التشكيلي رامتين زاد يروي الحكايات والأساطير في دبي

افتتح في دبي مساء أمس الأول معرض الفنان الإيراني رامتين زاد، بعنوان ''عالم الحلم''، ويعالج في أعماله عوالم حلمية لكائنات آدمية وأخرى خرافية تجتمع في علاقات متنوعة• وفي كل لوحة من لوحات زاد التي تصور نظرته إلى داخله وما يحيط به في آن، ونظرته الخاصة إلى الطبيعة، توجد عوالم لا تحصى، وتفاصيل لا تنتهي، وتتطلب إعمال الحواس الخمس في استيعابها وتذوقها، فهي ذات بعدين على سطح القماشة، وتبدو مثل همس في الأذن، إضافة إلى الملمس اللوني الحيوي• وهنا يمكن أن نجد تنوعا في خلط الألوان كما في كثافة الخطوط حينا، وليونتها حينا آخر، وذلك كله في إطار حكاية تحاول اللوحة تقديمها• وللوهلة الأولى في النظر إلى عمل زاد تبدو عناصر لوحته غير مترابطة، فهي تنتمي إلى عوالم مختلفة ومتباعدة إلى حد ما، لكنها في الحقيقة مترابطة ومنظمة ضمن نظام خاص يستدعي التأمل في التفاصيل وعلاقتها ببعضها بعضا• ولكل من هذه التفاصيل دلالتها في المشهد المحتشد باللون والحركة• وعلى صعيد آخر فالفنان يلتقط ملامح وجوه تنتمي إلى عوالم عدة، بحيث يبدو في أعماله الوجه الصيني والآسيوي عموما، فهو يستلهم حكايات وأساطير من ثقافات وديانات مختلفة، وكما نشاهد أسطورة آدم وحواء، يمكننا أن نشهد وقائع حروب وأدوات حرب غير مألوفة، لكنها تشبه السيوف الصينية• وقد نرى حيوانات غير معروفة تتسلق ظهور الرجال والأطفال• وكذلك يمكننا أن نجد كائنا بشريا في ثوب طائر أو في جلد حيوان، إلى جانب كائن بشعر خرافي يلعب الشطرنج أو ألعابا أخرى• هذه تجربة تستفيد بشكل كبير من الموروث الفارسي في الزخرفة والتلوين، لكنها تغرق في التغريب، ولو وقفنا على بعض أعمال الفنان التركيبية لوجدناها تنحو أكثر نحو السريالية التي لا تسعى إلى توصيل أي رسالة، بل هي تدعو إلى التأمل في طبيعتها وعناصرها• غير أن روح الفنان تبرز في ألوانه وتكويناته على نحو ساطع، دون أن يكون ثمة موضوع محدد أو بؤرة معينة في اللوحة•