيضاً، هن أقرب إلى لحظات زمنية عابرة، تبدو متماثلة لوهلة، لكن التمعن في التفاصيل يسفر عن اكتناه ألغاز الاختلاف، فدقائق الوقت، كما مياه النهر، لا تكرر ذواتها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©