الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أنطولوجيا الشعر السوري تثير ردود فعل غاضبة

7 مايو 2009 00:34
أثارت ''أنطولوجيا الشعر السوري'' ردود فعل غاضبة عديدة، وتقاذف الشعراء والمعدون الاتهامات على صفحات الصحف السورية ومواقع الإنترنت داخل وخارج سوريا• وكانت الأمانة العامة لدمشق عاصمة للثقافة العربية أصدرت مؤخرا ''أنطولوجيا الشعر السوري'' افي أربعة مجلدات، وبلغ عدد صفحاتها ألفا وخمسمائة صفحة، وقد أعد المجلد الأول منها الدكتور سعد الدين كليب، وتناول فيه شعراء النصف الأول من القرن العشرين في 230 صفحة، وأعد الجزء الثاني الشاعر شوقي بغدادي واستعرض فيه بعضاً من شعراء سوريا في مرحلة الستينيات في 204 صفحات• أما الجزء الثالث فقد أعده الشاعر منذر المصري، وتناول فيه شعراء السبعينيات من القرن الماضي في (508) صفحات، وأعدت الجزء الرابع الشاعرة رشا عمران، ورصدت فيه بعضاً من شعراء سوريا في المرحلة من عام 1980 وحتى العام ،2008 وعلى مدى 608 صفحات• وقد اعتبرت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية أن هذه الأنطولوجيا تقدم مرجعاً شاملاً للشعر السوري منذ بداية القرن العشرين وحتى بدايات القرن الواحد والعشرين• ويصف الدكتور سعد الدين كليب ما قام به من إعداد الجزء الأول بأنه (مغامرة) ويتمنى أن يخرج منها من دون خسائر وألا تكون الخسائر فادحة• وبعدما حدث من ردود فعل يبدو أن المعدين الثلاثة الآخرين قد ارتكبوا المغامرة نفسها!• وفي رصد للشعراء الذين وردت أسماؤهم ونماذج من شعرهم في الأنطولوجيا يتضح أن ثلاثين شاعراً فقط وردت أسماؤهم في الجزء الأول الذي يمثل نصف قرن، أما الجزء الثاني فلم يتضمن إلا عشرة شعراء، بينما تناول الجزء الثالث 26 شاعراً، أما الجزء الرابع من الأنطولوجيا فقد أورد سرداً كاملاً بأسماء شعراء المرحلة الأخيرة، لكنه لم يتوقف إلا عند 63 شاعراً منهم• هذه الأنطولوجيا واجهت انتقادات عنيفة، فالشاعر حامد حسن لم يرد له ذكر فيها، وقد وصف هذه الأنطولوجيا بالإلغائية، وقال '' إن الأنطولوجيا عمل مهم كان يجب أن ينجز بعيداً عن الهوى والرغبات وعدم تمكين أي معد من اغتيال الآخرين، ومن حقنا أن نسأل: أين حامد حسن، عبد السلام عيون السود، هند هارون، كمال فوزي الشرابي، خالد محي الدين البرادعي، مناة الخير، سنية صالح؟• ووصف حامد حسن العمل بأنه توليفي وانتقائي''• وشن الشاعر عبد الكريم الناعم ـ وهو من جيل الستينيات ـ هجوماً قوياً على الأنطولوجيا ومعديها، ولاسيما معد الجزء الثاني (شوقي بغدادي)، ووصف اختياراتهم بأنها تمثل التشدد والتعصب الذي أخد منحى عصبوياً، وقال ''إن عدداً من النقاد والمتشبهين بهم سلطوا الأضواء على عدد من الأسماء بينما أهملت أسماء أخرى لم تكن أقل شاعرية وإبداعاً، إن لم تفقها وتتجاوزها حساسية شعرية وإبداعاً فنياً''• وعبر الناعم عن أسفه ''لأن العصبوية (الأيديولوجية) ـ في إشارة إلى شوقي بغدادي الشيوعي السابق ـ لا تزال ممتدة، وقد تلونت بألوان جديدة قد تختلف تسمياتها حين نريد تصنيفها، غير أنها في المآل التدميري واحدة''• وفي أقسى وصف اعتبر الناعم أن ما فعله المعدون كان ''إسفافاً'' و''زعرنة''• وقد أجمع عدد من الشعراء السوريين على أن الأنطولوجيا كانت عملاً مرتجلاً تأثر بمزاجيات المعدين الشخصية، وبدت الأنا واضحة فيه، وشكك بعضهم بأهلية بعض المعدين للقيام بهكذا مهمة• كما لاحظ شعراء آخرون التناقض بين منهج الأجزاء الأربعة وغياب الإشراف والمرجعية عن هذا العمل الذي يفترض أن يستند إلى ''عمل مؤسساتي ووفق معايير محددة• ويضيفون إن عملاً مثل الأنطولوجيا لا يمكن أن يقوم على جهد فردي لشخص مهما امتلك من مؤهلات• من جهتها تعترف رشا عمران معدة الجزء الرابع بأن ثمة أخطاء في الأنطولوجيا، لأنه ما من عمل يمكن أن يكون كاملاً، ولاسيما إذا كان فردياً، وبهذا الحجم، وضمن الظرف المتاح، والهامش الضيق للنفاذ من رقابة متدرجة• يشار أن هذه هي ثالث أنطولوجيا عن الشعر في سوريا، فقد سبق لشوقي بغدادي أن قدم عبر (كتاب في جريدة) ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين في سوريا، وقد اعتبر كثيرون أن هذا الديوان لا يمثل الشعر السوري• كما سبق للشـــاعر صالح دياب ـوهو شاعر سوري يعيش في فرنسا أن أصدر (نوارس سوداء) يتضمن أنطولوجيا للشعر السوري، قدم فيها ثلاثة وثلاثين شاعراً سورياً، اعتبرهم أكثر طليعية في الشعر السوري، وقد تعرض هذا الكتاب أيضاً لانتقادات كثيرة•
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©